سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 13 فبراير 2012

مقالات أدبية: الأدب بعيون من يكتبونه بقلم: مروان محمد



مقدمة:

هل الانفصال و القطيعة الواقعة بين المتلقى و الكاتب هو أمر حتمى ام هى مجرد إشكالية مفتعلة؟, هل الكاتب اصبح يكتب فى فراغ بدون النظر الى ما يرغب المتلقى فى الاستماع اليه او قراءته؟, من الذى يجب ان يطوى المسافات المتباعدة بينه و بين الآخر المتلقى ام الكاتب؟, من الذى يحتاج للاخر؟.....
و تساؤلات أخرى كثيرة تطرح نفسها و شعارات اخرى ايضا اصبحت محل تشكيك و الادق ان نقول محل سخرية حقيقية, للأسف هناك شعار لازال يرفع و هو الفن من اجل الفن و هو شعار لا اثق كثيرا فى مصداقيته او ان يكون له وجود حقيقى على ارض الواقع, اختلافى او اتفاقى مع هذا الشعار ليس محور القضية او حتى اتفاق بعضنا او مخاصمة بعضنا لمثل هذا الشعار و لكن فى ظل المخاضات الفكرية و الكتابات النقدية الادبية و التنظير و التسطير الاكاديمى لفن كتابة الرواية و القصة القصيرة و الشعر هو الذى اغفل اهم محور فى قضية الكتابة او فعل الكتابة و هو الجمهور المتلقى او جمهور القراء لنكون اقرب فى توصيفنا للاشياء.
للاسف تخلو معظم الكتابات النقدية من اى مؤشرات او قياسات تستطلع راى القارىء فى اى عمل ادبى و كأن جمهور القراء غير مرغوب فى قياس ردود افعالهم اتجاه الاعمال الادبية على اعتبار انهم اقل شانا من ان يتم تضمين انفعالاتهم و ارائهم حول عمل ادبى معين فى اى دراسات نقدية ادبية.
و هذا هو الخطا الفادح التى تقع فيه كل هذه التنظريات و التى تدفعنا لطرح التساؤل الهام, الى اى مدى يعتمد الكاتب فى انتاجه الادبى على مثل هذه الكتابات النقدية و الدراسات الاكاديمية التى تصنف الرواية و تقسمها و تشرحها و تحللها؟ و هل يجوز الاخذ فى عين الاعتبار اراء النقاد و تحليلاتهم و تاويلاتهم او الافضل لنا ان نضرب بها عرض الحائط؟!

نحن ام القراء؟!

من الجدير بالتحكيم بشان اى عمل ادبى الجمهور القارىء ام الادباء ام النقاد, اعتقد ان افضل ادوات التحكيم و المراجعة و النقد تقع بين ايدى قرائنا و ليس بين ايدينا او بين ايدى النقاد فنحن و النقاد نسهم بشكل ضيئل فى تشكيل فن الكتابة و لكن مرشدنا نحو تنقية منتجنا الادبى هو جمهور القراء.
حتى لو اثار هذا الراى امتعاض الكتاب او النقاد باعتبار ان ما اقوله هو محاولة لسحب البساط من تحت اقدام النقاد او بعض الكتاب المتعالين, تيرمومتر نجاح اى عمل ادبى هو الجمهور, مدى اقباله على شراء و قراءة هذا العمل الادبى و من ثم تحوله الى عمل سينمائى يرغب الكثير جدا فى مشاهدته, جل ما اقوله هو انه يجب ان تحسم هذه القضية لصالح جمهور القراء و ليس لصالح بعض المتفزلكين, نحن الذين بحاجة للجمهور, نحن الذين نبحث عنهم و ننقب عنهم و نحاول ان نقدم لهم ما يحبون حتى يقبلوا على اعمالنا, نحن الذين نرسم العالم الذى يرغب الجمهور فى مشاهدته و ليس عالم وهمى لا يلقى اى قبول لدى الجمهور.

هل العمل الادبى سلعة كغيره من السلع؟

هذا تساؤل يستفز كثيرا من الادباء و النقاد و المحبين للادب و الذين يحيطونه بهالة من القدسية و لا اقصد السخرية من هؤلاء و لكن عذرا, لم يجعل الادب ليكتب و يحفظ فى الادراج او ليعبر عن شعور الكاتب و حسب او تفاعلاته الداخلية و حسب و لكنه ايضا جعل ليخدم على رغبات و ردود افعال جمهور القراء و يجب ان ياخذ الكاتب هذه الخطوة ليحسم الامر بينه و بين القارىء.
و يضيق المسافة البعيدة بينه و بين القارىء و ان يكف ان يتهم القارى ء بانه السبب فى هذه القطيعةو انه القارىء لم يطور ادوات التلقى لديه ليلتقى مع الكاتب فى نقطة وسط, ليست هذه مهمة القارىء و لكنها مهمة الكاتب بالاساس, و لكن لنعد الى النقطة التى نطرح من اجلها تساؤلنا, هل الادب مجرد سلعة او منتج يقوم الكاتب بترويجها للجمهور فى سوق القراء, لنتخير أجابة وسط و هى عمل فنى متداخل فى ذات الوقت مع كونها سلعة يجب ان يتم الترويج لها و دراسة سوق القراء لمعرفة طموحات و رغبات القارىء و ان يغير من نوعية كتابته كيفما تقلب سوق القراء و اختار و انتقى.
انا ارى نوعا ما ان الاعمال الادبية نوعا ما منتج يجب ان ينتج بعناية فائقة و ووفق احتياجات السوق و بما يرضى الكاتب و يجب ان يتوقف الكتاب الى حد ما عن الكتابة من خلف مكاتبهم و ان ينزلوا نوعا ما الى الشارع و ان يتم التركيز بشكل حيوى على مدى مصداقية التجربة التى يثيرها الكاتب فى كتاباته و ان تكون اقرب لتجارب يعملها جيدا او عاشها بنفسه و ايضا فكرة المعلومات الموثقة و الغنية فى العمل الادبى اصبحت النوعية المرغوبة و التى تلقى رواج كبير عند جمهور القراء, التى تتميز بنوعية خاصة بالمعلوماتية التى تحترم عقلية القارىءو المبذول فيها مجهود خاص جدا يعطى فى نفس الوقت مذاق خاص للرواية او اى عمل ادبى بشكل عام.

كتابة الرواية

اذا اخذنا على سبيل المثال الاعمال الادبية التى تتناول موضوعات تاريخية, الحق ان اغلب الكتاب العرب يعانون من ضعف شديد فى صياغة عمل ادبى مؤسس على موضوع تاريخى و يكون سطحى و غير عميق و اغلبه حوارى و الاحداث التاريخية تروى على لسان الاشخاص و بشكل مباشر و فج للغاية و ايضا لا يوجد فيه اى عمق تاريخى بمعنى انه يعتمد على بعض الكتب كمرجع لكتابة عمله الادبى بدون تمحيص او تفحيص او ابداء رايه و سيناريوهات متخيلة ليسد الحلقات المفقودة فى هذا الموضوع التاريخى او بالنزول الى ميدان الاحداث التى تدور حوله الموضوع التاريخى و لكن ايضا يقوم بمباشرة كتابة عمله الادبى التاريخى من خلف مكتبه.
و من اسخف الاشياء عندما يقوم كاتب ما بالتصدى الى عمل ادبى يتسم بالاثارة الحركية او الخيال العلمى فهو يفتقد كلية الى الى المعلوماتية اللازمة للتخديم فى كتابة عمله الادبى هذا, و فى الغالب لا يحترم عقلية المشاهد او القارىء و يبدا فى سرد خرافات تدور فى فلك مخيلته الفقيرة اساسا.
اعتدق ان الرواية المعاصرة اصبحت ترتكز بشكل رئيسى الى قدرة الكاتب على ابهار قارءه بكمية المعلومات التى تكون هى حقيقة اغرب من الخيال فى نسيج ادبى ممتع لا يمله القارىء و ان تحمل كل صفحة من صفحات هذا العمل الادبى مفاجاة جديدة مفاجاة تحترم عقلية الكاتب و تضيف الى بنك معلوماته معلومات اخرى قيمة او غير قيمة هذه الامور يقيمها القارىء بنفسه, يسخر الكثير من المنتسبين لعالم الكاتبة من الكتابة المسلية او التى تعتمد المتعة, و يعتبرونها انحطاط ادبى او انها تجارية و ربحية و يطلقون سيل من الاتهامات و يتصورون ان كل ما يقولونه او اتهامات كما يتصورون و لكنها فى الحق مديح يحتسب فى خانة التوفيق لذلك لصانع هذا العمل الادبى.
انا لا انادى بنوعية من الكتابات امثال كتكوتو كركر و لكن اذا كان ذلك العمل الادبى يعتمد التسلية او امتاع القارىء فما الضير فى ذلك و اما الضوابط و الحدود و المعايير الواجب على الكاتب ان يلتزمها لنفسه حتى لا يخرج من دائرة الامتاع الى دائرة السفه هذا ما يحدده الكاتب لنفسه و يقيم نفسه بنفسه و ايضا الجمهور هو الحكم فى المقام الاخير و لا يجب ان يحمل كل عمل ادبى سواء نثر او شعر اى رسالة او فكرة او دروس مستفادة فهذه اصبحت نداءات سخيفة و مبتذلة و هى تحاول ان تبرر اى شرعية لعلان او فلان و لا اجدد مبرر لتكرار مثل هذا الشعار الساذج جدا.

ما الذى اريده؟

جل ما اقوله دعونا نحتكم الى القارىء, هو الحكم و هو المؤشر و هو الفيصل و هو معيار الربحية و لا ضير من ان يكون عملك الادبى قائم على الربحية فهذا لا يقلل من مستواه فمايكل انجلو و غيره من فنانينى عصره امثال رامبرانت و ليناردو دافنشى لم يرمسوا فقط من اجل الفن و التعبير عن الذات و اسقاط الروح على الارض و مثل هذه الخزعبلات و لكنهم كانوا حرفيين اكثر من كونهم فانين وعلى الرغم من ذلك انتجوا اعمال فنية رائعة و مذهلة الى يومنا هذا اما الفشلة امثال فان جوخ و جوجان فلا مكان لهم فى عالم الفن الحقيقى الذى يلقى استجابة لدى المتلقى لان تجار الفن هم من عظموا امثال جوجان و فان جوخ ليتربحوا من ورائهم و استغلوا الظرف التاريخى القائم وقتها الجانح نحو كل اشكال الرادايكالية و التمرد و الثورة و فى مخاض الثورة الصناعية استغل تجار الفن اعمال هؤلاء دون المستوى ليتم بروزتها امام العالم على انها احدى صيحات التجديد و الابداع المتجدد فى عالم وقتها كانت تغمره التقلبات و التمردات على كل التابوهات و بالاخص السيطرة الكنسية كل ما يبرز ما هو عدو للكنسية يستحق التقدير و العرفان و المكانة العالية و امثال فان جوخ كانوا رسامين فاشلين تمنوا ان يكونوا مثل رامبرانت و مايكل انجلو لكنهم فشلوا ان يرتقوا لهذا المستوى و ماتوا و هم يلعقون التراب و تربح من تراثهم الهش و الضعيف تجار الفن الذين احسنوا ترويج اعمالهم بشكل مذهل و تربحوا مبالغ طائلة من ورائهم.
قد تكون حقيقة فجة سخيفة سيمتعض الكثيرون لدى قراءتها و يقولون من هذا الجاهل الذى يتحدث عن عظماء امثال فان جوخ و انا اقول لهم لا اعبء لما تقولون و كل على دينه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق