سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 20 فبراير 2012

مقالات فى العلوم الطبيعية: أحمد مستجير و حلم الفقراء فى القضاء على الجوع بقلم/ مروان محمد



سيرة مختصرة


الدكتور أحمد مستجير رائدا لعلم الهندسة الوراثية فى مصر و العالم العربى, ولد فى ديسمبر 1934 فى قرية الصلاحات محافظة الدقهلية شمال مصر, أحب مدرس البيولوجيا خليل أفندى فى مرحلة الثانوية خريج كلية الزراعة فكان سببا مباشرا فى أن يلتحق بنفس الكلية, تخرج عام 1954 و عمل مهندسا زراعيا لمدة 55 يوما فقط و ترك العمل بسبب سوء معاملة الإدارة للفلاحين ثم التحق بالمركز القومى للبحوث عام 1955 و حصل على الماجستير فى تربية الدواجن و حصل على الدكتوراة فى 1963, و أسس مركز علوم الوراثة, عمل عميدا فى كلية الزراعة جامعة القاهرة, راسل ألان روبرتسون أستاذ علم الوراثة البريطانى, الذى ساعده فى الالتحاق بمعهد الوراثة جامعة أدنبرة, حيث حصل على دبلوم وراثة الحيوان بامتياز عام 1961.

مؤلفاته

4 كتب فى التحسين الوراثى للحيوان, أكثر من 14 كتابا مترجما فى العلوم و الفلسفة منها: الربيع الصامت, صناعة الحياة, البذور الكونية, هندسة الحياة, لغة الجينات, و طعامنا المهندس وراثيا, 7 كتب مؤلفة فى الأدب و الثقافة العلمية, منها: فى بحور الشعر, ديوان شعر عزف ناى قديم, و ديوان هل تراجع أسراب البط؟, فى بحور العلم, و القرصنة الوراثية, و من الكتب المترجمة فى الأدب: ثلاثة رجال فى قارب, و أفكار تافهة لرجل كسول.

من أقواله:

انحاز إلى الأرض الريفية لأنى ابنها

التقدم يأتى ثمرة لحرية الفكر, قد تتقدم التكنولوجيا فى غياب الحرية, لكن العلم يحتاج, مؤكدا, إلى الحرية

ربما كان تفوقى فى كلية الفلاحين ( الزراعة) بسبب عشقى للزراعة و الخيال و اللون الأخضر, و الريف هو عشقى الأبدى و منبع الرومانسية المتأججة بداخلى.

فى عالمنا الآن أطفال يولدون للشقاء, لليل طويل بلا نهاية! فى جعبة العلم الكثير الكثير, فى حعبته طعام و بسمة لكل فم.

إذا كان عمادتى لكلية الزراعة استمرت 9 سنوات فإن زوجتى عميدة حياتى لأكثر من 35 سنة.

قضايا علمية بعيون الدكتور أحمد مستجير

يرى أن علوم الوراثة ستسود فى قرننا هذا , أنها علوم تتعلق بكياننا الأعمق, تتعلق بمادة استمرار الحياة, مادة واحدة (DNA) تنتج كل هذه الصور من الحياة, هى المادة الأصل فى كل شىء حى. و هى تتعلق أيضا بالأمراضو يقول أن أكثر من 95% من الجينوم البشرى و جينومات كل الثدييات هى من السقط الذى يبدو ان لا وظيفة واضحة له و أن هذا السقط يتخلل حتى الجينات نفسها – الجينات المفروقة. الجينات المفروقة تخمل داخلها مناطق لا تشفر لشىء, لكن الغريب أن مقاطع طويلة من هذا السقط توجد بحذافيرها تقريبا فى كائنات متباعدة على سلم التطور. وأن هناك وظائف لهذا السقط ستكتشف و قد بدأ بالفعل مجموعة من العلماء يكتشفون أجزاء منها و البعض من المواقع بهذا السقط يستخدم الآن فى تحديد البصمة الوراثية و هى ليست كما تقول بعض الترجمات الخاطئة البصمة الجينية.

و فى وصفه لمشروع الجينوم اليشرى فهو يراه المشروع البيولوجى الاكبر الذى قام به الإنسان حتى الآن, شرح الجهاز الوارثى البشرى و معه خمسة كائنات أخرى هى: بكتريا إ.كولاى, الخميرة, دودة سى. إليجانس, ذبابة الفاكهة, الفأر حدد فيها ترتيب القواعد فى الجهاز الوراثى, و يصل طوله فى الإنسان إلى نحو 3 ألاف مليون قاعدة – و استغرق ذلك نحو 12 سنة, تطورت فيها حتى أدوات البحث فى الجينوم. لقد وضع المشروع الأساس الذى تبنى عليه الدراسات التالية عن مواقع الجينات و تركيبها و وظيفتها.و أن الامر قد ازداد تعقيدا الأن, فقد اتضح ان عدد الجينات البشرية يبلغ 2 ألف جين فقط, لا مائة ألف كما كان يظن يوما. النظرية تقول: " جين واحد للبروتين الواحد" و لكن جسم الإنسان يحمل أكثر من مائة ألف بروتين, معنى ذلك لإذن أن الجين الواحد ينتج اكثر من بروتين واحد! سيتعقد امر الوراثة كثيرا بلا شك و يرى أن علينا أن نكتشف الوسيلة التى يعطى بها الجين الواحد أكثر من بروتين. ننتظر نظريات جديدة لطريقة عمل الجينات و كيف يمكنها أن تقوم بذلك. و من المتوقع ان يستمر العمل طويلا طويلا لمعرفة وظيفة كل جين. لا سيما الامراض الوراثية- التى يحمل الإنسان منها ما يقرب من سبعة آلاف جين!

و أما المخاوف التى تتردد بشأن استخدام البلدان المتقدمة اللاأخلاقى للهندسة الوراثية فى التمييز العرفى و تهديد التوازن الطبيعى و هو يرى فى هذا الشان أن الخطورة ليس فى استخدامها فى التمييز العرقى و لكن خطورة نتائج مشروع الجينوم البشرى هو سوء استخدام المعلومات التى ستنتج عنه فالمؤكد انه ستوجد فروق جينية بين الشعوب المهتلفة بل بين محافظات الدولة الواحدة! و سيرى السياسيون فى ذلك حجة لادعاء فروق عرقية وارثية لا سبيل إلى التخلص منها بين الشعوب لا سيما بين شعوب العالم الثالث و بين غيرها و لقد أبتدأ هذا بالفعل فى السنين الأخيرة. هانك من قد وجد صورة من جين لا توجد فى الشعوب السوداء و إنما فقط فى الشعوب الغير سوداء. الصورة الموجودة فى القوقازيين تجعل حاملها ذكيا اما الصورة الموجودة فى السود فتجعل جسم الفرد قويا ة الغريب أن هذا الجين الذى يضفى ذكاء مزعوما يورث حسب وصفهم فقط عن طريق الأم لانه موجود فى السبحيات و السبحى حلق من الدنا تحمل فى البشر 37 جينا توجد فى سيتوبلازم البويضة و بذا تنتقل إلى النسل ذكورا و إناثا فى البويضة فقط و لو كان هذا الزعم حقيقيا فإن الرجل الذكى لا يورث ذكاءه إلى نسله فذكاؤك يأتيك فقط من أمك و لم ينتبه المروجون لهذا الجين إلى هذه الفكرة بعد فهم ليسوا وراثيين و ظهر مثل هذا الكلام بالفعل فى كتب كتبعا علماء كبار و تدعو صراحة إلى اليوجينيا و تنتهى غلى أن لا أمل فى تقدم مثل هذه الشعوب التى حرمها الله من نعمة هذا الجين!! لكن هذا الكلام يوافق مزاج بعض الساسة فى الغرب يبررون به طريقة معاملتهم لشعوب العالم الثالث.

و يرى أن شركات الهندسة الوراثية التى تعالج البذور جينيا أنها لا تهدد السلالات الأصلية و استقلال المزارعين و أكد أنه لم يظهر بحث واحد حتى الأن يقول إن النباتات المهندسة وراثيا تؤذى الإنسان أو تسبب له الأمراض و أن الحديث عن هذا الأمر اضحى مملا و يرى أن الهندسة الوراثية هى أمل الجوعى, و أن عدم استغلال دول العالم الثالث لإمكاناتها يزيد من تخلفها و لكنه يرى خطر الهندسة الوراثية يأتى عن طريق آخر ربما كان أخطره هو استخدامها فى إنتاج البذور الشيطانية أو بذور عشماوى عنما رات شركات البذور أن تغزو سوق العالم الثالث, الذى يعتمد غذائه اساسا على الارز و القمحقام علماء هذه الشركات بابتكار تقنية جديدة تقوم هذه التقنية على إنتاج بذور مهندسة وراثيا تنمو نباتاتها طبيعيا حتى مرحلة إنتاج البذور و عندما يكتمل نضج البذرة و هنا فقط تعمل الجينات التى أولجت فتقتل جنين البذرة بحيث لا تصلح للزراعة و لكنه لا يستطيع أن يستبقى البعض منها للموسم القادم و عليه أن يعود للشركة ليشترى منها بذورا جديدة, و هناك فى عالمنا 1,40 بليون فلاح يحفظون بذور الموسم القادم من محصول العام الحالى.

زراعة القمح و الأرز فى البحر

بدأ الدكتور احمد مستجير مشروع زراعة القمح و الأرز بمياة البحر المالحة و هى تعتمد فى فكرتها على نبات الغاب الذى ينمو فىز مياة البحر عضو عائلة النباتات النجيلية, التى تضم الأرز و القمح, ونبات الغاب لديه جينات تجعله يتكيف مع المياه شديدة الملوحة, التى تغطى ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية. و هو يشبه فى تركيبه نباتى الأرز و القمح, فكان الهدف هو نقل الجينات المسئولة عن تحمل الغاب للملوحة باستخدام الهندسة الوارثية إلى القمح و الأرز.

فقد تم استخدام الاندماج الخلوى أو التهجين الخضرى التى يطلق عليها اسم الهندسة الوراثية للفقراء و هى ليست هندسة وارثية لكنها دمج خلايا منزوعة الجدار من نوعين مختلفين من النبات لإنتاج خلايا هجين تحمل الطاقمين الوارثيين للنوعين معا, يمكن تنميتها إلى نباتات كاملة. و بعد التهجين تم توفير الظروف البيئية و الغذائية للنمو, و تكوين ما يعرف بالكأس, ثم تشجيع الكأس على تكوين نموات خضرية و جذور, ثم زراعة النباتات الكاملة فى أصص صغيرة تم نقلها إلى الصوبات, و منها إلى المناطق الخارجية.

و انتقلت الزراعة من الصوبة إلى مساحات كبيرة خارجية منذ 1997, و وصلت إلى نحو 60 فدانا بأرض مالحة تماما, لا تصلح لأى زراعة فى محافظتى الفيوم و بنى سويف, و نتج عنها محصول جيد ذو صفات جيدة. و ترواح إنتاج الأرز بين 2.3 إلى .4 طن, من السلالة الماقومة للملوحة, فى حين يتراوح إنتاج السلالة العادية بين 4 و 5 أطنان للفدان. و تم التوصل إلى سلالات من القمح نتج 5.15 أردب للفدان, فى حين تنتج السلالة العادية من القمح بالمياه العذبة و فى الأرض العادية نحو 18 إردبا للفدان.

و أنهم تمكنوا فى شهر مايو العام 2004 من تسجيل سلالة الأرز و سلالة القمح و حاولوا أكثارهما و زراعتهما بعد ذلك و قد جرب هو و زميله الدكتور أسامة الشيحى تهجين الذرة بالغاب. نجح الجيل الأول نجاحا مذهلا. لا يمكن مع الذرة ان ننتج سلالة مقاومة للملوحة, كما كان الأمر مع الأرز و القمح. الأمر يحتاج إلى الدخول فى موضوع البذور الاصطناعية لنشر الهجين الأول بإنتاج ملايين البذور و قد حاولوا أن يجدوا تمويلا من أجل إنشاء معمل لإنتاج البذور الاصطناعية لانه قادر على إنتاج آلاف الافدنة فى ظرف بضعة شهور

فهل الأن بعد الثورة هل من الممكن أن يسترعى مثل هذا المشروع العظيم انتباه القيادات الجديدة التى تخوض الانتخابات التشريعية و السباق الرئاسى بحمية شديدة, أم سنبقى هنا محلك سر, هل من الممكن ان تسلط الاضواء على مثل هذا المشروع لمعرفة ايجابياته و سلبياته و مدى جدوى هذا المشروع من عدمه و هل تكلفته أكبر من استيراده من الخارج, اعتقد فى ظل النظام الحالى لا امل لاحياء أى مشروع بحثى لانهم ينتهجون سياسة النظام السابق بكل جدارة لان لو كتب لهذا المشروع النجاح سيكون فتحا عظيما و ربما يغنينا عن استيراد المواد الغذائية من الخارج أم ستظل ارداتنا مرهونة بالتبعية للخارج فى ظل نظام يحرص على إهدار الطاقات العلمية التى تزخر بها مصر و التى من الممكن أن تقضى على كابوس المجاعات التى تنتظر مصر و تهدر مثل هذه الطاقات لصالح قطاع يحتكر استيراد هذه السلع من الخارج و يكنز الذهب و الفضة فى خزائنهم على حساب مستقبل الشعب المصرى, أن غدا لناظره قريب !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق