د. روبرت إدواردز الحائز على جائزة نوبل فى الطب, و قد قاالت لجنة نوبل فى هذا الصدد: " إنجازاته ساهمت فى معالجة العقم الذى يطال شريحة كبيرة من البشر بنسبة تفوق 10% من الأزواج فى العالم" و تقوم تقنية طفل الأنبوب على أخذ بويضة المرأة و تخصيبها فى المختبر عبر تلقيحها بالحيوانات المنوية للرجل و بعد انقسام البويضة يسمح لها بالنمو فى المختبر لتصبح جنينا فى مراحله المبكرة ثم يتم إدخاله بعد ذلك فى رحم المرأة لاكتمال تكوينه حتى الولادة إذا سارت الأمور على ما يرام.
و كان إدواردز البالغ من العمر 85 عاما قد بدأ العمل فى أسلوب التلقيح الاصطناعى, المعروف علميا بأسم الإخصاب فى الأنبوب فى خمسينيات القرن الماضى, ففى العام 1950 باشر العمل على بيولوجيا التخصيب. و توصل حينها إلى أن التخصيب خارج الجسم قد يكون علاجا للعقم. الأمر الذى شكل إلهاما له لاستكشاف إمكانية تخصيب البويضات البشرية فى أنابيب الاختبار و هو ما أثبته العلماء بالتزامن فى اختبارات لكن على بويضات و حيوانات منوية لأرانب و فى العام 1969, تمكن إدواردز مع زميله ستيبتو طبيب نساء من تلقيح بويضة فى أنبوب الاختبار, لكن البويضة المخصبة لم تعش حتى الانقسام الأول للخلية, إلى أن تمكنا من التوصل إلى طريقة آمنة لاستخراج البويضات و وضعها داخل المبيض لتنضج لاحقا.
خلال عملهما فى جامعة كامبريدج بدأ فى العام 1972 تجارب وضع أجنة فى أرحام نساء يعانين من العقم, لكن حدثت عمليات إجهاض لعدد من حالات الحمل و اكتشف العالمان فيما بعد أن ذلك يرجع إلى علاجات هرمونية خاطئة و فى العام 1977 جربا أسلوبا جديدا لا يشمل علاجا هرمونيا و اعتمدا بدلا من ذلك على التحديد الدقيق لتوقيت الحمل و قد ولد الطفل الأول بالتلقيح الاصطناعى فى بريطانيا فى الخامس و العشرين من يوليو 1978, و كانت طفلة أسمها لويز بروان.
و أحيط مولد لويز بضجة إعلامية و صاحبه تساؤلات عن أخلاقيات مهنة الطب و مخاوف دينية و تساءل كثيرون عما إذا كان أطفال الأنانبيب سيصبحون أطفالا عاديين يعيشون حياة طبيعية و أنشأ إدواردز و ستبيتو فى العام 1980 مستشفى بورن هول كلينك فى كامبريدج المركز الأول فى العالم للتقليح الاصطناعى و سريعا ما ولد آلاف من أطفال الأنابيب فى بريطانيا و الولايات المتحدة و دول أخرى.
و نقل مستشفى إدواردز عنه قوله: " أهم شىء فى الحياة هو أن ترزق بطفل. لا شىء أهم من الطفل" و ابتعد إدورادز عن الأضواء بدرجة كبيرة و قال المتحدث الإعلامى بأسمه إن مرضه يمنعه الآن من إجراء مقابلات صحفية و كان قد فاز بجائزة لاسكر للأبحاث الطبية الإكلينيكية العام 2001.
و منذ ذلك الوقت ولد حوالى 4 ملايين طفل بهذه الطريقة جسب بيان الأكاديمية السويدية الذى أضاف: " إن رؤية روبرت إدورادز أصبحت الآن حقيقة واقعة و اليوم تجلب الفرح للمصابين بالعقم فى جميع أنحاء العالم"
يذكر أن نسبة الإخصاب نتيجة التلقيح الاصطناعى تبلغ اليوم واحدا إلى خمسة و هى نفس نسبة الإخصاب نتيجة التلقيح الطبيعى. و قالت لجنة التحكيم إن: " حقلا جديدا من الطبق انبثق. و قام روبرت بقيادة العملية بدءا من الاكتشافات الأساسية و وصولا إلى تنقية التلقيح الاصطناعى الناجحة" بمساعدة طبيب النساء البريطانى باتريك ستيبتو الذى توفى العام 1988.
و اليوم يؤدى ما بين 20% إلى 30% من البويضيات الملقحة اصطناعيا إلى ولادة طفل. و قالت لجنة نوبل إن : " دراسات المتابعة الطويلة المدى أظهرت أن الأطفال الذين يولدون عن طريق التخصيب الاصطناعى هم أصحاء مثلهم مثل الأطفال الآخرين".
لويز أول طفل أنابيب أصبحت الآن أما لطفلها كاميرون الذى أنجبته بطريقة طبيعية و كان ما يخشاه إدواردز هو ألا يستطيع أطفال الأنابيب الإنجاب بشكل طبيعى و هو الخوف الذى بددته الأخت الأصغر للويز, ناتالى, التى تحتل رقم 40 فى قائمة الأجنة الذين ولدوا نتيجة التخصيب الاصطناعى حيث أنجبت بشكل طبيعى العام 1999 و أصبحت الآن أما لطفلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق