هل أنت مستعد لرحلتنا اليوم فى عالم من الخيال الخالص؟
- أحمد خالد مصطفى : تحياتي لك آنسة صفاء .. أعجبتي مقدمتك .. حقا الفريقان يتصارعان بقوة .. المشكلة أنني في المنتصف .
مستعد .. رغم أني لا أعرف ما تنتوين .. لكني متفائل
- صفاء : انها مأساة خالدة مع اى عمل مثير للجدل فلكى يصل كل منهما لنصر مزيف يطال الكاتب ما لا يحب
حسن عليك قبل الرحلة ان تودع شياطينك فنحن لسنا بحاجة لهم و لتأمر مسوخك بالانتظار حتى تعود لهم و لتكلفهم بحراسة روايتك ،و امر سحرتك بالابتعاد
- أحمد : لا بأس .. سأقوم بتعاويذ بوبي فرانك لأمنعهم من التدخل
- صفاء : ممتاز فهذه الرحلة للفانين فقط كما ذكر على بوابات مملكة الخيال ،هيا اصعد معى الى اليخت الملكى ،فأنت من كبار الزوار ،و لننطلق الى اول محطاتنا
- أحمد : جميل .. بدأ الأمر يروق لي
- صفاء : يرحل قاربنا بهدوء شديد ليقترب من تلك المدينة ذات الالوان الزاهية ،و يقف على ابوابها الابطال الخارقين للترحيب بك و يقف من خلفهم ابطال عالم ديزنى و غيرهم ،ليستقر بنا على حافة قصر الاميرة النائمة لنجلس تحت شجرة الموز و يقوم بخدمتنا بطوط و لنسألك عن طفولتك كيف كانت؟
من هو احمد الطفل ؟ ماذا احب ؟ ماذا كره ؟ ما هى هوايته ؟
لا تنسى أن تجيب و أنت تشرب عصير الليمون الذى اعده بطوط فهو نزق ،سريع الغضب فلا تثيره الآن
- أحمد : كان فيها بطوط كل يوم .. ويبدو أنه عداني بحظه السيء .. فصار أصدقائي يسمونني بطوط .. و أحيانا المواطن المطحون من سلسلة فلاش . . طفولتي كانت رائعة .. أروع طفولة يمكن أن يحظى بها أي طفل .. ولازلت أعيش فيها حتى اليوم .. لازلت أتابع كابتن ماجد و جريندايزر .. لازلت ألعب ألعاب السيجا و النينتيندو .. كل يوم .. لا يسعدني سوى هذا .
- صفاء : يا اللروعة يبدون ان تلك المدينة جزء لا يتجزء منك ،فلا يمكنك الرحيل عنها
- أحمد : كطفل لم أكره سوى بعض الشخصيات الكارتونية مثل ميكي ... و كنت أكره الفتيات و أعتبرهن سخيفات جدا مثلي مثل كل الأولاد الصغار .
- صفاء : اوه يا الهى يبدوا انك كنت طفل تقليدى جدا
- أحمد : كانت هوايتي أن أجمع أقربائي الذين في مثل سني و أحكي لهم قصة من خيالي كل يوم .. كانت هناك قصص مثل ملك اللبان .. و رحلة إلى كوكب "إبطين" .. و غيرها من الحكايات .
- صفاء : لقد اثرت الطفلة بداخلى ،انها تريد الاستماع الى تلك القصص .يوما ما يجب ان تكتبها لنقرئها جميعا
- أحمد : سأكتبها لو قررت أن أكتب في أدب الطفل مثلا .. هناك الفضائيين .. إكس وواي و زد والأب و الجنرال ... هناك أمور كثيرة لو كتبتها لظن قرائي أني مخبول .
- صفاء : لا اعتقد ذلك ،،كله متاح و مباح فى مملكة الخيال
يقف ميكى غاضبا لأول مرة ،يريد اخراجك من المدينة لانك تكرهه ،يبدوا انه سيمنعنى من الدخول مرة اخرى ،هيا بنا الى اليخت و لنرحل من هنا
- أحمد : لو كان لدي سلاح سأفجر ميكي .. أراه تقليدي و سخيف و ليس فيه أي عمق من أي نوع . . و لا أدري لم يحبه من يحبه .
- صفاء : احمد لنركب اليخت قبل ان تندلع الحرب بينكما ،فأنا اريد ان اكمل رحلتى بدون اصابات ..هيا فلتسرع
- أحمد : إلى الأمام إذن
- صفاء : ها نحن قد تركنا تلك المدينة غير مأسوف علينا ،ليرحل اليخت بسرعة اكبر و يدخلنا الى شواطئ مدينة أخرى كبيرة ذات اسوار عالية تمتلأ سماؤها بالدخان و يفتح بابها بسرعة أدهم صبرى و نور و يقف رفعت بملل و يقول فانى أخر هنا فى المؤسسة العربية ،ليزيحه ابطال المكتب ١٩ و يجلسونا داخل مكتبة و يقوم على ضايفتنا ع×٢ ،،لتحدثنا عن علاقتك باصدرات روايات مصرية للجيب
- أحمد : تربيت عليها .. أدهم صبري كان بطلي المفضل ولازال .. لا أحب نور .. أراه مثل ميكي .. سخيف و بلا عمق .. أحب أكرم .. و أعشق سونيا جراهام .. ورفعت اسماعيل طبعا ... لدي المجموعة الكاملة من رجل المستحيل و ملف المستقبل و ماوراء الطبيعة ..مشكلة هذه السلاسل أنها صدرت في شكل خارجي طفولي لا يناسب ما بداخلها من إبداع .
- صفاء : مع الاسف و لكن لها مكانة كبيرة فى قلوبنا و تنشئتنا ،فقد ساهمت فى تربيتنا كأهلنا
يسألك زوووم هل تبحث عن شخص معين لتحدثه ام ترحل فرفعت حجز المكتبة اليوم لتلك الفاتنة التى تسير على الارض فلا تنثنى الحشائش
- أحمد : لنرحل إذن .. ربما تمكن رفعت أن يكمل جملته الرومانسية التي لم يستطع أن يكملها منذ عشرين عاما .
- صفاء : لا اعتقد لقد مات دون ان يكملها ،لقد ارتدى تلك البذة الكحلية التى تجعله فاتنا كسحلية خضراء مجففة ،لا ادرى لماذا نحبه ؟
لقد جن جنون اليخت بمجرد ان خرج من اسوار المؤسسة ،و أخذ ينطلق بسرعة مرعبة و اهتز بقسوة و تلبدت السماء و هاج البحر و ضربتنا العاصفة لتلقينا على شاطئ أسود ،لتمسكنا ايداى نارية بعنف لتوقفنا و يرحب بنا دكتور لوسفير نفسه ،،يبدوا اننا فى مدينة الرعب ذاتها ،،لقد اجلسونا ليقرأ لنا اوراق التاروت ،ترى ما تظنه سيخبرنا ؟
- أحمد : سيخبرنا أننا مقبلون على فقرة سوداء في وسط هذا اللقاء .
- صفاء : هذا ما اظنه ،انه يكرهنا و خصوصا انت ،فقد كشفت مستور شياطينه فى انتيخريستوس ،،حدثنا عن انتيخريستوس و الشياطين و صراعك مع لوسيفير
- أحمد : أنتيخريستوس هي ببساطة كتاب يجمع أشياء كنت أريد أن أراها مكتوبة في أي كتاب .. فلما لم أجدها .. قررت أن أكتبها بنفسي .
- صفاء : هذا ما شعرت به عندما قرأتها ،أنها ما اردت أن اراه مكتوبا
و لكن لما تحديت لوسفير بهم فى عمل واحد كان يمكتك ان تتحداه بسلسلة كاملة
- أحمد : لأنه ليس لدي وقت للوسيفر .. هناك أشياء أخرى أهم منه بكثير لابد أن أكتب عنها .
- صفاء : يبدوا انك تتعمد أثارة غضبه ،لذلك يقوم بطردنا ليقوم مسوخة و شياطينه برمينا فى يختنا و يأمرنا بالرحيل
- أحمد : بعض الكتاب لما ينجح في تيمة معينة .. يحب أن يكرر نفس التيمة لينجح مرة ثانية و ثالثة و هكذا .. لكني لست هذا الشخص .. لن أكرر هذه التيمة .. هناك غيرها كثير ينتظر أن أكتبه
- صفاء : يا لك من ملول و مشاغب لا تترك صاحب مدينة الا و تتشاجر معه ستتسبب فى سجننا
- أحمد : ميكي و لوسيفر .. هذه الشخصيات بغيضة لا أحبها
- صفاء : الآن يرحل بنا قاربنا الى اكثر أماكن العالم غرابة حيث سنرى ما لم نتوقعه ترى هل تعرف الى اين نحن ذاهبان ؟
انك لم تحب نور كذلك
- أحمد : لا أدري أين نحن ذاهبان .. أتمنى ألا تقابلني شخصية بغيضة أخرى .
نور سيء ... حاولت أن أنتظره ليطور من نفسه لكنه لم يفعل
- صفاء : لقد استقر بنا حيث ينكب شخص ما على الاوراق يكتب بسرعة ،يكتب ذاك العمل الذى احال الوسط الادبى الى فريقين متسارعين ،هل عرفته ؟
- أحمد : بوبي فرانك ؟
- صفاء : يبدوا انك نائم ،،انه انت بشحمك و لحمك و انت تكتب انتيخريستوس ،،اقترب أكثر و صف لنا طقوسك فى كتابتك ،و احكى لنا ذكرياتك معها
- أحمد : كانت فترة انقطاع عن العمل و البحث عن عمل آخر ... فترة كئيبة و فارغة و مظلمة .. الكثير من الديون و المشاكل في الحياة الشخصية و الكثير من البؤس .. عادة لما أكتنئب أتجه للكتابة .. ولما أسعد أتجه للكتابة .. كنت بائسا فبدأت في كتابة أنتيخريستوس .
- صفاء : يا الهى يالها من ذكريات مؤلمة ،و لكنك لم تحكى لنا طقوسك عند الكتابة
- أحمد : كان هناك إنترنت كافيه ... نعم ذلك الكافيه هو الذي خرجت منه أنتيخريستوس .. كنت أقضي فيه 14 ساعة متواصلة يوميا لمدة 6 أشهر .. هل تصدقي هذا .. أفرغت كل طاقتي في أنتيخريستوس .
أذكر أول ثلاثة أيام ... كتبت أشياء كثيرة مبدأية للفكرة ، وحفظتها في فلاش ميموري كنت أضعه في الجهاز الذي كنت أجلس عليه في الكافيه
- صفاء : انها تستحق كل طاقتك فهى تحفة فنية
- أحمد : جاءتني مكالمة .. خرجت من الكافيه و أنا أتحدث ... عدت إلى مكاني .. لم أجد الفلاشة ،أحدهم سرقها
- صفاء : ياربى و ماذا فعلت ؟
- أحمد : و ضيع علي عمل ثلاثة أيام متواصلة ،كنت محبطا جدا .أعدت الثلاثة أيام مرة أخرى
في فلاشة جديدة .. و خربت تلك الفلاشة الجديدة و ذهب عملي سدى مرة أخرى
شعرت بالغضب .. ثم أنني اكتشفت طريقة للكتابة على مستند وورد اونلاين . و أعدت مرة أخرى كل شيء
- صفاء : يبدو ان انتيخريستوس كانت محملة بسوء حظ فى بدايتها
- أحمد : أذكر أيضا لحظات بحثي في مواضيع أنتيخريستوس
- صفاء : كانت مجهدة جدا
- أحمد : كنت أبحث كالمجنون و أقرأ كل شيء عن الموضوع .. المصادر الأجنبية و العربية .
كنت أفرح و أحزن و أكتئب و أتحمس مع الشيء الذي أكتبه ... في فتنة الصحابة كنت أبكي .. في سيرة اليهود واحتلال فلسطين كنت أبكي ... في بوكاهونتاس كنت مستمتعا ... في دراكولا كنت خائفا ... و هكذا .
- صفاء : لقد استنزفت الكثير من جهدك و عرقك و مشاعرك و الكافيين كذلك ؟
- أحمد : لست من هواة الكافيين .. فقط استنزفت الكثير من المشاعر .
- صفاء : لا تحب القهوة و مشتقاتها ،،تذكرت لقد استنفزت الكثير من الشاى المثلج بطعم الكمثرى اليس كذلك ؟
- أحمد : لا .. الآيس تي اكتشفته مؤخرا ... بعد صدور أنتيخريستوس .
- صفاء : اظنه سيكون رفيق أرض السافلين ؟
- أحمد : هو كذلك بالفعل
- صفاء : ستكون رواية على قدر كبير من الذوق العالى
- ماذا فعلت بعد ان انهيت انتيخريستوس
- أحمد : كانت أسوأ فترة في حياتي ... توفى أخي الصغير محمود .. كنت في حالة سيئة جدا لفترة طويلة .. لكني نشرتها من أجله .. حتى يصل الكتاب لعدد كبير و يترحم عليه عدد كبير .. ولأنه كان يريد أن يراها مطبوعة و كان يريد أن يرسم غلافها .
- صفاء : لقد هزنى ما قرأته وقتها ،شعرت بألم فى قلبي لكلماتك عنه عندما فتحت الرواية لاقرئها ،رحمه الله ،و دعوت له كثيرا بعد أن انهيتها
- أحمد : أشكرك كثيرا على هذا
- صفاء : يبدوا انك تقوم بطردنا ،فأنت تشرع فى كتابة أرض السافلين و لا تريدنا ان نتلصص عليك ،يا لك من شرس حاد الطباع ،كيف تطرد ضيوفك هكذا ؟
- أحمد : سأرتاح ليومين ثم أعود لأرض السافلين .. لابد من إجازة بعد أن أنهيت مقالات أنتيخريستوس .
- صفاء : هل يجوز ان تطردنا هكذا ؟، من بداية الرحلة و أنت تتشاجر مع الجميع ،لذلك سأترك لك حرية اختيار المدينة التى سنرسوا فيها .الى أين تأخذنا الآن ؟
- أحمد : إلى حيثما يأخذنا .. إلى أرض السافلين ربما
- صفاء : هل ستخبرنا عن بعض اسرارها ؟أم ستدخلها و تتركنى خارج أسوارها ؟
- أحمد : يمكنني أن أخبرك ببعض الأمور لا مشكلة في ذلك
أرض السافلين لن تكون تاريخية مثل أنتيخريستوس .. ستناقش مواضيع معاصرة .. قضايا معاصرة .. الدعارة .. المخدرات .. الإلحاد .. الإرهاب .. الإعلام .. و هكذا
ولو كانت أنتيخريستوس قد حيرت قارئيها في كونها رواية أم كتاب أم ماذا بالضبط .. فأرض السافلين لن يستطيع أحد تصنيفها لأنها ستكتب بطريقة لم تسبق من قبل .طريقة عجيبة جدا في أرض السافلين أيضا سنزور أنتيخريستوس زيارة سريعة
- صفاء : شوقتنى كثيرا لقراءتها ،يبدوا انك تتعمد تشوقينا
- أحمد : وسنتعرف على شيطان سابع لم يرد في أنتيخريستوس
في أرض السافلين سيكون هناك الكثير من الجنون .. لا يهمني إن نجحت أو فشلت بهذا الجنون الذي فيها .. لكن يهمني أن أكتب هذا الجنون بالطريقة التي أحبها .
- صفاء : متى ستنتهى منها ؟ يبدوا انى سأمكث على باب تلك المدينة لأقرائها كقبل اى شخص اخر
- أحمد : لن تعجب النقاد .. هذا ما أعرفه منذ الآن .. فالنقاد يبحثون عن المعايير الأدبية و كذا وكذا ... لكن هذه ستكون ثائرة على كل هذا .
لازال أمامها بعض الوقت ... ستصدر في الصيف بإذن الله .. لن أسمح لها أن تصدر بعده .. حتى لا تطغى على الرواية الثالثة .
- صفاء : لقد أثارت انتيخريستوس نوعين من النقاد و جعلت منهما فريقين ،هل تعنى ان أرض السافلين ستوحدهم ضدك ؟
- أحمد : بالطبع ستوحدهم ضدي
- صفاء : يا ربى هناك عمل ثالث يلوح فى الأفق ،ترى ما هو ؟ هل يمكنك ان تطلعنى عليه ؟
- أحمد : العمل الثالث سيكون عن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .. وأعرف أنه سيثير الكثير من الجدل .. لكن لا يهم .. مثلما أصدر أصحاب فيلم آلام المسيح قصة المسيح من وجة النظر المسيحية .. من حقنا نحن أن نصدرها من وجهة النظر الإسلامية .
- صفاء : هذا حقنا طبعا ،،يبدوا انك تبحث دائما عن المشاكل فى رحلتنا هذه و فى اعمالك الأدبية ،و لكنى أتمنى لك التوفيق و فى انتظار صدور أرض السافلين و ما يليها
- أحمد : لا أحب المشاكل .. لكني أحب كتابة الأشياء التي أتمنى أن أجدها مكتوبة لكني لا أجدها .
- صفاء : يا الهى لقد كسر مسوخك و شياطينك تعويذات بوبى فرانك و يطالبون بك و الا اقتحموا مملكتنا ،،يبدوا اننى سأفعل ما تفعله أنت سأتركك ترحل معهم على وعد بأن نكمل رحلتنا فى وقت أخر ،ربما بعد صدور أرض السافلين ؟
- أحمد : نعم ربما ... ها هم أولاء يأتون من بعيد .. لازالوا يطالبون برأسي .. أراك لاحقا .
- صفاء : لن اتركك لهم دون وعد منك باتمام الرحلة
- أحمد : أعدك برحلة جديدة في أرض السافلين نفسها معك بعد صدور أرض السافلين
- صفاء : رائع يمكننى الآن أن أعود بك الى مشارف مملكتنا و أعدك لهم. و لكن حافظ على نفسك و لا تمكنهم من راسك ابدا.
- أحمد : أعدك بذلك
جميل
ردحذف