سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 16 أبريل 2014

قصة قصيرة: ماسـح الأحذية بقلم/ هاجر بوعبيد‎


كلمات العاشقات قصائدهن المنثورة تحت قدميك لتنتفخ و تنتفخ و بعدها يركبنك و يطرن .
عبارة تصدرت مجلة الرجل لتصبح محور أحاديث الرجال في العالم العربي،
كانت المجلة تحتفي بالعبارة و تتباهى بها، في كل يوم جديد تقلص ما يدور على الأرض فيصبح هشا لا قيمة له أمام العبارة العظيمة و الخطيرة التي تتطلب مجهودا جبارا في فك لغزها، إنه حقا لغز من رجل ثري، أو ربما نصيحة يقدمها للرجال أجمعين بعد ما فقد كل ثروته في البورصة .
هزت العبارة رجلا بسيطا كان تحت الأرجل المتدلية
من أعلى الكراسي في مقهى الراحة .
أقدام طاولة و ثمانية أرجل، كان بانتظام خاص ينتقل من واحدة إلى أخرى دون ازعاج أو حركة غير اعتيادية فالكل منشغل بالموضوع حتى هو،
!قال له أحدهم هل نمت أيها الأحمق، تحرك
انتقل بسرعة إلى الحذاء الموالي وهو يستمع إلى الحديث بإنصات تام .
كانوا أربعة رجال واحد يرتدي حذاء بنيا داكنا و أنيقا، و الثاني كان حذاؤه أسودا عاديا، و الثالث كان حذاؤه بنيا فاتحا من الطراز الرفيع، و الرابع كان حذاؤه أسودا داكنا من الجلد الغالي، كان لحظتها يتناول الأحذية بلا قيمة مطلقة
عكس ما كان معتادا في نفسه لأنه كان يكتشف شخصية الرجال من أحذيتهم.
يومها كان الأمر بالنسبة له مختلفا فقد كان مشغولا بالحوار الذي كان يدور بين الأحذية ..
قال الحذاء الأسود العادي :
هل تعتقد يا صديقي ان زوجتي تحبني فقط لمصلحة ما ؟؟
وأنها تهيم بي حبا فقد لإشباع رغباتها أيا كانت ؟؟
رد الحذاء البني الفاتح :
وهل تقصد أن ما قاله ذاك الثري حقيقة إنها فقط خرافات المجلات إن النساء يحببن الرجال وهم خلقوا لنا وليس لأغراضهم يا صديقي ...
تدخل الحذاء الأسود الغالي :
ربما صحيح، فالعاشقات يحببن الأحذية الغالية وما دمت غاليا لن يطرن
بل باستطاعتك أنت أن تطيرهن يا عزيزي ..
رد الحذاء الأسود العادي :

تزوج إذن وجرب الأمر،
أو انتظر خسارتك لتبت لنا صحة العبارة من عدمها ؟؟
رد الحذاء البني الداكن :
أنا أريد أن أفهم شيئا واحد هل نحن من نتحكم فيهن أم هن ؟
نستطيع أن نخدع النساء جميعهن ..
لكن لا بد لنا أن نسقط في فخ واحدة منهن .
استغرب الرجل من كم هذه المناقشات التي لم تنتهي بانتهاء عمله،
مر من جميع أحذية المقهى التي تعرض نفسها للنظافة والغرور، من طاولة إلى أخرى ، و لم ينته الحوار، فقضية النساء أمر شائك والموضوع لا بد له من حل في أقرب نسيان .
حمل الرجل عدته ووقف أمام باب المقهى رافعا رأسه كالنعامة
وحمد الله على أنه ماسح للأحذية و ليس حذاء .

بتاريخ : 8 .02. 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق