سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 28 أغسطس 2014

قصة قصيرة : قصة الايام التي لن تعود بقلم/ فاطمة عيساوى

في مكان قريب سمعت اناتها وهي تطلب النجدة كانت تصرخ من جوف الصمت ومن اعماق الهزيمة النجدة هل من احد!هل من مجيب بقيت هناك ممددة وعجزت قدماها عن حملها لقد فقدت الكثير بل فقدت كل شيء ولعل خسارتها لاعز شيء اغناها عن التفكير في البقية 

كان يقولها لها بالامس وبكل ثقة يوما ما ستموتين لكن ليس قبلي كما ارجو لانني لا اتخيل فجرا دون عينيك. العينان المتوهجتان حبا وعطفاوحنانا العينان اللتان تنسياني اعدائي المتربصين لي في الزقاق المظلم واللتان بعثت منهما محبة اقوى من محبتي فضحكت بهما في نور الشمس وجعلتني استطعم خلود السعادة وسرمديتها كان يقول ذلك وهو عائدالى وحدته في الشرطة كان يعلم انه لابد له من مواجهة مصير كثير من زملائه..وكانت تودعه كل يوم وكانها تغمره باخر الدعوات وترمقه باجمل النظرات وكانها تود ان تسلبه الرغبة في الرحيل نحو ايام حالكة حيث لا امن ولا امان

لاول مرة يتذكر حين اعترف لها بحبه. لوحدهما ...احبك..ردت ..وانا ايضا...كانت تحجل من قولها له رغم ان قلبها يرقص فرحا من طرب ايقاعها..احمر وجهها خجلا لكنها ارادت ان ترد وتنطقها

لقد ركب السيارة ادار المحرك...لكنها اخذت تركض بسرعة خلف السيارة..سعيد..سعيد توقف ترجل من السيارة عد ارجوك اوقف المحرك نزل من السيارة...وبخطوات متسارعة نحوها مادا هناك!هل نسيت شيئا...فقط اريد ان اقول وانا ايضا احبك...كم انت مجنونة ...احبك...ويضمها ويرحل في سيارته والبسمة لا تغادره ..لم اكن اتصور انها تود قول ذلك ..انها مثلي حقا مجنونة بحبي 

كان احد الارهابيين قابعا في ذاك البعيد وكان يرمق الزوجين المتحابين بعيون حاقدة متطلعة للنيل منهما....الشرطي الذي لطالما افسد مخططاتهم والزوجة التي هي نقطته الضعيفة التي لابد وان الفتك بها انتقام مناسب وجدير بان يحصل وقريبا

كانت نهاية اسبوع جميلة حقا...فشوق سعيدلزوجته بات واضحا..فاي واحد من زملائه لا يقولها:ما اسعدك يا سعيد!لديك زوجة تستحقها اكثر مما هي تستحقك ترى هل سيكتب لزواجكما ان يعمر طويلا! كن حذرا في الطريق لقد نال الارهابيون من الكثيرين..ونحن لا نود خسارتك..

لا تقلق حتما الاعمار بيد الله...لن اموت ناقص عمر يكفيني ان تعيش هي...وداعا

ادار المحرك..لقد تعطلت السيارة ففضل سعيد الذهاب على قدميه ولعل تاخره ازعج زوجته كثيرا..كان يسير بهدوء..يراقب الناس والجو والسماء ويفكر في لباسها والغداء الذي حضرته والتبرج الذي ستستقبله به....تخيلها كالمهرج فضحك كثيرا حتى لفت انتباه المارين ...ربما عليها الا تضع شيئا على وجهها فهي جميلة...ببساطتها هي اكثر من جميلة

حينما اقترب من الزقاق فوجيءباعيرة نارية هنا وهناك ولم يسعفه الوقت لادراك مصدرها لان رصاصة اخترقت صدره لم ترديه..راها من البعيد وسمع اناتها..فادرك كم تالمت..كانوا انذالا معها اخذ يحبو عله يصل اليها وكانت الدماء تغمره...يا حبيبة الروح..يا انس انفاسي ونفسي..اسمعيني صوتك..خسئتم ايها الانذال..يا اوغاد 

كان سعيد في لحظاته الاخيرة..امسك يدها الن تقوليها...احبك...وانا ايضا

رصاصات اخرى تسكت الحبيبين

مات العاشقان وها قد ولى الليل..كانا سيموتان عاشقين في كل الاحوال..وها قداتى الفجر متوكئا على التل انه حب سرمدي ينطلق في الفضاء وحتما سيضل ابديا 

.الاستاذة فاطمة عيساوي _من المجموعة القصصية الرحيل الذي هناك_

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق