سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 19 سبتمبر 2013

مقالات أدبية: لو كنت رجلا!!! ـ تخاريف امرأة ريفية بقلم/ ناردين محمود


آآآآآخ لوكنت رجلا أنا المرأة التي تُسيّرها أقدر حمقاء لتمردت قطعا على قدرها و لقلبت طاولة الطاعة على أم رأسها و غادرت ، لكنت رسمت خريطتي الخاصة على ورق ملون غير الورق الأسود التي خُطت فيها خريطة أيامي الماضية و سأتمرد على ذلك العرف الذي الذي يقول " الرجال لا يبكون أبدا " لكن قطعا و لأني رجل كنت سأبكي أقل ...
لو كنت رجلا لأرتدت الجامعة في الوقت ولما اضطررت لفعل ذلك بعد خمسة عشر سنة من العمل ،و لدرست الصحافة و لكتبت على الأرجح آلاف المقالات و ربما أصدرت كتبي الخاصة و خضت عباب الماء حافية دون أن أغرق...
و كرجل المؤكد أني في سني هذا سأكون قد أحببت أكثر من إمرأة و ربما " كنت زير نساء " ، أحب هذه، أغازل تلك و لعبثت بقلب أخرى ...سأجرب الحب المتمرد الذي يصنع القصص الأجمل و لأعلنت على الملأ أني " أحب" دون أن أرجم بحجارة التقاليد البالية لأني فقط رجل ، عفوا ذكر ...
لو كنت رجلا كنت سأسافر كثيرا ، سأركب طائرات و أغفو في قطارات و في باخرة أراقص موج البحر لكني لم أفعل ذلك لأني للأسف إمرأة ريف مقيدة بقيود رجال القبيلة ...
و ما كان ليبكيني رجل ، بل سأبكي عشرات النساء ولو كنت غير وسيم فلا يعيب الرجل ألا جيبه و كنت سأحرص على أن يكون جيبا عامرا و يدي كريمة لتغدو كل غادة خاتما في إصبعي الصغير ...
لو كنت رجلا كنت سأحظى بحقي الإرث و أسرق دون أن يعاتبني ضميري أو أخاف نوائب الدهر حق أخواتي من الأرث و لا شك لما تردد والدي في اقتناء سيارة لي لأمرح بها في ساحات الحياة و أسرح ،و سأترك خلفي كل أحزاني فإن تضايقت صفقت الباب خلفي و بحثت عن مكان أفرح فيه و أزهو ...لن ألتفت لدموع والدتي و لا لقلق والدي فكلاهما عاش حياته فلما عليهما أقلق؟
و لأني أملك قلب شاعر سأكتب قصائدا جريئة و كتبا لا تعترف بالممنوع و لن أتهم بأني ............فأنا رجل و الرجل إن كتب بجرأة قيل عنه مبدع لكن إن فعلت ذلك امرأة قيل لها في عالمي " أنت ................." ( عذرا لا أستطيع كتابة الكلمة فالا شك أنكم عرفتموها لذكائكم ) ...
لو كنت رجلا و أعيش كالآن في قريتي هذه و في عمري لكنت تركت بيت العائلة من سنين و لاقتنيت بيتي الخاص و لعرفت كل مباهج الحرية و لقدت أحلامي حيث أريد و ليس حيث تريد هي فهي طوع إرادتي و ليست طوع إرادتهم ...لكنت ربما فظة و أنانية و لتحكمت في مصير أخواتي و لضربت عرض الحائط مشاعرهن و لأبكيت كل واحدة على حدى و إن أحبت إحداهن أٌقمت لحبها مقصلة فالحب من حق ذكور القبيلة و ليس من حقها ...
لو كنت رجلا لاختبرت الحياة و أركعتها و سأسير في دروبها واثقا من نفسي لن أفكر في رأي الأخ أو نظر الأخت أو خيبة الوالد فأنا حر و حريتي تعطيني حق الاختيار ، حق الخطأ و تصحيح الخطأ ، حق جرح غيري ، و ترك من أحبني لأني توقفت بكل بساطة عن حبه ،و سأبحث كل يوم عن حب أعنف و أجمل و عن جزر أبعد و عوالم بلا حدود و سأجرب أن أنتهك قواعد الصمت و خرافات العرف و سأترك عالم القيد لعالم لا يعترف إلا بي ، فالمهم أنا و لا شخص أهم مني ...و لقدت نحو سعادتي أحصنة الحزن فلا حزن سيظل في قلبي لأكثر من ساعة فالسرور فقط قدري و لا شيئ غيره أقبل ...
و سأدوس بقدمي على هؤلاء الذين يحسبون أني عنهم لا أستطيع الاستغناء و أتركهم خلف هضاب النسيان يتجرعون كؤوس الندم لأنهم ما اعتبروني تاجا فوق رؤوسهم ...ثم حتى لو فعلوا كنت سأغادرهم لأن مللتهم فحسب ...
و عادت لواقعها مرة أخرى لتجد نفسها أمام موقد تحرك فيها حساء ثقيلا و قالت لنفسها :
ـ يَزْرَا رَبِي ذَشْو يَلاَنْ أٌَقَغْيُولْ يَكْسَاسْ أَشِيوَانْ ـ يعرف الله ما في الحمار فنزع عنه قرونه ـ 

مثل أمازيغي يضرب عندما يدرك أن شخصا ما إذا وصل لمنصب سلطة أو رزق مالا أو نفوذا أو اغتنى بعد فقر سيفسد في الأرض و لفساد سريرته و سوء ما في نفسه و لا ينتظر حصول ذلك بل يتسلط بمجرد تغير صغير في أوضاعه أو اعتقاده بأنه سيحقق شيئا من أطماعه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق