سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 19 سبتمبر 2013

مقالات سياسية: فهل هي ثورة أم انقلاب؟ بقلم/ مختار الأحولى


كلنا يعلم علم اليقين أن زين العابدين وأصاهره وأقرباء أقربائه حتى، وحاشيته ومن بينها التجمّعية. وحتى احزاب الكارتون والبوتيكات السياسية. التي كانت مفتوحة في عهده. وحتى سابقته من أيام بورقيبة وحوانيته الانفة الذكر. كان غير قادر. ولا حتى مؤهّلة. ولا حتى طامحة في تغيير رأس الهرم. مدام على عهده من رعاية ودعم ومساندة لا مشروطة لها. ولسرقاتها وامتصاصها المتواصل لدم الشعب. ولا حتى لها صفة ثوريّة ومصداقيّة تشفع لها عند الشعب. بأن يتبع وينفّذ مشاريعها السياسية والاقتصاديّة. التي لا تختلف شكلا ومضمونا مع النظام و طرحه. وتعطي حقّ الناس وعرقهم ما يستحقه من مقابل. لذلك كانت في افضل الحالات تطوّرا عشية الرابع عشر من جانفي صامتة وغائبة عن وعي ركّب بمفعول سحريّ تدرّب عليه فاعلوه في مخابر أمريكا(وكان تدريب هؤلاء العينات يستند على قاعدة شديدة وبالغة الحساسيّة تضمن حياد المستعمر وعدم وجوده في الصورة من خلال الخطاب الموجّه الذي كان من صميم الموقع مائة بالمائة إذّ توفّر لديها متطوّعون لقّنوا الطرق ومنهجيّة والمادة الأوليّة من المعلومات وما يتوفّر لديهم من طرق وأشكال الخطاب ليتركوا لهم مجال إبداع الخطاب الملاصق تماما لهويّة الشعب)(أضف إلى ذلك الممهد الذي ابتلع الرأي العام بهالة إعلاميّة مفبركة وأعني ملفات"ويكيليكس" الشهيرة بمسرحيّة محاكمته مما أضفى مصداقيّة على ملفاته المسرّبة لتغذية الغضب الشعبي الذي راجت ممهدات من تلك الأخبار لديه لكن طرحها على هذه الشاكلة أصبح مستندا ووثيقة تدعم غضبه ومشروعيّة تحرّكه ضدّ هذا الطاغية وأذنابه) وبما أنّ تلك الآلة الجهنّمية التي ولدت من رحم الإبداع المخابراتي ثمّ وبعد إنتاج السحر الجديد الكامن الآن في إطار السريّة. سوّقت كسلعة وأصبحت حاجة ضروريّة لدى العام والخاص وأقصد عالم الانترانت وعلى رأسه مواقع التواصل المتداخلة من فايسبوك وتويتر وغيرها. والتي جنّدت الشعب بطليعته المتعلّمة لتنساق بقيّة الفعاليات الشعبيّة وراء الدعوات التي وجّهت والتي ألهبت الشعب خصوصا بعد الوحشيّة والعنف المركّز على القتل والذي لولا عناصر أخرى لكان كارثيّا. التي جوبها بها طلائع الشعب والتي هي ذاتها استغلّت كمعطى لإبراز وجه النظام القمعي السارق والوحشيّ الجبان بالصوت والصورة مما أثار الناس وجيّشهم وجعلهم طين قابل للتشكّل نارا تحرق البلاد.
مما مهّد للعناصر التي كانت على استعداد تام من خلال خطط وسيناريوهات جاهزة للانقلاب على السلطة والتي لم تظهر في الصورة إلا ساعة الصفر أي خلال يوم الرابع عشر من جانفي حين انطلقت بعد اطمئنانها على خروج بن علي من القصر مغادرا نحو منفاه لتنقضّ بهلوانيا على الأحداث وتسيّرها من وراء ستار من اختاروا قنطرة عبور نحو ما بعد الانقلاب. بفعل مغطّى بشرعيّة دستوريّة حتى لا تفقد ما أطلقوا عليه (ثورة شعب واعي وسلميّ أو الثورة الهادئة) طابعها وما يرمون من وراء تثبيتها ليس لتونس فقط وإنما لباقي "المشروع الثوريّ"الذي خصص للعرب وتحديدا لجزء من الخارطة العربيّة(آنيّا) ذات الطابع الرئيسي للمشروع الاستعماري القادم "وهو مشروع استباقي لحرب قيادة العالم الجديدة والتي تتخذ من الواجهة السياسية ما يخفي الصراع الاقتصادي المتصاعد بين قوى متعدّدة ومتنوعة على نقاط مفاتيح إستراتيجية على الخارطة الجيوا-اقتصاديّة وسياسية".
فحتى الذي من المفترض أنه حليف استراتيجيّ لأمريكا "ساركو ألغبي" أثبت واقع الأحداث ومجرياتها أنه كان مستثنى من العمليّة النوعيّة ومغيّب تماما عن الأحداث.رغم موالاته اللا مشروطة لأمريكا ونموذجها الاقتصادي والسياسي التي تمليها عليه ليكون مع ميركل (الأكثر حياديّة ذكيّة منه). رأس الرأسماليّة الفاحشة في أوروبا ومستعمراتها القديمة(التي لم تبق كذلك منذ زمان). حتى أن وزيرته كانت عشيّة الثالث عشر من جانفي تطلب من مجلسها السماح بتزويد النظام الفاشي النوفمبري صديقها الشخصي في تونس بالسلاح وحتى المال الكافي لبقائه على رأس النظام وقمع الشعب الخارج عن السيطرة."ولا أتصور أن وزيرة فرنسا تنطق عن الهوى بل هو وحي مجموعة على رأسها ساركو الغبيّ" ولم يظهر في الصورة الاّ بعد أن دفعت الحقائق الميدانيّة في ليبيا لبروزه كلاعب في حلف تأكّد تجميعه والحشد إليه وتوفير غطاء شرعيّ لتدخّله ووجوب التحرّك حتى لا تخسر فرنسا معركة الكينونة في صلب المشروع الاستعماري الجديد الذي تقوده أمريكا وحتى لا تظهر فرنسا خارج الحساب لثروات المنطقة التي هي ذاتها من كان سببا في مواراته التراب السياسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق