سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الجمعة، 11 يوليو 2014

مقالات سياسية: نحو الجديد بالرداء الأبيض بقلم/ مصطفى المأمور

إذا فقد بلغ الإنقلاب غايته في منصب الرئاسة بعدما أقر دستوره و تبقى مجلس الشعب كي تكتمل أركانه , و برغم أن الإنقلاب يغرد وحده و الثورة وحدها إلا أن هناك بوادر مواجهة من الممكن أن يقترب وقتها أو يطول أمدها لكنها آتية لا محالة و على الثورة و الثوار التنوع و الإبتكار بشكل سلمي و تستفيد مما سبق من معطيات فعلى الجانب الآخر و قد استخدم أدواته الكلاسيكية و التقليدية و هي القمع و القتل و المعتقلات و على النقيض تتمسك الثورة بسلميتها و عليها بالطبع ذلك و لكن السلمية بحد ذاتها تحتاج إلى فكر و عناصر و قضبان لتسير نحو غايتها بثبات و
بصيرة و خاصة أن استمرار كذب و تضليل الإعلام الإنقلابي كان بمثابة السهم الذي ارتد إلى صدورهم جميعا حيث استشعر المواطن المصري ذلك بفطرته النقية و بدأ يراجع مواقفه و قد تجلى ذلك المشهد في إنتخابات الرئاسة و التي جاءت صفعة مدوية لتنذر الإنقلاب و ذويه بالضوء الأحمر بأن هناك بالأفق شيئ ما لا يستطيع أحد تصوره بشكل ثابت و ما يجعل خسارة الإنقلاب مؤكدة هو نفاذ أوراقه و قد قدم كل ما لديه من فكر عقيم و الذي استشعره المواطن المصري الفطن و تبقى كلمة الثورة الثاقبة و التي تمتلك الكثير من الأدوات لطالما لديها الحق الثري بعناصره و حجته و برهانه و أن تبتعد كل البعد عن فكرة العنف و المواجهات الدامية و التي هي في صالح الجانب الآخر فكلما كان العنف كان نمو المادة المقدمة على طبق من ذهب لهم كي ينتهزوه و يستغلوه في الترويج و التبرير لمزيد من القتل و الإعتقالات و مخاطبة الغرب بفوبيا الإرهاب و كذلك المواطنين بالداخل فتهوى القضية و تتلاشى رويدا رويدا و ينتهوا رجال الثورة واحد يلي الآخر .. و قد لجأ نيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا إلى أسلوب غريب لكنه كان الأذكى بين الثورات و شتى المقاومات إذ فرض على الحكم العنصري طريقة لا يستطيع فك رموزها أو يتعامل معها فقد جعل رجاله يتلقون الضربات و الركلات بالقدم دون رد أو مقاومة و إن انبطحوا أرضا و كانت تلك الطريقة مفيدة لمخاطبة دول العالم الحر و أنا لا أفرض ذلك حلا أكثر منه مثال للفكرة و الإبتكار فما يصلح بدول أخرى لا يصلح بمصر و ما يصلح بمصر لا يصلح بدول أخرى حسب الحالة و المناخ و في مصر الآن و قد استمرت المظاهرات السلمية على وتيرة واحدة و هي السير و رفع شعار رابعة إشارة إلى المذبحة التي حدثت على أيدي الإنقلاب فأصبحت طريقة تقليدية تنال منها الشرطة فيسقط في كل مظاهرة قتلى و جرحى فيقدمهم الإعلام على أنهم إرهابيين فيتلقى الخبر المواطن البسيط بمصداقية ثابتة بالإضافة إلى تقديم المظاهرة و فعالياتها إلى المواطن على أنها خاصة بجماعة الأخوان المسلمين فقط ليس إلا و هذا خطأ شاسع و على الثورة إقناع المواطن بشكل أو بآخر أنها ليست من قبل الأخوان فحسب بل هي تنبع من كل جنبات المجتمع المصري و من هنا تأتي فكرة التنوع و الثراء و عليها التروي و تأجيل شعار رابعة إلى حين .. ! .. و عودة شعارات الثورة الأم 25 يناير عيش حرية عدالة إجتماعية و كذلك المناداة بسقوط الدولة العميقة و كذلك حكم العسكر و كذلك النداء بالديمقراطية .. إن كل كل قطرة قد نزفها كل شهيد من شهداء رابعة قادرة على صنع أطنان من العطور لمريدي الحرية في العالم بأسره لكن علينا أخذ الحالة على أنها مرحلة من مراحل الثورة و ليست كلها كي نستطيع النظر إلى الأمام و نمرر الفرصة على الإنقلاب الغاشم بالمناداة بالقصاص فقط ليس إلا .. ! .. إذا علينا مخاطبة العالم بأن الثورة لا تنحصر في إرادة القصاص فحسب بل شاملة بإرادة الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان فمطالب الثورة لم تتحقق بعد بل تم التحايل عليها بالزيف و التضليل أما الإبتكارات فهي متاحة للجميع شريطة السلمية و نداؤنا نداء حق فيجب عليه أن يرتدي دائما ثوبه الأبيض .. و الله الموفق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق