سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

دراسات: نثر-شعر: هذا هو الشاعر العراقي / جواد الحطاب (3) بقلم/ عدنان أبو أندلس

للفترة من 15-9-2013 إلى 25-9-2013
عملية تطويع اللغة بالمفارقة
قصيدة - مشاكسة- للشاعر جواد الحطاب.

لو أخذنا مفردة -مشاكسة- بمعناها اللغوي الأقرب للقبول فهي - المشاغبة- واما إصطلاحاً بمعناها العام فربما –ا لمضايقة - التمرد على الواقع اليومي الذي نعيشه بالكأد-وهو الرفض دائماً - هكذا كانت البدايات التي تشحنها العاطفة .
وما قصائد الشاعر صاحب الإحتجاج بصرختة اليومية ,إلا بهذا المعنى الثائر في وجه القاتم والماثل أمامنا من ضياع وتدمير وتسلط وفوضى يعالجها برؤاه الخاصة من تهكم وسخرية لاذعة تليق بهذه الهفوات التي خلفها الخذلان - حيث طوع اللغة وشذب حواشيها الزائدة والمثقلة بتراكمات من الحشو المناورة اللينة والجاهز من عبارات الوسطية /الحيادية ,فكان بحق شاعر ثائر مجد بإشتغالاته للمفارقة التي تليق بهذا الوضع الماساوي المحسوس .
وما عنونة مجاميعه إلا صرخة تشق فضاء الشعر إحتجاجاً - حتى أضحت قصائده لافتات ترفرف بأيادي الفقراء في تضاهرات ضد الجوع.
صراحته علامة إحتجاج ومغامرة شعرية بمشاكسة محببة - رسم بمفارقاته المركزة صوراً جانبية للمطر والروح والراحة.أرسل برقيات للريح صارخاً بوجه المحتلين ببرقية رفض لما يجري بوطنه ,
وما قصيدة -مشاكسة إلا دفقة من ذاك المخبوء في المشاعر ودعماً لما ورد يقول:
لأن الشمس
ظلت نائمة الى الضحى 
في سرير الإمبراطور
لم تستيقظ المدينة -هذا الصباح-
من تشبيهاته -الشمس-هي الحرية المعنية ,ولكونها مفردة مؤنثة-تطابق مفردة -الحرية-الشمس-شعلة وهاجة-كذلك الحرية-شعلة فكرية -فالإمبراطور -طاغي بملاءمة في التشيبه-نعم تأخرت الحرية في إعلانها لمنغصات التطبيق والمهادنة-
غير ان السجين المشاكس
مذّ اظافره الطويلة الحادة
-عبر القضبان-
وقّد جسدها الإرجواني 
فإندلق دمُها 
فوق كوة زنزانته 
وأضاء العالم
يشخص الشاعر عوالمه تلك بالعامة ,حيث يركز على شمولية الخير بتغيير وإحتمالات ذات فائدة تعم الجميع ,لذا أراه بعاطفة كونية تلائم إستغاثات المضطهدين وتساير آمالهم المبتغاة عالمياً,
سجين مشاكس/قضبان -زنزانة -المبتغى التحرر -بإضاءة العالم -بحرية يروم منها العدل الجمعي.
كركوك 19-9-2013.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق