فى إطار تفنيد المغالطات التي احتواها مقال (التجليات النورانية لاميرنا عبد القادر الجزائرى) والتي بنيت على باطل ولا يخفى على ذي عقل سليم أن ما بني على باطل فهو باطل فقد كان الرجل كمن يضع السم في العسل بدأ بآية من كتاب الله تعالى من سورة الذاريات يقول الله تبارك وتعالى فيها {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
ثم اعتمد في تفسيرها بقوله :
(اى ليعرفون باجماع المحققين من اهل الله تعالى ويؤيده الخبر الوارد فى بعض الكتب المنزلة(كنت كنزا مخفيا لم اعرف فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق خلقا وتعرفت اليهم فبى عرفون )
ومما لا يخفى على ذو نظر وعقل سليم أن هذا هو أسلوب الغير محققين فحين يأخذ من أهل التفسير كان من الأمانة العلمية أن يذكر من هم هؤلاء المحققين من أهل الله تعالى الذي يزعم إجماعهم على هذا التفسير وأنا بدوري سأذكر أقوال المفسرين الذين يجمعون على عكس زعمه ولكن بطريقة علمية ارجع فيها القول لصاحبه للأمانة العلمية التي يراد بها الحق لمن أراد الاطلاع والمراجعة وإليكم أقوال المفسرين رحمهم الله تعالى في تفسير الأية الكريمة :
تفسير الجلالين ج1 ص696 الذاريات : ( 56 ) وما خلقت الجن . . . . .) وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( ولا ينافي ذلك عدم عبادة الكافرين لأن الغاية لا يلزم وجودها كما في قولك بريت هذا القلم لأكتب به فإنك قد لا تكتب بهتفسير الجلالين ، اسم المؤلف: محمد بن أحمد + عبدالرحمن بن أبي بكر المحلي + السيوطي ، دار النشر : دار الحديث - القاهرة ، الطبعة : الأولى
تفسير القرآن
تفسير الطبري
محمد بن جرير الطبري
دار المعارف
عدد الأجزاء: أربعة وعشرون جزءا
اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) فَقَالَ بَعْضُهُمْ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَمَا خَلَقْتُ السُّعَدَاءَ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِلَّا لِعِبَادَتِي ، وَالْأَشْقِيَاءَ مِنْهُمْ لِمَعْصِيَتِي . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ . وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيُذْعِنُوا لِي بِالْعُبُودَةِ .
تفسير القرآن
تفسير القرطبي
محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي
الجزء السابع عشر
قوله تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون قيل : إن هذا خاص فيمن سبق في علم الله أنه يعبده ، فجاء بلفظ العموم ومعناه الخصوص . والمعنى : وما خلقت أهل السعادة من الجن والإنس إلا ليوحدون . قال القشيري : والآية دخلها التخصيص على القطع ; لأن المجانين والصبيان ما أمروا بالعبادة حتى يقال أراد منهم العبادة ، وقد قال الله تعالى : [ ص: 52 ] ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس ومن خلق لجهنم لا يكون ممن خلق للعبادة ، فالآية محمولة على المؤمنين منهم ; وهو كقوله تعالى : قالت الأعراب آمنا وإنما قال فريق منهم . ذكره الضحاك والكلبيوالفراء والقتبي . وفي قراءة عبد الله : " وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين إلا ليعبدون " وقال علي رضي الله عنه : أي وما خلقت الجن والإنس إلا لآمرهم بالعبادة . واعتمد الزجاج على هذا القول ، ويدل عليه قوله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا . فإن قيل : كيف كفروا وقد خلقهم للإقرار بربوبيته والتذلل لأمره ومشيئته
تفسير القرآن
تفسير ابن كثير
إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي
) وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) أي : إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي ، لا لاحتياجي إليهم . وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( إلا ليعبدون ) أي : إلا ليقروا بعبادتي طوعا أو كرها وهذا اختيار ابن جرير . تفسير الواحدي ج2 ص1032 الذاريات : ( 56 ) وما خلقت الجن . . . . .) وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( أي الا لآمرهم بعبادتي وأدعوهم اليها وقيل أراد المؤمنين منهم وكذا هو في قراءة ابن عباس وما خلفت الجن والانس الا ليعبدونالوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، اسم المؤلف: علي بن أحمد الواحدي أبو الحسن ، دار النشر : دار القلم , الدار الشامية - دمشق , بيروت - 1415 ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : صفوان عدنان داووديهذا كله على سبيل المثال لا الحصر وأحب أن أذكر أسماء كل من وافق هذا التفسير فقد قال بهذا ( الطبري والقرطبي وابن كثير والسيوطي والفيروز آبادي والواحدي والصنعاني والبغوي والنسفي والزمخشري والبيضاوي والشوكاني والسمعاني والشنقيطي وأبو السعود ) كل هؤلاء يجمعون على هذا التفسير الواضح الصحيح وهذا ما يسمى إجماع وللأمانة العلمية لابد أن أذكر الموضع الذي ذكر فيه هذا التفسير الواهي والذي أخذه هذا الرجل المسمى بعبد القادر الجزائري
فقد ورد هذا القول المرجوح في تفسير اسمه ( روح المعاني ) وهو لـ (أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي ) وسأنقل بالتفصيل ما ورد فيه لا أختزل فيه نصا ولا آخذ منه ما يوافق هوى نفسي وأترك ما عاداه قال المفسر :
ليعبدون ( ليعرفون وهو مجاز مرسل أيضا من إطلاق اسم السبب على المسبب على ما في الإرشاد ولعل السرفيه التنبيه أن المعتبر هب المعرفة الحاصلة بعبادته تعالى لا ما يحصل بغيرها كمعرفة الفلاسفة قيل : وهو حسن لأنهم لو لم يخلقهم عز وجل لم يعرف وجوده وتوحيده سبحانه وتعالى وقد جاء كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأعرف وتعقب بأن المعرفة الصحيحة لم تتحقق في كل بل بعض قد أنكر وجوده عز وجل كالطبيعيين اليوم فلا بد من القول السابق في توجيه التعليل ثم الخبر بهذا اللفظ ذكره سعد الدين سعيد الفرغاني في منتهى المدارك وذكر غيره كالشيخ الأكبر في الباب المائة والثامنية والتسعين من الفتوحات بلفظ آخر وتعقبه الحفاظ فقال ابن تيمية : إنه ليس من كلام النبي e ولا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف وكذا قال الزركشي والحافظ ابن حجر وغيرهما : ومن يرويه من الصوفية معترف بعدم ثبوته نقلا لكن يقول : إنه ثابت كشفا وقد نص على ذلك الشيخ الأكبر قدس سره في الباب المذكور والتصحيح الكشفي شنشنة لهم ومعذلك فيه إشكال معنى إلا أنه أجيب عنه ثلاث أجوبة ستأتي إن شاء الله تعالى وقيل : أل في ) الجن والإنس ( للعهد والمراد بهم المؤمنون لقوله تعالى : ) ولقد ذرأنا ( الآية أي بناءا على أن اللازم فيها ليست للعاقبة ونسب هذا القول لزيد بن أسلم وسفيان وأيد بقوله تعالى قبل : ) فإن الذكرى تنفع المؤمنين ( وأيده في البحر برواية ابن عباس عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين ورواها بعضهم قراءة لابن عباس رضي الله عنهما انتهى قول المفسر
هذا عن الآية والحديث الذي بنى عليهم عبد القادر الجزائري كلامه وما بني على باطل فهو باطل ثم تطرق الرجل في القول بما نقله عن محي الدين ابن عربي وهو من الصوفية الحلولية, أسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق هذا وما كان من توفيق فمن الله تعالى وما كان من تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطان غفر الله لي ولكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق