سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

القصة القصيرة: النقت بقلم/ محمد كماشين



يسكنكما ما يسكنني من قنوط ينسل من بين أهداب العينين الأمهقين ، كما لو كنت نواة يصعب تكسيرها تتخيلني وأنت ترصد سكناتي ، بالأمس كنت تستخف بي، تنعتني بأرذل النعوت ، ولا تتوانى عن طرد النوارس من مرافئ الدفء ، وبث شباكك بالزوايا القصية لاصطياد هنيهة فرح !؟
خواطر تصارعت بالرأس الكبير ، وهو يرسل النظر بعيدا يرقب زرقة البحر وصفاءه ، يتنهد ، يدير ظهره ،ومن فوق السياج الحديدي القصير ، يحملق في الوجوه العابرة يعتريه شعور بأنه من طينة أخرى غير هذه السحنات الحاملة لألوان غثيانية .
" لكي أعرف أطول شعاع تعين معرفة نقطة المركز " ، لعن القطر وما تولد عنه ،، وبرح مكانه ليندس وسط الطينات، مديرا ظهره لعشاق الحذلقة .
أجساد وأشباه رجال، جثت فوق الكراسي منبطحة يمينا لا تكف عن ممارسة الهواية اللعينة، تخيلهم أحجارا تتكوم، أيادي بضة تحملها تقذف ،،، كلت طبلة أذنه من أزيز ملأ انقباض صدره، وترهل أيامه ، ومن السهر المسائي ، وأخيلة العوالم الوردية .
يرسل نظرة للجهة الأخرى يدلف القاعة ،تحاصره الإطارات يحس بالضيق بالضجر بالتثاؤب ..يدنو من الإطار المواجه ، ترتسم الشفتان تبتسمان ، يتوهم بل يتذكر سخريتهم يغادر زحمة الألوان لزحمة الكتل المنبطحة المحدقة التي لم تتكوم بعد .
يطلق لرجليه العنان تقوداه ، ينحدرا به يوفظا في المشي، كل الأنظار تتجه إليه، يعدو يعي نظرات الدهشة !!!!! 
يفسحون له الطريق ، رافل وسط " نهج الحرية " يلفظه إلى " سوق بارا " ، حتما "بارا" خارج أوبئة الوحل، دائرة الكتل المسترخية....يطوح بيديه يطوح تتملكه النشوة يقذف يطوح باللاشيء، بالفراغ ، ينهار يتمالك نفسه يعتدل في مشيته يتجاهل تمتمات الهذيان الفضولي ، يندس بين الحوانيت الصغيرة قاصدا إحداها ،،،يسأله النادل ، يجيبه بكل برود : زليفة ببصارة، قطعة خبز، برتقالة ،وصحن حجارة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق