سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 1 فبراير 2012

مقالات أدبية: و لا عزاء لموت الأدب العربى بقلم/ مروان محمد


 
إن موت الأدب العربى فى بلادنا العربية ليست قضية مستحدثة و ليست رهن اللحظة و لكن الأدب العربى قرر الانتحار منذ عقود طويلة بدءا من العهد الستينى الذى وأد نمو الأدب العربى حتى احتضرت أخيرا فى ذلك العهد الحالى و ما نراه الأن على ساحة الأدب العربى هو سكرات الموت و صحوة ما قبل الموت أن جاز هذا التعبير , تباعيات و تداعيات طبيعية لموت الأدب العربى فلا عزاء للأدب العربى فى موته الحالى الغير مشرف على الأطلاق.

 يتصور الكثيرون أن موت الأدب العربى مرتهن بظهور الفضائيات و نمو العصر المعلوماتى المرئى و لكن الغرب أبو التكنولوجيا الرقمية و مخترعها لازال يكن الكثير من التقدير و الاحترام لقيمة الكتاب و لازال يعلى من شأن أدبه الغربى و الكتاب و لكننا فى أوطاننا العربية التى تزخر بكل عجائب الدنيا التى تعدت العجائب السبعة إلى عجائب لا منتهية الحصر فأن الأدب العربى قدم استقالته و قرر الانتحار بدون شرف أو احتفاليه تليق بموته و لا يجب أن نرجع ذلك لقصور فى جمهور القارئين و لا تغريب الكتاب فى كتابتهم و لا ضياع المعنى و اضمحلال المضمون فى ظل ظهور الشكل و لا كل تلك السفسطة النقدية العربية التى هى إفراز سىء لموت الأدب العربى و مسببات انقطاع التواصل بين الحركة الأدبية العربية و جمهور القراء, هى ليست نتيجة لتراكمات لنقد سفسطائى جدلى افتعله جمهور النقاد و بعض الأدباء ذات الأدب القزمى مسطح النشأة و التكوين الأدبى و لكن لمسببات أعمق و أكثر تعايشا مع أرض الواقع فى ظل سيطرة نظرية الفشل الإبداعى على كافة نواحى حياتنا العربية التى برعت أنظمتنا العربية فى إنتاجها و هى التى من الممكن أن أن نحيل إليها كل أسباب الفشل و موت الأدب العربى

 يمكنك أن تدرك إن آخر تواصل لجمهور القراء مع الأدب العربى يقف عند حد عناوين رئيسية أخذت حظها فى الظهور و تجمدت و تجمد معها جمهور القراء و أصبحت بضاعة أدبية مستهلكة على صفحات الكتب كانت لها الحظ من الرواج حتى انقضت و ذهبت ريحها فى هذين العقدين الأخيرين و انقطعت معرفة الجمهور مع أجيال الأدباء الذين ظهروا بعد الجيل الأدبى الأول أمثال يوسف أدريس و أحسان عبد القدوس و توفيق الحكيم و نجيب محفوظ و غيرهم مما لا تسعهم الذاكرة و تحولوا فى أدبنا العربى إلى تابوه مقدس فقد شرعيته من الداخل و تآكل حتى أنصرف عنه أيضا جمهور القراء و قرر أدباء العصر الستينى و السبعينى و الثمانينى و التسعينى و الألفينى الآن المضى قدما فى عالم موازى لعالم الواقع العربى غير مكترثين لهذا الانقطاع فى التواصل فى ظل هيمنة ثقافة الفشل الإبداعى و التحطيم الإبداعى و كسر الأرجل و شنق المواهب و إخضاع العملية الأدبية لحسابات المحسوبية و الوثب فوق روؤس الإبداع الحقيقية لتحقيق مكاسب براجماتية خالية من أى قشرة أدبية حقيقية فظهر أقزام الأدب كما أطلق عليهم الكاتب الراحل محمد مستجاب و ظهر محمد حافظ رجب ليطلق صيحة نحن جيل بلا أساتذة و أقول نحن تحولنا إلى أبناء غير شرعين للأدب و كأننا جيل سفاح قبل هيمنة سياسة الفشل و التعجيز التى اطلقتها الأنظمة العربية المعاصرة و قبلنا بسيادة طبقة الفاشلين فى ظل ضمور أى فكرة تنويرية فخرجت كتابات تترجم فعل العمل الأدبى لمجرد أرقام مبيعات و كتابات مطروحة فى السوق تروج لمبدأ خالف تعرف فظهر على سطح الحركة الأدبية أعمال وليمة لاعشاب البحر لحيدر حيدر ذلك الكاتب السورى لتحدث فرقعة أدبية أفرغت من المضمون فى ظل اللعب على منشتات الصحف الصفراء و اللعب على خبر الرجل الذى عض الكلب فى مقابل أنزواء خبر لماذا عض الكلب الرجل؟ و ظهر أحمد الشهاوى يطرح كتابة صفراء أسماها الوصايا العشر فى عشق النساء مضمنا لمحتواه الأدبى الذى هو مفرغ من كل معنى أدبى فى ظل صب سياقات قرآنية و أحاديث نبوية و اللعب على موضة الفرقعات الأدبية و الشهرة السطحية فتحول الكتاب بذلك إلى شرائط كاسيت تخدم على موسم طرحها و تتآكل بعد نزول شريط آخر يخدم على الموسم القادم و حسبنا ذلك من الشهرة و العمل الأدبى و ظهرت كتابات أدبية تروج لفكرة البورنو بدون توظيف و لكن من أجل اللعب على مبدأ الكتابات الصفراء و عطش الجمهور الحالى لثقافة الفشل المهيمنة فخرجت روايات أحلام محرمة و أبناء الرومانسية لتحدث قدر من الفرقعة المزعومة بغرض ترجمة الحدث إلى أرقام تضاف فى خانة المبيعات و هكذا دواليك و نتيجة للاوضاع الاقتصادية الخائبة و الانتحار السياسى فى أنظمتنا العربية و شيخوخة الأنظمة و تركيعها أمام الضغوط الغربية فمن الطبيعى أن ينصرف الجمهور عن إفرازات أدبية مرتهنة بأوضاع تنحو نحو ثقافة الأموات, ثقافة أكلتها الفئران و لكن من يتابعها لا يعرف أن الفأر أنما يأكل فى رأسه هو قبل أن ياكل أوراق أعماله !!

 و مع ظهور حركة الإبداع الظهورى فى عالم الأدب العربى أمثال محمد المغربى و انتشار سيرته الذاتية الخبز الحافى فلا يمكن أن ندعى أكثر من ذلك أن الأدب العربى يمر بأزمة و أكثر وصف ينطبق على حالة الإبداع الأدبى فى عالمنا العربى هو موت الأدب العربى و لكن هناك صحوات أدبية لمرحلة ما بعد موت الثقافة العربية مثل عمل مريد البرغوثى فى كتابه الرائع " رأيت رام الله " و أعمال ابراهيم أصلان و يوسف القعيد و إبراهيم عبد المجيد و فؤاد حداد و السيد حجاب و بعض أعمال عبد الرحمن الابنودى الذى أطلق عليه قلم السلطة المتحلل و المهضموين حقهم أمثال أمل دنقل و غيرهم مما لا تسعهم الذاكرة للحصر و القطيعة المعرفية بين جمهور المتلقى و بين جمهور الأدباء نتيجة للغلاء المعيشى و انتهازية الأسعار فى ظل تدنى الأجور لدى المواطن العربى و تأتى مكتبة الأسرة كخير دليل على تعطش جمهور القراء للمعرفة الأدبية و غيرها من خلال معقولية الأسعار فى ظل أعداد طيبة من سلاسل مكتبة الأسرة المختلفة و قد كانت هذه حسنة سوزان مبارك الوحيدة, أذن فنحن بحاجة إلى ترشيد أسعار الكتب و رفع هيكل أجور المواطنين و البعد عن تذويب أذهان المواطنين فى قضايا زائفة مثل تسخين الموقد لشوى قضية فلسطين و العراق و قضايا الكرة المصرية و سفاحين مصر الذين يظهرون بين الفينة و الأخرى و عراقيل التعليم المصرى التى تستنزف موارد الأسر المصرية و استنزاف لطاقة العقول    و طرح محتويات فنية فى السوق تسلب إرادة المواطنين الاحترام للذات و تفعيل دورهم كآدمين فى الحياة و أيضا هناك آفة اللعب على صحة المواطنين و تنشيط دور النهب و الاحتيال على المواطنين بالتلويح بورقة رفع أسعار الأدوية و نضوبها فى سوق الصحة العربى و إعطاء الفرصة كاملة لعالم الفضائيات الذى يغازل إرهاصات محطمة لدى عقول مواطنين أرهقتهم لعبة تلك الأنظمة الحاكمة و هى كلها مشاكل حلها خارجة عن سيطرة الأدباء و جمهور القراء و تبقى الكرة فى ملعب الأنظمة العربية المتعفنة و تسويقهم لثقافة الفشل و وأد الإبداع و ذلك لتعطيل فرص تشغيل الدماغ مما يعنى استفاقة المواطنين العرب على حقيقة الوضع المتعفن لتلك الأنظمة الفاشستية النازية التى أكلها الزمن و بال عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق