سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 17 نوفمبر 2014

المقالات الاجتماعية: وطن الحيرة بقلم/ رانيا ثروت

مع أولي نسمات الحياة ولد الوطن.......
الوطن الواقع و الوطن الحلم ......
ومن هنا بدأت القصة لم يتفقا علي المشاركة ولم يعجبهما التكامل ، ظل كل منهما يحارب الآخر وكأنما موت أحدهما هو حياة الآخر . . . كلاهما تآمر علي الإنسان وربما هذا الشيء الوحيد الذي أتفقا عليه .
سلب وطن الحلم لب الإنسان وأخذ يمنيه بعالم ملئه الحب والخير والجمال ، عالم يحقق للإنسان أبسط حقوقه في السكن والعلاج والتعليم والتطور وكشف خبايا الكون والتحكم فيها ، ذهل الإنسان و حلق عقله وقلبه مع وطن الحلم . .
لم يعجب هذا وطن الواقع فكشر عن أنيابه ممسكا بقدمي الإنسان مانعاً أياه من التحليق مع الحلم ،نشب أظافره المعدنية الباردة في لحم الإنسان الحي مثبتا أياه علي الأرض ،صارخاً في وجهه يجب عليك أن تواجه مصيرك المحتوم . . أن تسجد للمال والمادة, أن تركن للفساد والحيل لتواجه ضعف قدراتك و محدودية مواردك ،الحب سخف والخير بله والجمال ليس له قيمة مادية ولا وقت لديك لتتذوقه . . مكانك معي ، لا تغتر بالطيران والتحليق فما دمت غير راض عن ذلك فمصيرك السقوط لا محالة .
بكي الإنسان من ألم التمزق ، ونعي حظه البائس و أخذ يفكر كيف يوفق بين الوطنين ليحمي نفسه من التمزق والفناء . . وليعرف إين هو وطنه الحقيقي الذي يحتويه لا الذي يفرض عليه أطروحات متناقضة و شاذة
ليخلق بذلك أول ذرة في وطن جديد . . . . . وطن الحيرة .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق