سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 27 ديسمبر 2014

المقالات الاجتماعية : لماذا فقدنا السعادة ؟! بقلم/ أحمد حمدى


لماذا فقدنا احساسنا بكل شىء ، ظاهرة تزداد عمقا داخل كل منا كلما تقدم بنا العمر ، نتسائل فى عجب اين لذة الحياة ، اين فرحتنا باليوم الاول للدراسة ، اين لذة الصياع تحت المطر

، اين ارقنا ليلة العيد فى انتظار الصباح البهيج، لماذا عاد كل شيئ جامد بلا روح ، باردابلا طعم ، باهت بلا لون ، أين السر ، هل هو داخلنا ؟، ام هو فى الحياة المحيطة بنا ؟، مالذى حدث ومالذى تغير؟ ، ولننظر للحياة فنجد أنها ثابتة منذ أن خلقها الله لم تتغير بقدريكاد يذكر اللهم الا هذا التغيير الذى تحدث عنه علماء الجيولوجيا فى سنوات النشوء الأولى؟ الأرض هى الأرض ! والسماء هى السماء ! والشمس لا تطلع الا فى الصبااح ، وماء البحر لم يجف بعد ، ولم يزل على ملوحته ، والسنة اثنى عشر شهرا منذ خلقها الله ، كل شىء فى الكون ثابت لا يتغير ، اذا فالتغيير لم يحدث الا داخل هذا المارد المسى الانسان ؟

هو الذى حول مياه البحر الاجاج ، الى ماءا عذبا سلسبيلا ، وزرع الاجنة فى الارحام ، وتلاعب بالخرطة الوراثية للنبات والحيوان ، وازداد عجبا بنفسه عندما اخترع الطائرة ، وغزا الفضاء ، وحول الصف شتاءا ، والشتاء صيف ، واستخدم القوانين الفيزيائية فى صناعاته ، فحلت الالة محل الانسان ، وصارت ادوات القتال لست سيفا ولا رمحا ، بل دبابة وطائرة بلا طيار ، واطنان من القنابل الفتاكة التى تترس فى المخازن للحظة القتال ، وافانين المؤامرات السياسية ، التى تحيكها الدول الكبرى لنهب الدول الصغرى وابتلاعها ، و امتد ذلك لدولة الانسان الصغيرة ، التى هى نفسه، فتلاشت القيم ، واختفت المبادىء ، ونضب نبع الحب والاخوة داخله ، لا صوت اصبح يعلو فوق صوت المصلحة ، فهذا الموظف الذى يكيد لزميله لرفته ، مثل هذه الدولة التى تريد أن تمحو أخرى من على الخريطة بقنبلة نووية ، وهذا الاخ الذى سرق ميراث اخوته مثل المنظمة الاقتصادية التى تسعى للهيمنة على اقتصاد الشعوب ، الكل يسير خلف المصلحة ، والمادة اضحت لغة العصر ، فغذت القلوب مقفرة ، والأرواح خاوية على عروشها ، واستشرت الامراض النفسية ، وحالات الانتحار ، وعم الجنون العصر ، والكل يريد ان يفتك بالكل ، صدئت الفطرة الاولى التى خلقنا عليها ، واختفى الضمير الطفولى ، الذى يتألم اذا ماراى انسانا جريحا ، أو أما ثكلى ، واختفت دوافع الخير ، ولم تعد سوى نوازع الشر ، تكاد تغرق سفينة الحياة !! 

والخلاصة اننا قد فقدنا وفقدت الحياة كلها روحها الطفلة البريئة فعمت العالم التعاسة ، وغاصت انفسنا فى بحار الشقوة 

وكان لكل ماذكرت اثرا كبيرا فى هذه الحالة التى نحن فيها ، من ضجر بالحياة والعيشة ، ولو عدنا الى انفسنا الصغيرة التى تتكون منها نفس العالم الكبيرة ، لوجدنا

اننا فقدنا شيئا لا يمكن ان نعوضه مذ فقدنا طفولتنا ، فقدنا احساسنا بالدهشة ، اجل!، الدهشة التى كانت تنتابنا ونحن اطفال ، لا زلنا نستكشف الحياة بسذاجة ، ونتعرف عليه للوهلة الاولى ، فيوقفنا منظر السماء المعبأة بالسحاب ، والنهر الجارى بلا توقف ، والقمر المنير بجاذبية ، وسوبر مان الذى ياتى بأعاجيب القفزات والحركات _قبل ان نعرف انه مجرد شخصية كرتونيةوانه مجرد تمثيل _ ، والطائرة التى تحلق فى الفضاء فننادى ببلاهة على احد اقاربنا المسافر ظانين انه على متنها ، واللعبة الجديدة التى تعمل بالزمبرك ، والرحلة من الريف الى ضواحى القاهرة ، ونزول البحر للمرة الاولى ، والتطام الموج بنا للمرة الاولى 

كثير وكثير من مظاهر الدهشة التى كانت تنتابنا اطفالا ، وحينما كبرنا الفناها ، فلم يعد البحر يدهشنا ، ولا الطائرة تجذبنا كثيرا ، والفنا الاماكن بزاحمها وجمالها ايضا ، لم نعد نشعر بدهشتنا امام كل جديد فلم يعد هناك جديد فى الحياة وكل المناظر والمظاهر اصبحت مالوفة .

ولكم اخطأ الشاعر الذى ترحم على ايام الشباب ، و قدكان الأجدر به أن يترحم على أيام طفولتنا !!

وليس معنى هذا أن نرضى بهذه الحالة من الملل والسأم والبهوت والجمود ، بل علينا ان نكسر الجمود ، ونقاوم السأم ، وان نخترع نحن لانفسنا هذه الدهشة ، ولنحرص ان نغير ريتم الحياة المستقر كل حين ، فنرتاد مكانا جميلا، او نقوم برياضة جديدة ، او نقرا رواية تنقلنا من عالمنا الى عالمها ، ولنحاول ان نحافظ على روح الطفل داخلنا ، مهما شب الجسد ، أو أصابته الشيخوخة ، فالروح تستطيع أن تظل دائما بريئة طاهرة ، اذا أردناها نحن هكذا ، وجاهدنا انفسنا كى تكون، فاذا ماحاول كل منا ذلك ، واستطاع اغلبنا، لعادت للعالم كله ايضا ولو نذرا يسيرا من نفسه الطاهرة وروحه البريئة كى تستمر الحياة على هذا الكوكب المهدد بالانفجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق