سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 5 مايو 2014

قصة قصيرة: العصر بقلم/ عبادة عشيبة

من مجموعة المتاريس

ارتأ أنه لا مفر من اللجوء إلى السرير فهو الملاذ في مثل هذه
الحالات المرضية العارضة ، داخله التف بفراش ثقيل غير عابيء بسطوع الشمس .
استشعر استكانة في أواصر جسده الناشر تدب أذاقته طعم الراحة وأرته بشائر الشفاء فكان كل شيء في مخيلته على ما يرام ، أغمض عينيه ، تثاءب مستبشراً بنعاس .
على غير رغبته نفاه بحلقة عين وحركة يد خاطفة تبحث عن برغوت ملعون يتدحرج فوق خده وفي طريقه الآن إلى داخل أذنه محدثاً هذا الصخب القبيح القذر المزعج ، قبضت يده عليه وبغيظ مغلظ مسحت وجوده .
تحت الفراش بان كل شيء هادئاً ساكناً ( ما أحلاه النوم وقت التعب ) غير أن ذلك ساعد على بيان حركة لبرغوتين تحت جنبه مزعجة أفسد عليه وقع أرجلهما المتقافزة جمال راحة بعثها نعاس حلَّ لتوهـ ، بأبأ : ( بئس الفعل ظهورها في الخفاء ) .
على مضض هرش جنبه بالمرتبة ولا تعلم إن كانت البراغيت تعرف أن ذلك سيحدث فهبت فارة إلى مسطح ظهره تتنطت ، تزحف ، تعض ، أم أن أفواجاً أخرى استيقظت معلنة التوغل تحدياً في عداء لا واجب ؟!!!.
أمام هذا التعنت المتسلط لملم قواه ، في ضجر انسلخ من تحت الفراش المقلق تاركاً السرير وإثر التفاتة لا ارادية أسند ظهره للحائط الأسمنتي الحرش ودعكه دعكة أوهمته الخلاص ، تمتم مبتسماً : ( ما أجمله انتصار على أعداء الحياة المريحة ) .
شيء لا يُطاق ولا يُتَصورُ أن يُتَخَذَ من الجسد مرتعاً ونزهة لمثل هذه المخلوقات المشينة الهشة ، أناقص هو جيوش تزحف غازية وقت أن نام تظن أنه لا يحسها مقززة للنفس ومتعتعة للراحة ؟!!!
مع تزايدها مكفهراً اضطر إلى مغادرة الحجرة كلية ، متحاملاً ملأ الأجواء حركة دءوب ، ولما لم يظهر له أية تحرشات عدوانية جديدة أيقن أن المقاومة في استيقاظه وأنه لا داعي أبداً إلى مساندة جدارا حتى لو أسمنتي وحرش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق