سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 1 فبراير 2012

مقالات أدبية: الأدب بلغة الأديب بقلم/ مروان محمد



شر لابد منه

الكلام حول الادب و تعريفه و تصنيفه و كل مؤامرات التنظير التى وضعت من اجل تعريف ما هو الادب هى اشبه بمن يحاول ان يشبه الماء بالنيتروجين السائل و لا يفوتنى حينما حضرت واحدة من مؤتمرات او مؤامرات الشعر و هو التعبير الادق بأتيلية الاسكندرية, تبوء دكتور ما مقعده و استرسل فى وصف الشعر و تطوره و الحق يقال لم افهم اى كلمة من كل ما قيل غير ان ما علق بذهنى كلمات تلفظ بها على وزن السنكرونى و الفهم الدنكرونى و دارون و الاعيبه فى شعر التفعيلة و المؤامرة الكبيرة المسماه بقصيدة النثر و تأثيرها على القضية الفلسطينية بوجه خاص و ايضا ابداعات غيره من رواد المدرسة المقولبة اذا جاز هذا التعبير الذى يعطى الاولوية للمفاهيم الغريبة و الشاذة و الغير مفهومة و المنفرة.
الذين انحازوا لهذه المدرسة المقولبة مجموعة من النقاد الذين لم يمارسوا الكتابة يوما و لكن احترفوا مهنة المفاهيم الشاذة فى نقد القصة او الرواية او حتى فى مدحها و اصبحت مدرسة لا يضطلع بمهامها الا من كان بمرتبة دكتوراة فى العبارات المركبة و المنبسطة و المتحزلقة و المتفككة و تحول النقد الادبى الى كهنوت و علم قائم بذاته يضاهى فى تعقيده علم الحديث و علم النحو و الصرف.
و يتمادى هؤلاء النقاد فى الوصف و اذا امكن القول تأخذهم الجلالة فيسترسلون فى ارسال عبارات غير مفهومة على الاطلاق تابى على اى عبقرى حقيقى و ليس عبقرى مقولب على مقاسهم ان يفهم ما يريدونه, حتى اننى اشك انهم انفسهم يفهمون ما يكتبون, فتكثر عبارات على وزن " واهتما بالمواضعات الشكلية أو المظهرية التي لا تندغم في منهج من مناهجه", عبارة اخرى مقولبة " وأعادا الفكرة الشائعة عن تضافر ركني الشكل والمضمون. ودعيا إلى «استقلالية مطلقة للنص»، وتراجعا عن لوازم النقد النصي بالتقليل، دون تسويغ معرفي أو نقدي، من المنهج البنيوي", هل من الممكن ان يكون الركن الثالث لهذه الفقرة مفهوما, دعونا نستطلع معا: " وتخليا مجدداً عن تحليل أنظمة النص الداخلية ما لم تعتمد على الخارج، و«أخذ الواقع الذي ولدت فيه اللغة أو النص بعين الاعتبار"
اتحدى اى عبقرى غير مقولب طبعا ان يستنتج ماذا اراد هذا الناقد ان يقول؟!!

كهنوت النقد الادبى

فلسفة الكهنوت هى اكبر فكرة تلقى رواج فى عالمنا العربى حيث ان للكهنوت قدسية كبيرة, فهى فكرة الصفوة و النخبة و التفرد و التميز و الاستكبار و الاستعلاء و الانفراد بالحقيقة و المعرفة و فى مجال النقد الادبى من الممكن ان يتبلور ذلك من خلال مفاهيم و مصطلحات غريبة و متكلفة لم ينزل الله بها من سلطان تجعل القارىء الغير متخصص( كما يدعون) فى مجالهم يعجز عن فهم تحليلاتهم و نقدهم الادبى مما يدفع الغير متخصص( من وجهة نظرهم) الى الانتقال الى المربع الثانى و هو الحاجة الى فهم ما استغلق عليه, مما يعطى انطباع بالفوقية لمن كتب هذه التخاريف و الدونية لمن يحاول ان يفهم و اصبح هناك حاجة ملحة للفهم فيبدا الدور الكهنوتى فى فرض السيطرة و الزعامة و رسم الحدود و سن القوانين للعب وفق قواعد اللعبة التى ارسوها و التى هى غير مفهومة و غير واضحة و اعتمدت معارف اغلب هؤلاء النقاد على النقد الغربى المترجم بشكل مشوه الى حد كبير الى العربية فانتج بنيان مشوه و قمىء من النقد الادبى الغير مفهوم و اصبح مصدر للتباهى و التفاخر و الاستعلاء على الغير و كل من خالفهم فى خطهم النقدى تكون هناك قائمة من الاتهامات مجهزة سلفا بوصم هذا الشخص بالجهل الادبى و باساليب النقد الادبى العلمية و المعترف بها و الموثقة من الحكومة و اليونسكو ايضا.
و كيف يكتسب هؤلاء اهميتهم, يكتسبون اهميتهم من خلال تعقيد النقد الادبى و ارساء نظريات غريبة عن كيفية النقد الادبى و كيف تنقد و منهم تاخذ صك المعرفة او صك الغفران لمزاولة مهنة النقد الادبى بشكلها المشوه هذا و هى فى نفس الوقت سلاح مهم جدا لسلخ الكتاب الغير معترفين بامثال هؤلاء من خلال اسقاط روايته او قصته فى براثن نقدهم الترللى التى لا تغنى و لا تسمن من جوع, و اصبح لدينا تابو جديد و دين جديد على الراغب فى دخول هذا الدين ان يعترف بالتبعية و بالعلم لهؤلاء الكهنوتية الذين افتعلوا علم معقد بدون الداعى الى ذلك و ربنا يتولانا برحمته.

الاديب فى فخ النقد الكهنوتى

طبعا كل الكتاب الذين ارتضوا هؤلاء ان يكونوا كهنتهم سقطوا فى فخ التخريب و العمل الادبى المشوه بدرجة امتياز لانهم تخلوا عن موهبتهم من اجل الرقص على مسطرة النظريات الادبية المتآمرة على اى اديب او شاعر و اصبحت هناك تصنيفات و تفريعات و مواسير و مجارى و حوارى لكل عمل ادبى و ربنا يغفر لنا و لا يسامحهم .
و اصبح الكاتب يعلم جيدا ان هناك ناقد حاقد مسلط على عنقه يترصده بمرصاد الكلمات المفزعة و التى هى فى حقيقة امرها جوفاء على وزن التشىء و التمظهر و المحايثة و التموضع و يجد ان قصته او عمله الادبى سقط فى فخ المصطلحات الرنانة التى لا يفهمها احد و لكنها تعطى الانطباع الدائم بالسلبية و العجز الكلى عن الفهم.

الذئب عندما يدعى انه حمل وديع

تجد صنف من الشعراء و الادباء ادعوا انهم كذلك و هم فى حقيقة الامر احترفوا حرفة النقد الادبى المقولب و المعلب و من ثم بداوا فى انتاج اعمال ادبية مشوهة لا يفهموها هم اولا فلا يفهمها الجمهور القارىء و يشعر بالنفور حيالها و صنف أخر من الادباء و الشعراء يبنى رسالة فى عمله الادبى او الشعرى من اجل تحسين جودة عمله الادبى حتى يتسنى له الحصول على شهادة الايزو!!
فاصبحت هناك رسائل سخيفة و واضحة و مباشرة و فجة و مبتذلة تهين فهم القارىء و تستخف بعقولنا المريضة اصلا, انا اتخيل ان بعض الكتاب يجلسون و هم يضعون امامهم قوالب العمل الدبى و من ثم يبدأوا فى صب اعمالهم الادبية فى هذه القوالب و ينتظرونها حتى تنضج و من ثم يقدمونها للنقاد الذين بيديهم الخير كله فيمنحون ذلك جائزة تشجيعية و ذاك جائزة تنويرية و الاخر جائزة سفسطائية و لله الامر من قبل و من بعد

خاتمة

من السهل ان تكون ناقد ادبى تطلع بوز من تنتقده و تتعالى عليه بمخزون مصطلحات مشوه تحفظه و تستمتع بعجز المستمعين اليك مرجئا ذلك لقلة علمهم و غزارة تفاهتك و لكن من الصعب جدا ان تكون كاتب قادر على ان تسد اذنيك عن هؤلاء المتحذلقين و لا تنجرف الى تيار العبودية التى تسحر البعض بكهنوت هؤلاء المدعين الذين افسر فذلكتهم الأدبية على انها قصر ديل و ليس اكثر و اما انا فقررت انا لا التفت الى ما يقولون و لا اولى اهتمام لهم و اعلنت الحرب عليهم بدون ان يتم دعوتى لهذه الحرب اساسا حتى لا اتحول فى يوم من الايام لوغد مسئول عن بنك مصطلحات فاسدة مثل اكياس الدم الفاسدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق