28 / 9 / 2011
يقولها بسخط و بتعجب و بذهول و بتهديد أيضا لموظف بسيط فى كل المصالح الحكومية و غير الحكومية و لا نعرف حتى الآن ما هى دلالة هذا السؤال لذاك السائل فهل ينبغى أن يعرفك كل البشر و إن كان ذلك فهل هذا يعطيك الحق فى التجاوز و أخذ حقا ليس من حقك !!
منذ زمن و نحن نسمع قضية ( إنت ما تعرفشى أنا مين ) و لم نحاول أن نقضى على تلك الآفة العفنة المتغلغلة فى مفاهيم مجتمعنا هذا حتى أصبحت أساسا نبنى عليه كل مواقفنا فنبرر لكل سافل فعلته لمجرد أنه فلان الفلانى فقط ليس إلا فيأخذ حقا ليس من حقه على حساب سائر البشر و بذلك نرسخ هذا المفهوم لديه فى كل مرة تلو الأخرى فيصبح طاووسا و نرجسيا على حساب كرامتنا نحن البشر الطبيعيين ! .. إذا نحن المسئولون عن تضخم مارد الغرور و الفساد فى مجتمعنا و أصبح كل منا بطانة سوء غير مباشرة نساعد كل فرعون أن يدخل علينا بجحافل أفكاره و تمرده لأننا نشعر دوما بالضعف و التقزم أمام كل من يحاول فرض سطوته علينا تحت مسمى ( مشى حالك ) ! و لم نقف فى وجهه حتى يشفى من أمراضه العضال و رويدا رويدا يصبح إنسانا سويا مهذبا و ينصهر فى بوتقة المجتمع العادل فنصبح جميعا أسوياء لا فرق بيننا فى التعامل و لا يوجد ما يسمى بالطبقات فى ظل الحياة العامة .. إذا يجب علينا الآن و خاصة بعد ثورة أعادت لنا بعض الثقة فى أنفسنا أن نقف يدا واحدة فى وجه هذه النوعية من الميكروبات التى توطدت فى أفكارنا و سلوكنا العام و الذى بسببها أصبح هناك فرعون و هامان يتكرران تكرار الزمن و التاريخ و أمامنا مثال واضح البرهان فمبارك كان نتاج أيدينا و قد تعملق على نفوسنا الضعيفة فتمخضنا و أنجبنا له هامان الذى زين له أفعاله حتى كانت النتيجة مؤسفة و أصبحنا ندور كالفلك حول إرادته دون احتجاج حتى ظن نفسه إلها و نحن لا نستحق أن يخرج منا رئيسا آخر فنحن لسنا من فصيلة الآلهة لذا وجب عليه التوريث لإبنه الذى ينعم بنفس جيناته ! .. و حتى الآن أراهن على شعور مبارك نفسه تجاهنا بأننا شعب همج لا نقدر أمثاله كما أن ذلك الشعور قد ورثه عنه إبنه نصف الإله فهو منذ الصغر قد تربى على خضوعنا و استسلامنا حتى ظن أنه فوق البشر جميعا .. إنهما يا سادة نتيجة طبيعية لأمراضنا نحن و ليس هم و لوهن عقيدتنا !!
فهل نستطيع محاربة النفس المتآمرة دوما علينا لأجل بناء مجتمعا سويا يعرف ما له و ما عليه و كل يسير فى مهامه بكل ثقة و لا يخشى أحدا مهما كان شأنه فالله فوق الجميع و القادر على دحر كل ظالم فهل ننتصر على ظلمنا نحن لأنفسنا أولا .. وقتها نستطيع أن نقهر كل مريض بيننا و نقص له ريشه أولا بأول قبل أن يصبح طاووسا .. و الله الموفق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق