منذ ولادتنا إلى كبرنا تربى معنا الحزن والخوف المخيف حتى نخرت عظام أجسادنا ثم تجمدت عاطفتنا بلباس تربية "الصبر" حتى أصبحنا خلائق بدون عاطفة تذكر...قيل عن الحب في القرن الواحد والعشرين يولد بالشفافية لكن بدون عاطفة ولا مشاعر متوهجة لأن العاطفة قد أغمي عليها وأصبحت في غرفة الإنعاش بحكم تراكمات الحزن والخوف المرير من حكم حكامنا الديكتاتوريين في الدولة وتعصب الوالدين في البيت وتلقيحنا بالكتب الصفراء في المدرسة وحكايات الأساطير وخرافات الغول والغولة في المجتمع..حزن عجائبي في الصلاة.. وحزن غرائبي في الأعياد.. وحزن مفعم بالبهرجة الفوضوية في أفراحنا وأتراحنا ...وحزن حزين في شعرنا ومسرحنا وكل فنوننا، حتى أصبحنا نتلذذ عصير الحزن الحزين والخوف المبين حتى أثناء أحلام يقظتنا أما في أغانينا حدث ولا حرج ولا شئ يرسم البسمة أو يذكر..... عشش الحزن والخوف ومازال ينهش عاطفة القلب الذي أصبح معمي "البصيرة"... في عصر العولمة وصحوة الممل والنحل والعنصرية تعطلت مكانز مات العقل وانطفأت شموع عيونه النورانية من كثرة الهم والغم المباح وطغيان الرأسمالية المتوحشة..من هذه التراكمات اكتشف الحكيم أن الكرامة للأنثى والذكر ماعت.. وشعارات القوميات ماعت... حتى المبادئ باسم الممل والنحل وفلسفة القيم وكرامة الإنسان ماعت ...والإشاعات عند مجلس الأمن أصبحت في الاتصالات المرئية والمكتوبة دعاية على نهد الجميلات سوٍقت وفي المزاد تباع.... القيم الإنسانية تلوثت و تغيرت و ضاعت.. ومدننا تذمرت بسياسة أبالسة الدكتاتوريات ثم تحطمت معالمها التاريخية و ضاعت... وحتى معيشة الفقير بالغلاء المزمن وترويج للجمعيات الخيرية باسم زكاة البرجوازية في انتخابات الصندوق باسم شبه الديمقراطية ماعت.. ثم بكثرة تكاثر البطالة قلوب وعقول الشباب ضاقت لحد الاختناق،
فمنهم من انتحر بسموم المخدرات أو أكلته حيتان البحر ومنهم من اعتزل ومنهم من أصابه الصرع ومنهم من لبس قناع العصابة الدموية فانتشر وانحشر....فضائل الإنسانية تبدلت بحكم صيرورة الزمان ثم ضاعت وماعت... ولم يبقى من هجعة الروح إلا نسائمها.. هي الأخرى ضاعت في مهب الريح... وحتى قطرة ماء الثقافة الحداثية ضاعت ..ولم يبق منها إلا الفتات فترسبت في القاع.... تحول العالم الإنساني الجميل إلى خوف وحزن جهنمي ,سانفونيتهما لو يسمعها :"بيتهوفن أو باخ " يصيبهما الصرع ويتعجبا من مقاماتهما المشحونة بالحزن والخوف المرعب..نحن قوم من سلالة الأنعام، متعصبين لتراثنا الحزين ولماضينا الشفوي حتى النخاع، بالرغم من معرفتنا و تلمسنا لهما على أن الحزن المبين في ظلماء العليين وضاء. ..حبنا للجميلات من نسائنا لا يعجبهن الفرح لأن الخوف والحزن تجسران منذ قطع الحبل السري لسرتهن بدون زغردات...فأصبحن لا يتذوقن إلا الإيقاعات الحزينة لكونهن عورات... وحتى في الأفراح زغاريدهن الرعناء يلفها نقيق حزن الغراب ...عندما يسمع أو يرى الظلم في الغابة يكثر من النقيق والنعيق المزعج.
وأما المسنات من أمهاتنا يسبحن ويبخرن بالفاسوخ والعرعاع والجاوي وعود الريحان.من عين الحسود حتى لا تسود....حزن في حزن في خوف وتخويف يعيشه إنسان القرن الواحد والعشرين في عالم الجنوب.. من كثرة النفاق والشقاق للساسة والسياسيين حتى نسي اللبيب أين بال؟ أو متى قضى حاجته في الحمام أم في العراء المبين، وهكذا هو الحال..ليس باللذة "الفرويدية" بل باللذة العروبية..
عندما تدقق النظر في محيطك الاجتماعي تجد أمامك وجوه شاحبة مصفرة مكفهرة، وأجساد الشباب ترهلت وأصبحت تزحف عليها الشيخوخة المبكرة لماذا؟؟؟؟ ربما،نتيجة مرض الأعصاب الذي أصاب الكبير والصغير يشتكي بإيقاع مبحوح: تارة من ظهره وركبتيه وتارة أخرى من بطنه الصغير والكبير في حين صداع الرأس كثر هذه الأيام عندنا نحن بني القطيع من الأنعام...ابتساماتنا يسكنها الحزن والخوف وضحكاتنا لها إيقاعات مضحكة تضحك الغربيين لأنهم أغبياء في تفكيك الصوت الصائت على المستوى "البستيمولوجيا" وبغباوتهم،/سكان الشمال/ أصابهم وباء النرجسية والتعالي هههههه....حزن في حزن وخوف في خوف لا دواء له إلا بالنوم العميق... لنجرب حبوب النوم وننام 20 عاما وعندما نستيقظ ربما نجد من أسعفهم الحظ رحلوا إلى كواكب أخرى, ..."كوكب الزهرة أو المريخ....."..سيقال عنهم عن طريق العنعنة والقلقلة :(قيل أنهم وجدوا فيها مخلوقات من نوع آخر يذكر أنها لا تموت) ...سبحان الله ..!!!!إذا قضي على الموت ماذا سيقع ؟ أكيد ستتحول بسرعة القيم والأخلاق والفضائل إلى مفهوم آخر وينقلب العالم رأسا على عقب ثم يندهش الفيلسوف والحكيم وأولي الألباب وتحترق الأنعام لأن خلايا "مخها" ليست فيها مناعة لتتصدى للدهشة والاندهاش..... اضحك على الضحك المضحك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق