سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 13 سبتمبر 2014

رواية (ذكريات ما قبل الموت): الحلقة الأولى 18 ديسمبر 2010 بقلم/ مروان محمد

" الدم بينزف منى دافى و حاسس بتخدير قوى بيتسلل فى صمت و سرعة لكل جسمى, ابتديت أحس كمان بالهدوء الشديد من حوليا, رغم الدوشة العالية جدا, كأننا فى حرب, شايف أقدام بتجرى من حوليا و سامع من بعيد قوى صريخ .... حد بيرفعنى و بعدين نمت .... شكلى مت... شكلى أرتحت "

18 ديسمبر 2010

الموبايل يرن, استيقظ بعد الرنة الرابعة,الساعة السادسة و نصف صباحا, أعتدل فى فراشى ببطء و كسل شديدين, أطأ بقدمى الأرض الباردة, ابحث بعينين مغلقتين عن الشبشب, تتعلق به أصابع قدمى , أنهض فى تباطؤ متجها إلى الحمام.

“ليه دماغى بتشتغل حتى و أنا نايم, أفكار كتيرة داخلة و أكتر منها بتطلع, حالة من الهرجلة المرورية الغريبة, عشوائية غريبة قوى بتعيشها دماغى, يمكن نتيجة للوحدة المفرطة"

أغسل وجهى بالماء و الصابون, ليتبدد النعاس رغم تشنج جميع عضلات جسدى التى لم تستيقظ بعد, اتطلع إلى ملامحى المرهقة فى مرآة الحمام, اتوجه إلى صالة البيت, أبحث عن الريموت بعينى محاولا الاستعانة بذاكرتى المشوشة عن مكان الريموت, تحت الكنبة, بجوار اللاب توب, بالقرب من سخان المياه الكهربائى.

حسنا, أنه فوق التليفزيون, أتناوله, لأفتح التليفزيون, متابعا بشىء من عدم التركيز النشرة الإخبارية, المذيعة بوجه بلاستيكى تسرد مجموعة من الأخبار العالمية و العربية, اتحرك من مكانى للغسيل المنشور و اتناول قميص جاف متجها إلى المكواة.

" و فى تونس, محاولة انتحار أقدم عليها بائع متجول احتجاجا على مصادرة الشرطة لعربته التي يستخدمها لبيع الخضر والفواكه في مدينة سيدي بوزيد التونسية"

لماذا تطاردنى الأخبار الكئيبة دائما؟,

" وقام البائع المتجول الذى يدعى محمد بوعزيزي وهو شاب يعمل بائعا متجولا بإحراق نفسه احتجاجا, مما أسفر عن أصابته بحروق يعالج منها في المستشفى قرب العاصمة تونس,"

أفرد ياقة القميص لأمرر المكواة فوقها و أتأملها لثوان ثم أعيد كيها مرة أخرى

"و قال سالم بوعزيزي شقيق المصاب أثر زيارته له في مستشفى الأصابات والحروق البليغة في منطقة بن عروس في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس "إن أخاه لا يزال على قيد الحياة"

انتهى من كى القميص, ارتديه على عجل بعد الرنة المبتورة لسائق باص المدرسة, أتجه إلى غرفة النوم بسرعة مرتديا بنطالى و حذائى, ألملم اللاب توب و ملحقاته فى الحقيبة المخصصة له.

"لكن وضعه الصحي لا يزال حرجا وهو يرقد في العناية المركزة", مضيفاً أن "جسمه تفاعل ايجابيا مع عملية نقل الدم ما اعتبره الاطباء ......"

أغلق التليفزيون, ملتقطا مفاتيح الشقة, أغادر مسرعا و بيد عجولة أغلق باب الشقة, أكاد أثب على درجات السلم حتى أصل إلى مدخل العمارة, استنشق هواء يوم باكر, هواء لايزال نقيا سيتلوث بعد بضعة دقائق بعوادم سيارات القاهرة.

أسرع الخطى فى الشارع المؤدى إلى الشارع الرئيسى حيث ينتظرنى باص المدرسة, أعرج على المحل لاشترى علبة نسكافية ثلاثة فى واحد جديدة بعد أن أجهزت على علبة الأسبوع الماضى, ثم أسرع الخطى إلى الشارع الرئيسى حيث يقف عم أحمد فى انتظارى يدخن سيجارته, يبتسم و هو يرانى أهرول و يشير لى أن أسير بهدوء, أتباطىء مبتسما له فى امتنان بعد أن توقفت عنده قائلا:

- أزيك يا عم أحمد, معلش أتاخرت عليك النهاردة.

- و لا يهمك يا أستاذ حسام.

- أنا حركب بقى.

يبتسم مرة أخرى و هو يكمل سيجارته بدون اكتراث لقولى, أغادر مسرعا إلى باص المدرسة, يتبعنى بعد ثوان, يتحرك الباص و انا أسلم رأسى إلى ظهر مقعدى لأغط فى نوم سريع قبل أن نصل إلى المدرسة.

*****

أشعر بألام تنتشر فى كل أنحاء جسدى, اليوم بدا طويلا جدا و مثقل بالأعمال و ربما لهذا السبب مر أسرع مما أتصور , غادرت مبنى الإدارة متجها إلى حافة رصيف المبنى فى انتظار باص المدرسة و الباصات تتحرك من الساحة الخلفية للمدرسة متجهة إلى بوابة المدرسة و قد تجمع عدد من المدرسين فى الجهة الأمامية منتظرين مثلى الباصات, اقتربت منى بسمة, التى استقبلتنى بوجه واجم و يحمل الكثير من الأرهاق.

- أزيك يا بسمة. 

- أزيك يا حسام. 

- مالك يا بنتى؟

- مفيش.

- لا بجد و الله, أنت مش فى المود و لا إيه. 

تطلعت إلى وجهى كأنها تبحث عن شىء غريب فى ملامحى ثم أدارت بصرها باتجاه الباصات المتراصة على مرمى البصر فى الساحة الخلفية للمدرسة و الطلاب يتجهون كأسراب نمل فوضوى باتجاه الباصات و هى تقول ببطء و صوت خفيض:

- يعنى, مضايقة شوية.

- طيب ما تقوليلى .

نظرت لى مرة أخرى لثانية ثم قالت:

- خبر كده جه فى التليفزيون إمبارح جاب لى اكتئاب من أمبارح لحد النهاردة الصبح و خاصة بعد ما اتعاد فى نشرات الصبح.

- إيه الخبر ده؟, خير.

- واحد تونسى غلبان حرق نفسه امبارح بعد البوليس هناك ما صادر عربيته و بهدله. 

- أيوه ... أيوه, شوفته فى التليفزيون النهاردة الصبح.

ركزت بصرها على وجهى و قد بدا عليها شىء من الحماس و الكثير من الاهتمام و هى تسألنى:

- و إيه رأيك؟

- اللى عمله ده حرام طبعا, هو فيه مسلم ينتحر برضه, مات كافر طبعا. 

بدى أن إجابتى أحبطتها كثيرا و لم تكن تتوقعها و انقلبت ملامحها إلى شىء من الضيق و هى ترد بأسلوب هجومى:

- ده بس اللى لفت نظرك فى اللى عمله. 

- إيه اللى ممكن يلفت نظرى غير كده, هو أى حد يا بسمة يتعرض لموقف صعب يطلع يجرى يولع فى نفسه, مش منطق يعنى.

كأن كلماتى تزيد من غضبها و استعدادها الهجومى فملامحها لم تعد وحدها المتحفزة و لكن أيضا كل عضلات جسدها و انتصاب قامتها المفاجىء و هى ترد:

- لا, كان لازم يلفت نظرك مثلا أنه ممكن يكون عائل الأسرة الوحيد و أن العربية بتاعت الخضار اللى اخدوها منه و رفضوا يرجعوها ليه هى مصدر رزقه الوحيد و لأنه إنسان بسيط عايش حياة ضنك أنت عمرك ما عشتها و لو كنت عشتها و مريت باللى مر بيه كنت أكيد عملت زيه .

ضحكت و أنا أتابع كلماتها السريعة العصبية و لما انتهت بادرت قائلا:

- مالك بتدافعى عنه قوى كده زى ما يكون أخوك و أنا مش واخد بالى. 

وضعت يدها على جبهتها و هى توارى عينيها و تبتسم ابتسامة باهتة, تعبر عن شعورها بالسخافة و الخجل و قالت: 

- معلش أصلى مضغوطة شوية و أنت بصراحة نرفزتنى, مكنتش متوقعة منك الرد ده. 

- مهو انتحر يا بسمة إيه المفروض يكون ردى أقول و الله عنده حق المفروض كل واحد مضايق من حياته أو حد خنق عليه يطلع يجرى يولع فى نفسه و يرتاح. 

رفعت يدها اليمنى لتنهى النقاش و تبتسم إبتسامة تعنى أنه لا فائدة من الحوار و قد توقف الباص أمامها فصعدت درجتى باب الباص المفتوح و هى تقول بصوت ضاع مع محركه الذى أزداد علوا و هو يتحرك:

- أشوفك بكره. 

- أن شاء الله .

لماذا شعرت بالإحباط؟!, لأنى أهتم لأمرها كثيرا و لكنى مترددا بين التصريح و الإبقاء على الأمر سرا, لست من المؤمنين بالحب العذرى و لكنه الخوف من المسئولية و الألتزام, لأن التعبير عن مثل هذه المشاعر ليس المشكلة و لكن النتائج المترتبة على هذا التصريح هى أصل المشكلة, هى ألتزام, هى مسئولية, هى تضيق إلى الحد الأقصى لكل أشكال الحرية التى يعتز بها الشاب كثيرا.

تحرك الباص و من ثم تبعه الباص الخاص بى, ارتقيت درجتى السلم مهموما أفكر فى كلامها و فى ذلك التونسى الشقى السبب فى توتر الأجواء بيننا, و لماذا توليه هذا القدر من الاهتمام؟, هل هى المشاعر الرقيقة و المرهفة للنساء عموما أم هو هم إنسانى؟, بمجرد أن أسندت ظهرى إلى مقعدى تسلل النوم بسرعة محببة إلى عينى و بدأت استشعر الانسداد التدريجى فى أذنى حتى غابت كل الأصوات و حل محلها ظلام ثقيل, هى فترة قصيرة التى مرت حتى أتانى صوت المشرفة و هى توقظنى :

- أصحى يا أستاذ حسام, عشان تنزل.

نهضت كالعادة و أنا أشعر بثقل فى جفنى و بتشنج بسيط فى عضلات جسمى و بالأخص فخذيا, تناولت حقيبتى و غادرت الباص ملقيا السلام على من فيه, تحرك الباص من خلفى و من بعد التكييف اللذيذ استقبلت حرارة الجو التى بدت فى القاهرة متطابقة إلى حد كبير مع الجو الخليجى شديد الحرارة.

قطعت طريق الذاكر حسين متجها إلى كشك السجائر لابتاع علبة سجائر أل أم بيضاء و زجاجة شويبس شعير, سلكت الطريق المؤدى إلى بيتى بخطى بطيئة و أنا أشعر بخمول شديد و رغبة عارمة فى النوم سرعان ما ستتبدد عندما أدخل من باب الشقة, التقط الموبايل بعد الرنة الثانية و أنظر إلى شاشته.

- أيوه با بسمة, عاملة إيه؟ 

- إيه أخبارك؟

- ناوية تعتذرى. 

ضحكت و هى ترد على بلهجة حادة و ضاحكة:

- اعتذر إيه ؟

- أمال.

- أنا كنت عايزة أسالك هو فيه سى ديهات فى المدرسة عشان عايزة أنزل صور العيال من على الموبايل بتاعت الرحلة على السى دى. 

- آه فيه. 

- طيب أنا كنت بتصل عشان كده.

- و أنا قبلت اعتذارك. 

- على فكرة أنت بايخ. 

تعالى صوت ضحكى فى حين اضافت بكلمات سريعة:

- أنت أصلك مستفز فى الكلام. 

- يا سيتى حقك على.

فترة صمت قصيرة, أعرفها جيدا, فترة رسائل غير مسموعة تتأرجح على خيط رفيع بينى و بينها, قطعت الصمت بقولها :

- أنت وصلت البيت.

- قربت .

- حتتغدى إيه ؟ 

- حطلب دليفيرى. 

- يا سيدى. 

- سيدى أيه و بتاع أيه ده حتى أكل الدليفرى ده يسم البدن أساسا. 

- بكره تتجوز و تلاقى اللى تطبخ لك. 

- شدى حيلك. 

- أنا أتجوزك أنت, ليه خلاص؟!

أضحك مرة أخرى و أنا أقول:

- عامة أكلك وحش و شكلى حطلب دليفرى. 

- و الله بتحلم, متنساش السى دى بكره.

- ماشى.

- سلام. 

- سلام. 

أعيد الموبايل إلى جيبى و سعادة لذيذة تتسلل إلى عروقى فتنعشها من بعد خمول, أقف أمام باب الشقة, أدير المفتاح , أدخل مستقبلا حر الشقة, أتجه إلى المروحة الأرضية و أشغلها, أخلع ملابسى مسربا معه كل الحر المكبوت تحت ملابسى و أتناول ملابس خفيفة, فساعة العصرية هى ذروة الحر رغم أننا فى ديسمبر و لكن يبدو أن جو القاهرة يأبى أن يعترف بذلك.

أشغل التليفزيون متابعا أياه ثم أتجه إلى المائدة لأضع اللاب تول و أجلس على المقعد متابعا مذيعا بلاستيكيا يستعرض الأخبار الرياضية " و أما فى تونس فاليوم استعاد الترجي حامل اللقب نغمة الفوز بتغلبه على ضيفه مستقبل المرسى المتعثر بهدفين مقابل هدف واحد في افتتاح منافسات الجولة الثانية عشر للدوري التونسي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

"وافتتح المهاجم الصاعد محمد علي بن حمودة التسجيل للترجي من تسديدة من عند حافة منطقة الجزاء في الدقيقة 57 و صنع الهدف الثاني للاعب الوسط الكاميروني روجيه تواندوبا قبل دقيقتين من نهاية اللقاء, وقلص مستقبل المرسى الفارق عبر مهاجمه أيمن اللطيفي من ركلة جزاء في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني....."

اختتم المذيع جولته الرياضية بابتسامة عريضة و شكرته مذيعة النشرة الأخبارية و توجهت إلى الكاميرا بوجهها البلاستيكى قائلة: "و أيضا فى الشأن التونسى اليوم خرج اليوم مئات من الأهالي الغاضبين إلى الشوارع للاحتجاج على تعرض أحد بائعي الخضر والغلال من خريجي الجامعات للضرب على يد أحد عناصر شرطة البلدية الأمر الذي دفع البائع إلى إحراق نفسه أمام مقر المحافظة وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن محمد بوعزيزي سكب على جسده البنزين وأضرم في نفسه النار أمام مقر المحافظة احتجاجا على منعه من مقابله المحافظ لتقديم شكوى ضد شرطي بلدي قام بضربه بعد أن منعه الشاب من مصادرة الخضر والغلال التي كان يبيعها بدون ترخيص.

ونقل الشاب الذي أصيب بحروق بليغة إلى مستشفى سيدي بوزيد ومنه إلى مستشفى مدينة صفاقس وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مئات من الأهالي الغاضبين يتظاهرون أمام مقر ولاية سيدي بوزيد مرددين النشيد الوطني التونسي فيما ذكر شهود عيان أن باعة خضر وغلال متجولين رشقوا مقر الولاية بالغلال والخضر التي كانت بحوزتهم إثر إقدام زميلهم على حرق نفسه."

استحوذ الخبر على اهتمامى الكامل و أنا أشاهد مقطع الفيديو الذى يعرض لمئات من التونسين و هم يتظاهرون أمام مبنى حكومى, الكاميرا مهزوزة فى يد من يصور و الصورة تبدو باهتة الرؤية, يستبدل الفيديو بصورة المذيعة و هى تقول: و لقد وردت أنباء عن وقوع اشتباكات بين قوات الشرطة و المتظاهرين اليوم و لم تردنا أنباء عن سقوط ضحايا أو جرحى و نعرض الأن مقطع من فيديو موجود على شبكات التواصل الاجتماعى للشاب بو عزيزى و هو يحرق نفسه و نحيط السادة المشاهدين علما بأن مقطع الفيديو يحتوى على مشاهد قد تكون مؤثرة"

انتفضت انتفاضة خفيفة و أنا أشاهد مقطع الفيديو لذلك الشاب التونسى و هو يجرى بجنون و ألسنة النيران تلتهم جسده فى وحشية شديدة و تكاد تلك الألسنة تخفى جسده كله, عادت الصورة لتبث المذيعة مرة أخرى و هى ترفع حاجبيها ثم تقول فى جمودها البلاستيكى: "و على صعيد آخر كست كميات كثيفة من الثلوج المتساقطة على عين دراهم شمالي العاصمة تونس الطرقات وأسطح المنازل وأغصان الأشجار بغطاء من البياض الناصع لتتحول المدينة الى لوحة جميلة تعجز ريشة أمهر الرسامين على محاكاتها وتساقطت طيلة الأسبوع كميات كثيفة من الثلوج على عدة مدن بشمال البلاد مثل الكاف وباجة وجندوبة وساقية سيدي يوسف وطويرف وبلغ سمك الجليد في بعض المناطق 40 سنتيمترا وطوق المدينة بياض ناصع بينما كانت أغصان الأشجار تتمايل مثقلة بالثلوج"

رن الموبايل, نظرت إليه و أطلت النظر حتى التقطه و أجبت بصوت متحشرج:

- أيوه يا بسمة 

- شوفت أخبار تونس, الناس مولعة هناك فى مدينة اسمها سيدى أبوزيد اللى فيها الشاب اللى حرق نفسه و اشتبكوا مع الشرطة.

- آه. 

- شكلها حتولع. 

- معتقدش .

- ليه يا فقرى ؟

- يعنى حتيجى أكتر من اللى حصل عندنا فى شبه حرب ما بين الشرطة و أهالى المحلة الكبرى و لا ناسية و انتهت على إيه فى النهاية ؟

- بجد أنت بتحبطنى دايما. 

أحاول بشتى الطرق أن أصرف عن عقلى صورة ذلك الشاب و هو يحترق و قد أصابنى بألم فى معدتى, فقلت لها ممازحا فى محاولة للخروج من هذه الحالة :

- بقولك إيه ما تيجى نروح تونس.

- إيه ناويت تشارك معاهم.

- لا, بيقولوا التلج مغرق العاصمة هناك و شكلها حلو قوى, إيه رأيك ؟

- و الله أنت فايق و رايق, سلام.

- سلام.

وضعت الهاتف على المائدة ببطء و تناولت ريموت الكنترول و اغلقت التلفزيون, انهض من مكانى فى تثاقل و ألم معدتى يزداد متجها إلى الفراش لأغط فى نوم هادىء, بعيدا عن ألسنة النار الوحشية التى ألتهمت جسد هذا البائس

******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق