سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

مقالات أدبية: هذا انا من خلال أبى وأمى (الحلقة التاسعة ) بقلم/ هانى مراد

28/10/2013

وعدتكم فى الحلقة قبل الماضية (7) أن أشرح لكم كيف مات أبى؟ وأين كنت يوم وفاته ؟وكيف تلقيت الخبر ؟
شرحت لكم قبلا كيف أن والدى رحمة الله عليه قد تعرض لتليف كبدى جزئى نتيجة للإصابة بفيروس الكبد الوبائى فيروس(c)والذى لم يظهر عليه ألا بعد أن ناهز الــ (60) من عمره ظل من وقتها والدى يعالج من مضاعفات هذا الفيروس خلال ثلاثة أعوام وثلاثة أشهر تقريبا حتى توفاه الله ترددنا فيها على أشهر أطباء الكبد بمصر بداية من الدكتور محمد رمضان بدار ( من أشهر 10 أطباء بمصر ) وكانت توجد عيادته بمصر الجديدة وكان بترشيح من أستاذى الأول فى عالم الصحافة الأستاذ / وجدى رياض محرر شئون البيئة بجريدة الأهرام ومساعد رئيس التحرير ورئيس قسم البيئة بها ولولا وساطته ما استعطنا أن نحجز لديه فى نفس اليوم الذى ذهبنا فيه له لأن الحجز المستعجل يتم بعد أسبوع من الحجز وبسعر مضاعف، وانتهاء بالدكتور جمال شيحة عميد معهد الكبد بالمنصورة والذى تواصلنا معه من خلال أستاذى أيضا الأستاذ / حاتم صدقى رئيس القسمين العلمى والبيئة بالأهرام .
استمرت متابعتنا لحالة أبى من خلال أكبر أساتذة ومتخصصى الكبد بمصر إلى أن مر بأول غيبوبة (كما شرحت لكم فى الحلقة السابعة )وبعد توجيهات الدكتور جمال شيحة وسؤال الأخصائى المسؤل عنه بالمستشفى الذى أجاب أن الحالة سيئة جدا استعطنا بفضل الله أن نقوم بعمل إفاقة له بالمنزل من خلال متابعة مستمرة له بالمنزل على أعلى مستوى تفوق بكثير ما لاقيناه بالمستشفى وظل أبى هكذا لمدة عام تقريبا حتى أنه كان عندما يشعر ببوادر غيبوبة كبداية يمر على الصيدلية يحصل على محاليل وأمبولات الإفاقة من الغيبوبة .
كنت فى تلك الفترة قد تزوجت و أكرمنى الله بأحمد أبنى وكنت أصطحب زوجتى وولدى كل أسبوع الخميس ونعود الجمعة وكنت وقتها لم أشترى سيارة بعد نتيجة لرفض والدى أن يكون لدى سيارة خوفا منه علىّ نتيجة لضعف النظر ومخافة أن أتعرض لأى ضرر ولم أستطع أن أعصيه رحمة الله عليه رغم قدرتى على الحصول على سيارة ولم أحصل عليها ألا بعد وفاته 
وكان رحمة الله عليه يرسل لى سيارة كل أسبوع تحضرنا من القاهرة وتعود بنا فى اليوم التالى مباشرة وكنت بخلاف ذلك أذهب للبلد مرتين أخرتين بالأسبوع بعد العمل مباشرة أسهر ليلتى مع والدى و أعود فجرا إلى عملى وكان رحمة الله عليه يقضى الليل بصحبتى حتى نصلى الفجر ،يهزر معى ويوقظنى أن غفوت ولا أشعر ألا والفجر قد أذن ومن المواقف التى لا أنساها أنه لم تكن تنتشر بعد الحمامات ( الأفرنجى ) بمنازلنا بالريف وكانت الشقة التى يقيم بها أبى ملحق بها حمام بلدى وكان والدى رحمة الله عليه لا يقوى على دخول الحمام لقضاء حاجته وحده فكنت أقوم ليلا معه متخذا نفس وضعه على القعدة البلدى أمامه وأحضنه من تحت أبطيه راميا بحمل جسده علىّ حتى ينتهى من قضاء حاجته وأقسم بالله أننى لم اشعر للحظة لا باستياء ولا تعب من هذا الوضع رغم أننى لم أكن وقتها أتحمل أن أرى أحمد أبنى الذى لم يكمل عام فى مثل تلك الحالة وربما دربتنى ظروف والدى على تحمل أحمد فيما بعد .
أترككم الأن على أن أعود فى الحلقة القادمة معكم لآخر أسبوع فى حياة أبى فقد كان أسبوعا حافلا مليئا بالأحداث يستحق أن أفرد له حلقة كاملة وربما حلقات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق