سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 13 فبراير 2012

مقالات أدبية: الأدب العربى بعد الثورات العربية بقلم/ مروان محمد





أعتقد أن حال الأدب العربى بعد الثورات العربية التى عصفت رياحها بالمنطقة العربية يجب أن تتغير و أن يحدث فى العالم الادبى العربى ثورة مماثلة لان بدون إحداث تغيرات جذرية فى عالم الادب فعلى رواد هذا المجال ان يركنوا الى حائط النسيان و لا يفكروا مرة أخرى فى الظهور لان من لم يلحق بالتغيرات الحادثة الان فى عالمنا العربى سيطويه النسيان لا محالة.

على الادباء على وجه الخصوص ان يلحقوا بركب التقدم و التطور الذى تخلف عنه معظمهم للاسف الشديد و لازالوا يعيشون فى خيالات و ارهاصات الماضى التى انقضت الى غير رجعة و عليهم ان يبرحوا اماكنهم من خلف مكاتبهم و يطلعوا على العالم الواقعى المعاش, عليهم ان يجتهدوا بحق و تحترق اعصابهم و تذبل خلايا مخهم فى سبيل كتابة رواية جديدة شيقة مثيرة تقدم للقارىء عالم مجهول لم يسبر اغوراه كاتب من قبل او على الاقل فى صورة طرح جديد, عليها ان تكون رواية او قصة ترتكز دعائمها على المعلومات الفريدة من نوعها و الحقيقية فى نفس الوقت, لا اعمم هذا الاسلوب على كل اشكال الروايات او القصص القصيرة و لكن يجب ان يكون هناك اتجاه جديد فى الكتابة قادر على احداث ذوبعة حقيقية و كشف عن مستور لم نكن نعلمه و لكن اعتماد اسلوب الروتين الحكومى فى كتابة الروايات و القصص, كتابة تعبر عن كاتبها فقط و لا تعبر عن محيط مغاير للمحيط الذى حبس نفسه فيه و اعتماد اسلوب حياة الصعلكة و التسكع على القهاوى تحت مسمى ندوات ثقافية و لقاء المثقفين و كأنه لقاء النخبة فى اروقة السياسة, على الكاتب ان يتميز بالذكاء الاجتماعى و القدرة على التواصل مع الجماهير و ان يتعامل مع منتجه الادبى كبضاعة تحتاج الى تسويق و دعاية تسبق طرحها فى السوق لاستقطاب اكبر عدد ممكن من المستهلكين و النظر الى المنتج الادبى بهذه الطريقة لا يشوه من سمعة الادب و الكاتب, كما يدعى البعض اعمالا بقاعدة الفن من اجل الفن و هو غطاء لفشل الكاتب فى ان يصل لهذه الفكرة و ضعف قدرته على تطبيقها فيتستر بهذا الشعار الذى فقد شرعيته هو الاخر!!

فكرة ان الكاتب لازال يسكن فى برجه العاجى و على القراء ان يرهقوا انفسهم و يتسلقوا برجه العادى, القارىء لا يبالى بك ان لم تنزل من برجك العاجى و تسكن معهم فى الشوارع و تتكلم عنهم و ليس عن نفسك , تجد ان الانا العليا عند اغلب الكتاب تضخمت للدرجة التى استحوذت بها على كل كتابات الاديب و اصبحت هى المحور و الحدث و الحوار و الفكرة و المحرك و لا شىء سواها مما ينتج منتج ادبى مبتذل و اقل ما يقال عنه انه سخيف جدا

اما سياسة الصعلكة و الكتابة على رصيف المقهى و التنقل بين رصيف و رصيف و اصدار مجموعات قصصية يتيمة لا تحظى باى قدر من الترويج او الانتشار او القراءة فى العالم العربى و ذلك لأن الكاتب و دار النشر لا يملكان اى رؤية لترويج هذا المنتج و عمل الدعاية الاعلامية المناسبة له حتى يستقطب الجماهير, فعند حد الكتابة يقف الكاتب و لا يتقدم خطوة اخرى باعتبار ان الذى كتبه رسالة مقدسة لا يروج لها حتى لا يقلل من شانها و لكن قدسيتها تروج لها فى ممرات النسيان و العتمة !!

نحتاج الى رواد جدد و لا ادعو للانقطاع مع الموجودين حاليا من كتاب اكل عليهم الزمن وشرب و لكن ان نتركهم مكانهم لا يتقدمون خطوة واحدة و نسعى الى فكر جديد و طرح جديد و اسلوب مغاير ليس فقط فى الكتابة او فى الموضوعات المطروحة و لكن ايضا تغيير ثقافة تسويق العمل الادبى لاخراجه من صورة كيان مقدس الى منتج مثله مثل سائر المنتجات تصلح للترويج و البيع و التربح من ورائها والدعوة القائلة بان ذلك يقلل من الشان الفنى و يجعله سلعة تجارية تخضع لمزاج المنتج او المسوق هى تبريرات من قبيل عجز و الفشل, على الكاتب ان يسعى بكل قوته لترويج منتجه مستخدما فى ذلك وسائل التكنولوجيا المتاحة امامه و الرخيصة و المؤثرة جدا فى ذات الوقت و استخدامه للوسائل الحديثة لترويج منتجه هو الوسيلة المثلى الان و ذلك عن طريق إنشاء صفحة معجبين له على الفيس بوك, ينشر فيها مقاطع او مقتطفات من اعماله الادبية وان ينسق مع متخصصين ليصمموا له فيلم اعلانى قصير يروج لعمله الادبى, يقوم الكاتب بنشره على مواقع التواصل الاجتماعى و يتواصل مع مكتبات مشهورة تعرض منتجه الادبى و ان ينسق مع هذه المكتبات ان يقيم احتفالية لانطلاق كتابه الادبى و ان يسعى لعمل بوستر دعاية لكتابه و فيه صورته كاملة كأنه بوستر لمطرب و الكثير من وسائل الدعاية لا تكلف كثيرا و احيانا لا تكلف اى شىء و لكنها تحتاج الى الافكار , مجرد افكار بسيطة قادرة على احداث تغيير جذرى فى ثقافة التعامل بين الكاتب و القارىء لان الكاتب فى الاخير يكتب للقارىء و لا يكتب لنفسه فقط و ان كان يكتب لنفسه فليصمت افضل و يحتفظ بتجاربه البائسة لنفسه !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق