سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 17 أغسطس 2013

القصة القصيرة: قلب و وردة بقلم/ أحمد مختار



منتصف الليل 

جالساً وحيداً بمكتبى ومن حولى كتبى وأحزانى وبيدى وردة ذابلة لكنها لقلبى قاتلة, نعم أظل طوال الليل أنظر إليها ودموعى الساخنة تنساب وتسقط عليها لترويها بحزنى وألمى .
وهنا دخلت أبنتى بهدوء شديد حتى أنى لم أشعر بها ألا و يدها تمسح دموعى وتقول لى:
- يا والدى أنك تقتلنى بتلك الدموع ما بك؟, لم فى هذا التوقيت كل يوم تأتى إلى هنا وتنظر إلى تلك الوردة وتبدأ فى البكاء؟, أنى أراقبك كل يوم من بعيد لكن لم أعد أحتمل بعد الأن أرجوك أخبرنى ما بك وما قصة تلك الوردة؟
فنظرت فى عينيها الحزينتين والفضول قد لاح فيهما.
- حسنا يا بنيتى سأخبرك الأن فأنتِ لم تعودى صغيرة وأنا أريد أن أطُلعك على قصة الوردة هذه.
******* 
فى مثل هذا التوقيت منذ نحو عشرون عاماً فى ليلة عاصفة حزينة كان يسودها الكآبة أستيقظت على صرخات أمك تلك الصرخات المليئة بالألم, كانت صرخاتها مفزعة فهرعت بها إلى المشفى سريعاً وبعد أن أجرينا الفحوصات تبين أن والدتك مصابة بورم فى المخ فى مكان قاتل وأخبرنا الطبيب بأن لم يعد لها فى الحياة سوى أسابيع قليلة وبأن هناك عملية سيجرونها لها لكن نسبة الشفاء بسيطة جداً لكن هناك أمل, تلقت والدتك الخبر بكل جلد وإيمان وصبر لكن أنا لطالما كان قلبى عليل ومريض وذلك الخبر نزل على كالصاعقة ولم أحتمل الخبر المشئوم فتدهور حال قلبى وأصابنى المرض الشديد وكان كل يوم يمر على وأنا أرى والدتك تنتظر الموت يضعف قلبى أكثر فأكثر وعندما أنظر إليكِ وأنتِ مجرد طفلة ستحرم من أمها قريباً, كل هذا كان يقتلنى يومياً ًومرت العديد من الأيام حتى جاء هذا اليوم الذى تعالت فيه صرخات أمك من الألم, و ذهبت إلى المشفى مسرعاً فوضعها الأطباء فى العناية المركزة وقالوا أنها تحتضر ولابد لها من عملية فوراً ووسط كلام الطبيب وجدت المكان يدور من حولى ووجدت نفسى أفقد الوعى تدريجياً و الأنوار تخفت من حولى تدريجياً و الجميع من حولى يصرخ ويهرول ويقول الأطباء أنى أحتضر, قلبى ضعيف جداً, لابد من عملية زراعة قلب لكن من أين و وسط كل هذا فقدت الوعى تماماً ثم فتحت عينى لأجد نفسى على سرير بغرفة العمليات فصرخت عالياً, ماذا حدث؟, أين زوجتى؟, أين زوجتى؟, فأتى الطبيب نحوى وقال لى:
- سيدى لقد فارقت زوجتك الحياة.
وكأنه قد طعننى بخنجرٍ فى صدرى فقلت له:
- هل ماتت أثناء العملية؟ 
فقال:
- لا ياسيدى لم نقم بالعميلة حتى, بعدما سقط بقليل سمعنا صوت صافرة قادم من غرفة العناية وعندما وصلنا وجدنا زوجتك قد نزعت الأجهزة واستسلمت للموت ووجدنا على صدرها ورقة ووردة تركتهما لك.
فتناولت الورقة والدموع من عينى تنسال كالسيول فوجدت بها كلمات تقول: 
" أيها الأطباء أنى أهب قلبى لزوجى, أما أنت يا زوجى العزيز لطالما كان قلبى ملكاً لك منذ أن رأيتك وتلك الوردة التى أهديتها لى يوم زواجنا الذى اعتبره يوم ميلادى الحقيقى هى لك الأن كما هو قلبى أحبك حباً شديداً وداعاً يا حبيب عمرى.
******
نعم يا أبنتى أن قلب أمك ينبض بداخلى الأن, ينبض بداخلى لكى أعيش أنا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق