سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 5 مايو 2014

قصة قصيرة: الإنفجـــــــــــار بقلم/ عبادة عشيبة

من مجموعة الثعلب فات

أتذكر وقتها أنني كنت أصلي ، الظهر لا أدري ، العصر لا أدري ، كل ما أدريه أنني عندما دخلت المسجد كان الجو نهاراً ، نعم كانت السماء مشرقة ، مطبوعة بلونها الذي انطبع عليها .
ولما انتهيت وخرجت من المسجد اصطدمت بريح ( غربية ) عاتية أحدثت ضجيجاً يملأ الأرجاء ، وناس ، كل الناس على أشكالها وألوانها تهرول ، تكر وتفر هلعة .
ولم أعرف أين ذهبت الشمس ؟!!! ، فقد راح الجو عتمة ، عتمة وضعتني في عالم غيبي ، مظلم ، قاتم، أرضه صلبة ملغمة وسماؤه مغبرة .
وتحرك الكل راجف القلب ..
أجل : حتى أمي كانت تلبس لباسها الأسود جزعة وبجانبها ابني مرعوباً متخبطاً وسط الزحام .
أذكر أن أمي بحثت بعد عن ابني طويلاً فلم تجده ، وراحت تتمتم وكأنها تريد أن
تصرخ : كان بجانبي ..؟!!! ، ولعلها صرخت وزعقت ، ثم سمعتها تولول : أين ذهب ابنك ؟!!!
وأنا في مكان ضيق أكر وأفر كما الكل ما بين الكوبري وباب المسجد ، ولا أنا بالذي استطاع أن يدخل المسجد ، ولا أنا بالذي استطاع أن يتوقف ، ولا أنا بالذي استطاع أن يعطي لأمه أي اهتمام ، نعم لم أعر لتبرمها وأنينها أدنى تكلف .
كانت أمي شبه نصفين ، نصف يبحث عن ابني شاكياً باكياً ، ونصف مرعوباً كما الكل يحدق في المنظر المفزع البشع الذي هو أشد داهية من كل النوائب ، كان القمر يتدحرج ببطء ملحوظ من السماء إلى الأرض ، وكلما هبط كلما بهت ضوؤه حتى سقط فوق الكوبري مطفياً ومعه دوت فرقة متصلة ما بين الأرض والسماء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق