سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 11 مارس 2012

مقالات اجتماعية: مية و هوا و فيس بوك بقلم : مروان محمد


23/12/2010

الفيس بوك مش مجرد ظاهرة اجتماعية فى محيط المجتمع المصرى بس, لأ, ده اصبح ظاهرة اجتماعية عالمية غزت كل دول العالم بكل قوة و شراسة....
و صدقونى مش حبقى ببالغ لو قولت ان الفيس بوك تحول فى السنتين الاخرانيين دول من مجرد ظاهرة عالمية الى انه غير مفهوم حياتنا الاجتماعية بالكامل, الفيس بوك خلق عالم موازى تماما للعالم الحقيقى اللى احنا عايشين ايه.
تفتكروا معايا سلسلة افلام ماتريكس, لما كانو بيتكلموا على شبكة ماتريكس الافتراضية اللى كل البشر عايشين فيها و استغنوا بيها عن الواقع تماما, بقوا يستطعموا الاكل و الشرب و الفسح و حتى غرائزهم الخاصة و خروجاتهم و اى حاجة بنعملها فى الواقع اصبحت الشبكة ماتريكس بتحققها لهم عن طريق مخترعها اللى هو ماتريكس .
كنا وقتها بنشاهد الفيلم ده بانبهار شديد و اصبح من الافلام اللى بتمثل علامة من علامات السينما العالمية للوقت الحاضر, الفيس بوك ده بسرعة خرافية قدر يقربنا من الحياة الافتراضية دى شديدة القتامة و الرعب على فكرة, يعنى احنا اصبحنا بنعيش نص حياتنا على الفيس بوك و بنقوم بسلوكيات اجتماعية كتيرة جدا على الفيس بوك استغنينا بيها عن ممارستها فى الواقع الفعلى اللى احنا بنعيشه, تقدر تقو لان المجلات المطبوعة شبه استبدلت بالمجلات الاليكترونية الى حد ما و اصبحت الحوارت مع المشاهير و المؤسسات المختلفة ممكنة جدا بدون ما تروح تقابل اشخاص بعينهم او يتقطع نفسك فى الزحمة و القرف و السفر عشان تروح شركة فلانية او مؤسسة علانية عشان تقابل مسئول فيها و تاخد منه حوار صحفى و تستنى يجى تلات ساعات, دلوقتى بسبب الفيس بوك كل شركة كل مؤسسة كل صرصار فى الكون ده عامله صفحة على الفيس بوك, ادخل على الصفحة و تواصل مع المؤسسة او الشخص المشهور ده و ابعت له الاسئلة و يجى لك الرد بعد خمس دقايق و انشر الحوار او السبق الصحفى بتاعك فى دقيقة مش اكتر على موقع المجلة, مجلات اليكتروينة كتير جدا اصبحت تدار من خلال جروبات الفيس بوك.
شىء مذهل و مرعب و رائع و خطير و مدمر و مختصر للوقت, عارفين, كمية سلبيات خرافية ممزوجة فى مزيج غريب غير متجانس و متجانس مع ايجابيات كتير جدا, لدرجة انك متعرفش تحدد موقفك من الفيس بوك نقمة او نعمة؟!!
الفيس بوك اصبح من احتياجات الانسان الاساسية و ليست من الترفيهية, درسنا كلنا ان احتياجات الانسان الاساسية و الغريزية اللى ميقدرش يمنعها او يستغنى عنها الاكل و الشرب و الغريزة الجنسية و دلوقتى بدون ادنى مبالغة تقدر تضيف ليها الفيس بوك, اصبحت مدرجة ضمن غرائز الانسان المعاصر, زى ما حصل للناس فى فيلم ماتريكس و ان كل حياتهم اصبحت مربوطة بالشبكة ماتريكس, خلاص احنا كمان بنتحول لنفس الصورة, صحيح لسه فيه مسافة ما بين الصورة المرسومة فى الفيلم و ما بين الفيس بوك دلوقتى, بس هل حد كان ممكن يتخيل ان فى سنوات قليلة قوى المسافة دى تم اختصار نص الطريف فيها على الاقل.
اصبحت كمان كل الشركات اللى بتحبث عن دعاية لمنتجاتها بتنشىء ليها صفحات و جروبات و اعلانات على الفيس بوك بالتوازى مع القنوات المرئية و السمعية و الاعلام المطبوع, يعنى شىء مذهل ان الفيس بوك زى سرطان اتسلل فينا كلنا و اشتعب و سيطر علينا و على امخاخنا لدرجة ان مناهضى الفيس بوك اضطروا انهم يعملوا ليهم صفحات على الفيس بوك عشان يقولوا للناس احنا بنكره الفيس بوك, تخيلوا حجم السيطرة المرعب للفيس بوك, ملكة بريطانيا اليزابيث السيدة العجوز التى تجاوزت العقد الثامن من عمرها ليها برضه صفحة رسمية على الفيس بوك, مرشحين مجلس الشعب استخدموا الفيس بوك من اجل الترويج لانفسهم, شىء مذهل بكافة المقاييس, بجد ظاهرة عنيفة اجتاحت العالم كله و بهرته و اسرته و سحرته, لازم تتدرس, لازم نتكلم عنها كتير قوى.
لازم نفهم ايه ابعاد الظاهرة المرعبة دى و الناس اختلفت عليها بشكل فظيع, يعنى مش مثلا فيه معاها و فيه عليها ابدا كلهم عليها و كلهم معاها, انا بكره الفيس بوك بس مقدرش استغنى عنه, لأ , انا بحب الفيس بوك رغم انه هو خلانى معرفش حد فى الحقيقة, اصبحنا بنعرف كلنا عن طريق الفيس بوك و كتير قوى مننا ما شافش بعضنا فى الحقيقة اساسا, كلنا عرفنا بعض سنة ورا سنة و صحوبيتنا كبرت و مساحات الثقة و الحب زادت ما بنا من غير حتى ما نفكر نكلم بعض على الموبايل طول السنين اللى فاتوا دى, بقينا بنعرف اخبار بعض عن طريق البومات الصور و فيديوهاتنا الشخصية, ليه نزور بعض ما كل ده غنانا عن الزيارة و تكاليف الزيارة و وقت ضايع, طيب ده اسمه تحطيم لقيم التواصل و الترابط الاجتماعى و ناس تانية تشوف ان للفيس بوك فضل كبير قوى فى انه قرب ناس من بعضهم مكنش فيه فرصة انهم يقربوا من بعض لو مكنش الفيس بوك موجود او ناس مغتربين عرفوا يتواصلوا مع اهلهم اكتر عن طريق الفيس بوك و مبقاش فيه احساس الغربة العميق اللى كان ممكن يعتريهم زمان و ده من كلا الطرفين, يعنى الناس اللى فى مصر مبقتش تحس قوى بالغربة على ابنائها زى زمان لانها بتشوف صوره باستمرار على الفيس بوك و فيديوهاته و بيكلمها على السكايب!!
خلاص أكنه عايش معاها بل كمان بالعكس لو كان عايش معاها مكنش حجم التواصل ما بينهم حيكون بالشكل ده و ده للاسف ضيع الاحساس بالغربة لحد كبير صحيح لم يقضى على احساس المغتربين بالغربة بشكل كامل و لكنه استطاع تقليل الشعرو بالغربة خمسين فى المائة على الاقل!!
مصيبة و شىء مذهل و رائع فى نفس الوقت و بدل الابن ما كان ينزل يشوف امه كل سنة اللى وحشاه قوى, ليه الفيس بوك حل المشكلة, انزل كل سنتين و تلاتة كمان, انا مثلا اناشءت جروب على الفيس بوك حاطط فيه كل اعمالى الادبية و بتواصل مع خالى اللى عايش طول عمره فى كندا و بيقرى قصصى و بيعلق عليها و بيرد على تعليقى و ارد على تعليقه و ابعت له اللينك بتاع البوم صورى انا عملت ايه اول امبارح و و يبعت لى صور و اكننا عايشين مع بعض, قبل الفيس بوك مكنش فى اى نوع من التواصل ما بيننا اساسا!!
مش عارف اشكر الفيس بوك و لا العنه اللى هو عيشنى مع خال رقمى و صحاب رقميين و قراء رقميين, كاننا كلنا افتراض فى فاتراض و خيال فى خيال, اكننا كلنا مش حقيقين, تخيلوا معايا كده, عارف انه كلام فلسفى و شاعرى قوى و فيه ناس ممكن تقول عامل موضوع من لا موضوع, بس بجد هو موضوع خطير, كام واحد منا كون الاف الصداقات, مبالغ فيها الاف, خليها مئات, ما هى بقت للغالببية العظمى كده على الفيس بوك عنده فى قائمة الاصحاب ما لا يقل عن متين او خمسمائة صاحب فى اقل التقديرات و عرف معظمهم عن طريق الفيس بوك و بقى فيه اواصر صحوبية قوية مع ناس عمره ما شافهم, شىء مرعب و ممكن يكونوا بيتقابلوا كل يوم و ساكنين فى وش بعض, العمارة فى وش بعض, و عمرهم ما كلموا بعض و لكن على الفيس بوك, يا سلام على الصحوبية مفيش بعد كده, انتوا ممكن تقول ده بيبالغ , ده راسم صورة كاركتورية لوضع غير موجود, لأ لاوضاع غير موجودة, ده فيه الاسوء من كده فى ناس بتخطب بعض من خلال الفيس بوك و لما بيقعدوا مع بعض شوية فى فترة الخطوبة الفعلية بقى اللى هى بعيدة عن الفيس بوك بيكتشفوا انهم على ارض الواقع غير كده خالص و بينفصلوا و فى نفس الوقت فى ناس بتنجح علاقتهم فى ارض الوقاع و بتستمر,
يعنى و الله الواحد فينا لما يقعد يفكر فى كل ده و اكتر من كده بكتير, مش عارف بيبقى حكمه النهائى على الفيس بوك ده ايه, حاجة كويسة و لا مصيبة مخبية بلاوى فى علم الغيب و هى البلاوى فيها كتير, فيه بنات كتير جدا اتفضحوا و تم التشهير بيهم و ضربهم فى شرفهم فى مقتل بسبب الفيس بوك بنشر صور فاضحة لهم فى مواقف لحظية لم تكن تقصدها او تنوى عرضها لاحد و فى تلك اللحظة المجنونة تم سرقة هذه الصورة و رفعها للفيس بوك عشان تقى الفضيحة دولية مش فى زقاق و لا حارة!!
احنا محتاجين نراجع نفسينا و نقيم الموقف اكتر من كده, و نعرف احنا رجلنا واخدانا على فين فى الفيس بوك ده, هو الجدل الدائر حواليه الايام دى زى اللى حصل مع بداية ظهور الموبايل و ان الموبايل قضى على التواصل الاجتماعى و كان السبب فى فتور الكثير من العلاقات الاجتماعية و بعدين الناس كلها شكرت فى الموبايل و قالت قصايد غزل فى الموبايل كاختراع محمود نفع البشرية!!
و ده نفس الكلام اللى قالوه برضه على التليفون لما اخترعوه, من ساعة ما التليفون ده ما طلع و محدش بقى يروج يزور حد, كله بيرفع سماعة التليفون و يقول أزيك و اصبح هو ده بس الواجب الاجتماعى, مش ممكن احنا حاليا بنمر بنفس المرحلة على اساس ان الطبيعة البشرية مش سهل انها تستقبل كل ما هو جديد و ثورى و مغير بشكل جذرى لتصورات اجتماعية و ابدالها بحاجات تانية لم نعهدها من قبل.
يعنى انا و الله و انا بكتب السطور دى فى حيرة من امرى, مش عارف احلل الموقف ازاى و اقول ايه على الفيس بوك, مش عارف امدحه و لا اذم فيه, مش عارف اقول ايه مميزاته و ايه عيوبه, مش عارف اكون راى عنه و احدد مسار, احذر الناس و لا اشجعهم عليه, اذا كنت انا نفسى و انا رافضه بشكل ما حاسس انى مبقتش قادر استغنى عنه و اصبحت احتياجاتى انا الاساسية
مية
و هوا 
و فيس بوك!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق