سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 27 مارس 2014

شعر: عامية - فصحى: على وشك بقلم/ علاء الدين حسو

على وشك 
أخيراً ..
الثواني، الدقائق، الساعات . 
الأيام، الأسابيع ، الأشهر.
السنوات . 
كلّها لم تعد تهم .
المهم أنك على وشك العودة .
البرد، الجوع ، القهر؟
التحرش، السفك، التفرس.
وحوش هربت وإن خلفت كالجدري آثارها .
لقد ولت.. لحظة سماعي ..
أنك على وشك العودة.
***
سأحلق الحشائش التي تطفلت على جسدي ونهشت من ثماره ،
وأعدو نحو المقبرة عارية .
وأقول للموتى ، انتبهوا 
مزقت ثيابي المفروضة علي،
لا داعي بعد اليوم زيارتكم بثياب قلتم هي تناسبي ولا نقبل بك دونها .
ألا ترون النساء عاريات وان كنا كاسيات ؟.
فلا داعي للستر بعد اليوم .. 
***
سأطوف بالصرح الكبير ، وأقول للأغا :
أسمع وانظر . 
رحلت ولم يرحل .
غبت ولم يغب .
فني جسدك وجسده عاد .. 
***
سأوفي بالنذر الذي قطعته على نفسي .
سأطوف حول كلّ قبر نهشني سبع مرات.
وكلّ قبر جوعني سبع مرات،
وكل قبر سفكني سبع مرات .
وسأصرخ :
كلكم متم والحبيب على وشك العودة .
حبيبي الذي نذرت له جسدي . 
ثم أدخل القرية ، وأقول لهم .
كنت عند آبائكم وأجدادكم ، 
عند من مزقني وفرقني عن حبيبي .
بأني لست أرملة،
ولست مطية كل من يرغب بحلبي
بحجة يريد بركاتي
وحين تدخل علي 
سأزف لك النبأ ،
نبأ بأن روحي لم تدنس . 
وشفتي لم تمس.
أما فرجي فلم يكن ملك لي .
***
تذرع كاهن القرية حين غبت بأن القحط أصاب القرية ،
وأن لا حليب مقدس إلا حليب نهد لمسه بطل. 
وأنك البطل الذي تطوع لذبح الغول . 
الغول الذي جثم على جبل القرية ومنع عنها الماء .
وأول من تبارك بنهدي الكاهن ،
وتبعه الأغا ،
ثم أعوانه ،
فرجاله .
وضعوني في قفص ذهبي كتبوا عليه:
أرملة البطل الذي قتل الغول.
وحين رفض أخي ، أعلن الأغا بأن غولاً أكبر سيهاجمنا انتقاماً
وأنّ أخي تطوع لقتله ..
وعاد أخي ...
مُطمسَ العنين، 
مُقطّع الأذنين،
مشطور اللسان .
جفلت القرية و أعلن الكاهن بأنه سيذهب لمقابلة الغول .
وقبل أن يذهب طلب مباركتي .
وأن يغمس سيفه في غمدي
غمدي الذي حضن سيفك .
وذهب وعاد بعد أيام بشروط ،
الغول سيمنح القرية الماء مقابل متطوع من أهلي . 
وأعلن الأغا بأن حوضي مقدس ،
وهو كور لصقل السيوف ،
وكلما رغب أحد من أهلي استردادي ،
يخرج الغول 
فتنقطع المياه
فيتطوع الراغب . 
وضعت ضمن إطار خشبي
منعوا عني أهلي 
وقالوا 
بأني الاتفاق 
وان الغول سيرسل الماء 
طالما زوجة البطل حبيسة 
مات الكاهن ،
ومات الأغا،
والغول لم يمت .
كل ذلك لم يعد يهم .
المهم أنك على وشك العودة.

علاء الدين حسو 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق