سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 3 أغسطس 2013

مقالات دينية: أركان الإسلام بين الكهانة والديانة الحلقة الأولى بقلم الشيخ/ محمد الزعبى

 " من لبنان"

 مقدمة

إنّ كلّ دين أو فكر أو مذهب فلسفيّ ثوريّ يبدأ في أوّل انتصاره متوقّداً متوهّجاً يمنح الإنسان وعياً وقدرة، وإذا كان الفكر يهدف إلى سموّ الإنسان فإنّه يأخذ بيده في سلّم الكمال، ولكنّ هذا الدين أو الفكر لا يلبث أن يتعرّض للجمود، ويقع فريسة لحشويّة مفسريه وجمود التقليديّين فيه، خاصّة إذا طال الفاصل الزمنيّ أو التاريخيّ بين مؤسّسه وبين أتباعه… وهذا ينطبق على مختلف الأديان والفلسفات الباطلة والحقّة، فالماركسيّة بعد ماركس وأتباعه الأوائل تعرّضت للكثير من التفسيرات والتأويلات التي ابتعدت بها في كثير من الأحيان عن أهدافها ومبادئها، وكذلك دين موسى وعيسى قد انحرفا كثيراً بفعل عامل الزمن، والزمن بحدّ ذاته ليس سبباً للانحراف، وإنّما التفسيرات المتراكمة عبر الزمن، والتي في كثير من الأحيان تخضع لمتطلّبات ومصالح الناس وبخاصّة الطبقة الحاكمة والمترفة، والتي يعبّر عنها الاصطلاح القرآنيّ بـ "الملأ" وهم الطبقة الحاكمة والمحتكرة والمترفة على حساب المستضعفين، والتي وجدناها في مواجهة كلّ دعوة أو ثورة نبويّة، حيث وجدنا هؤلاء الملأ يتكرّر ذكرهم في القرآن الكريم (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ).
ولذلك حذّر القرآن الذين آمنوا أن يصيبهم طول الأمد بجمود الفكر، قال تعالى في سورة الحديد: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فطول الأمد سبب لقسوة القلب، والقلب في القرآن يُرمَز به أحياناً للشعور، وغالباً للفكر والعقل قال تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)[ الأعراف179] وقال تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) [الحج46] وقال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [سورة محمـد24] فالقلب إذاً هو محل الفقه والعقل والتدبر بحسب هذه الآيات. ومن الآيات التي تشير إلى أن القلب هو محل الفكر والعقل:
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة]
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[البقرة]
(فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[المائدة13]
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) [الأنعام25]
(إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ)[التوبة45]
-والريب وإن بدا في مظهر قلق انفعالي إلا أن منشأه عدم الوضوح الفكري-
(فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [الصف5]
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ) [المنافقون3]
من هذه الآيات وغيرها نتبيّن بُعْداً هامّاً من أبعاد تحذير القرآن للمؤمنين أن يصيبهم ما أصاب الذين (طَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) فطول الأمد إذاً هو التراكمات التاريخيّة وموروثات الأجيال التي تُحَوِّلُ مفاهيم الدين وعباداته من مفاهيمَ وعباداتٍ تسمو بالإنسان وتضاعف وَعْيَهُ وحِسَّهُ بالمسؤوليّة الاجتماعيّة والسياسيّة التي تفرضها عليه مُهِمّة السعي إلى كمال الذات وإلى كمال الآخرين من خلال الهداية التي يطلبها لنفسه وللإنسان عموماً في حياته الفرديّة والاجتماعيّة والدوليّة، تُحَوِّلُ تلك التراكمات هذه المفاهيمَ والعباداتِ السامية إلى طقوس كهنوتيّة غيرِ مفهومة وغير قادرة على بعث الوعي والهدف والحركة، فتصبح هذه المفاهيم والعبادات الطقسيّة الكهنوتيّة أثقالاً وعبئاً يكبّل الوعي ويعيق حركة التحرّر والثورة.
وإفراغ الدين من أبعاده التحرّريّة الثوريّة كان مُهِمّة الطغاة على مرِّ التاريخ، حيث استخدم هؤلاء الطغاةُ العلماءَ والمفكرين ورجالَ الدين لمحاربة الدين، ولذلك تواترت نصوص القرآن والسنّة في التحذير من حلف المصلحة بين العلماء والأمراء، كما جاء في حديث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء» [كنز العمال وحلية الأولياء] وقد لعن القرآن العلماء الذين يكتمون مفاهيم الإسلام ويحرِّفونَها (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [البقرة174]، وتحريف الدين إنّما يبدأ من طلب المصالح والمكاسب، وهذه غالباً ما يتحكّم بها السلطان، ولذلك حذّر رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم العلماءَ من مخالطة السلطان فقال: «العلماء أُمَناءُ الرسل ما لم يخالطوا السلطان ويداخلوا الدنيا، فإذا خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم» [كنز العمال] فإذا كان الكفر نقيضَ الإيمان فإنّه بإمكاننا أن نستخدم مصطلح "دين المصلحة" أو "دين المكاسب" مكان مصطلح "الكفر" دون أن يَظهر فَرْقٌ في الاستخدام، لأنّ منشأ الكفر عبر التاريخ كان المصالح والمكاسب، ولو لم يَرَ طغاة التاريخ في الدين تناقضاً مع مصالحهم لما حاربوه، ولذلك أيضاً كنّا نجدهم حريصين على الالتزام بدينٍ فَصَّلُوه على قياس مكاسبهم، وعلى رعاية هذا الدين؛ من هنا نفهم حرص فرعون على الدين الذي فَصَّله على قياس سلطته (إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) [غافر26] ولذلك عندما واجه القرآن أبا لهب لم يواجهه من حيث كونُهُ متمسِّكاً بدين آبائه وأجداده، فهم كانوا يأكلون آلهتهم إذا جاعوا، وإنّما واجهه من حيث كونه متمسِّكاً بماله ومكاسبه (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) [المسد2] فلم يقل القرآن: ما أغنت عنه أصنامه، لأنّ رفضه للحقّ من باب الحفاظ على مكاسبه لا من باب الحفاظ على آلهته (أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) [الواقعة] إنّهم يُكَذِّبون محمداً صلّى الله عليه وآله وسلّم طلباً للارتزاق، وليس دفاعاً عن دين آبائهم وأجدادهم. ولذلك فمنذ أن قتل قابيل هابيل بدأ الصراع بين دين عبادة الله ودين عبادة الذات، فقابيل كان متديّناً -كما يشير الشهيد د.علي شريعتي في كتابه "دين ضدّ الدين"- بدليل أنّه احتكم إلى الدين في خلافه مع أخيه، فقَرَّبَ قربانه كما حكم الدين، ولكن لَمّا تناقض الدين مع مصلحته رفضه وتمرّد عليه: ومنذ ذلك الحين بدأ الصراع بين دين عبادة الله الذي تجلّى في دعوات الأنبياء والأولياء، وبين دين عبادة الذات الذي تجلّى في الوثنيّة والفرعونيّة والجاهليّة والعلمانيّة والنفعيّة...
إنّ طلب المصلحة والمكاسب على حساب الحقيقة والدين هو العامل الأساس عبر التاريخ لوقوع الكفر والظلم والانحراف. ولذلك فإذا قلنا "دين المصلحة" نقصد به الدين الذي يُفَصَّل على قياس مصالح الفرد أو الجماعة بِغَضِّ النظر عن الحقيقة، ويكاد يكون دين المصلحة بهذا المعنى مرادفاً للكفر والظلم، ويمكننا من هذه الزاوية أن نكشف أنّ الكفر الذي حارب أنبياء الله في التاريخ لم يكن إلحاداً، بل كان ديناً تمّ تحريفه واستغلاله من قبل الملأ، فالأصنام المذكورة مثلاً في سورة نوح، كانت أشخاصاً تميّزوا بالصلاح والتقوى (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا) [نوح] روى البخاري عن ابن عباس : «ودُّ وسُواع ويغوث ويَعُوق ونَسْرٌ : أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم انصِبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسَمُّوها بأسمائهم ففعلوا ، فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عُبدت». يقول سيد قطب في تفسيره ظلال القرآن: «وكان من مكرهم تحريض الناس على الاستمساك بالأصنام التي يسمونها آلهة: (وقالوا لا تذرنّ آلهتكم) بهذه الإضافة: (آلهتكم) لإثارة النخوة الكاذبة والحمية الآثمة في قلوبهم. وخصّصوا من هذه الأصنام أكبرها شأناً فخصّوها بالذكر ليهيّج ذكرها في قلوب العامة المضللين الحميّة والاعتزاز.. (ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً) وهي أكبر آلهتهم التي ظلّت تعبد في الجاهليّات بعدهم إلى عهد الرسالة المحمدية.. وهكذا تلك القيادات الضالّة المضلّلة تقيم أصناماً، تختلف أسماؤها وأشكالها، وفق النعرة السائدة في كل جاهليّة؛ وتجمع حواليها الأتباع، وتُهيّج في قلوبِهم الحميّة لهذه الأصنام، كي توجّههم من هذا الخطام إلى حيث تشاء، وتبقيهم على الضلال الذي يكفل لها الطاعة والانقياد: (وقد أضلوا كثيراً) ككلّ قيادة ضالّة تجمع الناس حول الأصنام.. أصنام الأحجار، وأصنام الأشخاص، وأصنام الأفكار.. سواء!! للصدّ عن دعوة الله، وتوجيه القلوب بعيداً عن الدعاة، بالمكر الكبّار، والكيد والإصرار». إذاً ودّ وسواع ويعوق ويغوث ونسر.. كلّها رموز صلاح استغلّها الظالمون الرأسماليون (واتّبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً)(ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً) ليكرّسوا ظلمهم وبغيهم، وكم شهدنا في عصرنا فاسدين وظالمين ومترفين وعملاء يرفعون صوراً لشهداء، وأسماء لصحابة يستغلّونها لإثارة الفتن، وتحقيق مكاسب. فالكفر إذاً وعلى مساحة التاريخ كان ديناً تمّ استغلاله واستغلال رموزه، وتحريفه من أجل تحقيق مكاسب رخيصة من قبل زعماء ظلمة استخدموا رجال دين ليضلّلوا من خلالهم الجماهير.
بعد هذه المقدّمة نأتي إلى موضوع أركان الإسلام، ونقصر الحديث عن أربعة أركان من الأركان الخمس المتّفق عليها بين المسلمين، والتي وردت في حديث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» [البخاري ومسلم].
وإنّه وإن كانت هناك روايات تضيف أركاناً هامّة كقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الإِسْلامُ ثَمَانِيَةُ أَسْهُمٍ: الإِسْلامُ سَهْمٌ، وَالصَّلاةُ سَهْمٌ، وَالزَّكَاةُ سَهْمٌ، وَالْحَجُّ سَهْمٌ، وَالْجِهَادُ سَهْمٌ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ سَهْمٌ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ سَهْمٌ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ سَهْمٌ، وَخَابَ مَنْ لا سَهْمَ لَهُ» [البزار والطيالسي وابن أبي شيبة] فرغم أهمّيّة هذه الروايات إلا أنّنا سنقتصر على دراسة أربعة أركان: الشهادتان، والصلاة، والصوم، والحجّ.. فهذه الأركان لو حُرِّرَتْ من التراكمات الطقسيّة والكهنوتيّة كانت كفيلة ببعث نَهضة شاملة وبإحياء وَحدةٍ عَمِلَ العدو والهوى على تمزيقها.
في الحلقة القادمة "الشهادتان وعي وجوديّ وقرار ثوريّ"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق