(أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً)
(القرآن الكريم)
ألم أعهد لك
أيها الظل
أن تواري وجهك
عن خرير الأنوار
وتمد أصلابك
على أديم الظلال
لكي لا تلسعك
أصقاع اللهيب
وأوجاع الحريق
أيها الظل
اغرس هالتك
خلف شقشقة المياه
وانهل من منابيع
ثرى شلالاتك
أيها الظل لا ظل
إلا ظلال محرابك
تواكب فيه
صلوات العروج
وأسفار النزوح
إلى مَكَّاتِ النفوس
وإحياء الرموس
أنت ظل صغير
على هذا الثرى
كباقي الظلال
فلا تتطاول
حتما سيغيب شبحك
يوم يأتي فناؤك
لاتحاول مراوغة الموت
فهو يرقد بين أنفاسك
أينما سرت وارتحلت
يساكن الموت
طقطقات خطواتك
يداعب ذرات الرمال
التي تتمدد فوقها
أصلابها
ألم تر أيها الظل
أنك أعمى
ولولا عيون الشمس
مادل على وجودك
دليل
وماكنت سطرا
منحوتا على الثرى
تواكب البقاء
وقبل أن يرتد طرف
الشمس إلى غمدها
ينقبض طولك أيها الظل
وتنساب مع الفراغ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق