سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 19 أكتوبر 2014

ما قل و دل: حتى لا نبقى الثور الهائج في لعبة مصارعة الثيران بقلم/ الشيخ محمد الزعبى

لا تكفي قوة الإيمان ولا عمق الفكر ولا استنارة الفلسفة لصناعة التغيير. بل حتى لو وصل الإيمان حدَّ النبوة فإنه يبقى غير كاف لصناعة التغيير (يجيء النبي يوم القيامة وليس معه أحد كما في الحديث الصحيح).

هناك شروط موضوعية للتغيير لا يتحقق بدونها (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) [سورة الفتح : 23] وحتى هجرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإقامة المجتمع الإسلامي الأول ما كانت لتتحقق لولا وجود ظروف ملائمة وشروط موضوعية: منها على سبيل المثال الحرب المريرة بين الأوس والخزرج والتي جعلت مجتمع المدينة ينتظر مُخَلّصاً.

التغيير إذاً يتطلب شروطاً موضوعية ملائمة وثقافة ثورية تدرك الواقع وتعي اللحظة التاريخية. مشكلتنا الحقيقية هي فقدان الثقافة الواعية وغلبة الانفعالية ما يجعل حركتنا أشبه بحركة الثور الهائج ضد مصارع الثيران ولكن هياجه غير الواعي يجعله يسير إلى حيث يريد عدوه.

لا ينقصنا اليوم سوى ثقافة واعية عقلانية تتحكم بانفعاليتنا وإلا سيبقى مصارع الثيران يُهدر طاقاتنا في الخرقة الحمراء الفارغة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق