حين أنشأت أشيائي...
أغمس امرأة في امرأة
وأهمس للون أشجاني وتر الريح
ونواة الهواجس تفضح
ما احتمله ضريح السنين
من عشائي الأخير
ومن ثواني الغضب ما كان الليل مهووسا بغرابة وجهي
وما كان لأنفاسي معنى في روح الزمان
وحين أنشأت يداي...
فارقتني في المدى أسئلتي
فكانت غاياتي
وفاتحتني الآيات بتراتيل الكون قاطبة
وكان مبنى القلب
شهوة وحدتي في توحّدي
وكان كيان خلقته تصريف الوجود
ما أوردت في القول لبس
سوى الحبّ
فالقلب بحجم وحشة الليل
يسع كلّ الغريبات
ويحضن منهنّ مخلوقاتي
ليشبع لعنات
حين أنشأت دمي...
كان الوطن سيئ الطباع
على خارطة المنفى
يقسو على الأغاني الثابتة
ويغزو رحلته فيّ
بويلات النشوة
هل انتصر البغاة مرّة أخرى؟
وأنا مازلت أنشئ خلقي؟
هل غدرت بي أنثا الإنشاء
ربّما تكبدت الحزن والحنين
أو سقطت من قائمة بطانة الغاوين
أي قلبي...أنا شهية الوطن لنار الموت
وأنا صوت تالف
أو أيّ ضحكة مشبعة حزن
أو أيّ سهو سقط عن السهو
وحين أنشأت قلبي...
كان لواجهات البارة عنوان صريح
ولسكري ثوابت على مسلك الانتصار
وكان النصر يستوي وسكري الفاضح لما أغلق
والمغدق على ما سبق حبّ يا وطني
هل أنا وثنيّ في الحبّ؟
الحكمة بنت الزمن الذي ينشأ من خلقي
فلا تساومني أيها القدر الوقت
الموت حقّ
ولصدقي ناموس
هيئ صدري لطقوس الذهاب
ستجدني عريسا لكلّ الجهات الأربعاء
ولرياح المشاع
أنا من بلد الكائنات لا الرعاع... يا هذا الضروس
وأنا أنشئ أناملي...
أحسب لكلّ شاردة ودّها
ولكلّ واردة ضدّها
ولكلّ موءودة في الحبّ سرّ ثورتها
وأحسب نشوة خريف عمري بصبرها
لكن توسّلات الأيام
بأن أعفوا...وأغفر
أبحرت بالقلب إلى حيث يمطر السؤال
ما الذي أنشأت؟
ما الذي أنشأت؟
ما كنت أبصر سوى الثورة
وبعض حلم حرّية
ما كنت أعلم أنّ الضرائب
ستلتهم قلبي مع الراتب الشهريّ
وتمحو من الشعر قافية التاريخ
تحضن غربتي في لهب الليل البريء
وتغدر ببراءة القلب
كان السؤال...أي رحم سيلد الأشياء
أصبح السؤال...أي امرأة ستلد الموت
وأيّ وطن سيحتوي جسد الثورة
مرّة حكايات الليل
بغير فتنة أنثى تتغنّج
وموج بحر يهده القمر
فيسرج صهوة الليل ليسري
ويعرج على وطني بنبوءة الإنشاء
إن لم أكن أنا...فليكن أنا الذي يجيء
لكي يجيء
وليكن من اسمي رحيق ورداته
التي يلقّح بها أنثى الزمان
حبّا
وهجاء كلّ الأوثان
وأنا سأضلّ حتى موعده أنشأ من حزني
فورة الغضب
وتعريف أيلول
حين يغادره لسان نيسان
وحين أنشأت وطني...
كان قلبي حيّ يرزق رغيفه
وكان للصيف خريف بعده
وكان...للقلب نزيفه
وكان للحبّ خرافة الأجداد
صحراء...
ونخل...
وعين ماء...
وخيمة...لها أوتاد قبيلة
وسلالة أنجبت أوغاد يا وطني...
وأنشئت من كبت الزمان حلمي
أنّ الأرض لحارثها
والماء لكلّ من توضئ
والهواء لكلّ من حنوا لأغانيهم بالليل السكران
والسماء لمن يحلم بحبيبة
تسويه وتراب عشقها لشهواتها
وأنشأت ما لن يمحوه الزمن
الحبّ
والحبّ
والحبّ
لكلّ أنثى تصرخ في قلبها هذا هو وطني
وكنت...وسأظلّ أنا الوطن...
تونس في 03/10/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق