سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 15 يوليو 2013

شعر: عامية - فصحى: الحركات الأربعة بقلم/ مختار الأحولى

شاعر من تونس


الإهداء :إلى روح أمي حبيبتي...
 
إلى روح الصديق والرفيق فقيد الشعر والساحة الشعرية في تونس
 
الشاعر : رضا الجلاّلي


  
         الحركة الأولى

مملكة لنزوات الروح
حبّ في مهب الريح
يوقد الليل كلّه لضريح الأغنيات
لآلهة الخوابي الرّخامية
الهائمة في خراب بحر مهزوم
قلبي ...
قبلة اللعنات الباطلة
غريب هدّه الزمن الرهيب
أجمع صوتي ... من دوالي العمر
هي لي ...
وأنا الحبيب
الغارق في شقاوات النهار
في مخاض الصمت الذي ...
يحزّ بهمس الوجد
شجن الأغنيات
ويهدد العمر التّعب ...بالوجود
وبالوجود
وبالوجود...
هي لي
محراب أوتاري
وضوح الحزن المندسّ في المعنى الذي
يلبس شكل القادح "القرمطي"
ونسبته ...وسنّته فينا
وهي ... جنون اليومي
وارتباك العادي في الذّاكرة
وهي ... سكينة الذي...
يهفو من كلّ ليل خاسر
ومن كلّ"همزة لمزه"
وهي ... وريثة الظلّ الفارغ من ظلّه
شريعة جثث مهجورة
بللّها الموت البطيء بالهزأ
وبالهزأ
وبالسخرية...
وهي ... سليلة الراّحلين في خيالاتهم
المبثوثة عبثا على الإسفلت الرّمادي المشوش
أو سحابات علّقها وهن الروح
على كتف "جبل التوبة"
أو في تناهيد متعرّقة في صوتها
في عزّموتها
في تقاعس شطحات الفقاقيع في أرحامها
في رحيقها
في العيون التي يمسح الصدر حريقها
في أباريقها ...
المكسّرة فوق طاولة الأمس الأخرس
تهمس في سرّ الخوابي الزّرق
خيالاتهم ... خيالاتهم
هي لي ...
كالرغبات تتوافد
ـ كالحشّاشين ـ
على حصن القوافي
منادية
يا ملك الريح ..........يا مكسور الجناح
ها نحن مواليك
تركنا الدّنيا وأهلها
وجئنا إليك
يا ملك الريح
لبيك .......................لبيك
فلا تحنّط الحبّ بحدّ ـ القلم وما يسطرون ـ
فتورق أرواحنا في ماء الهمّ
حتى لا يلهيها تكاثر ... قيل في الكتب
كان الهدهد المارد
سدّ في وجهي أضابير الغبطة غدرا
وما عاد ينغلق ما فتح من ثغور
في جيد " حمّالة الحطب "
هي الفتنة صحت
فاستنشقت الأسماء الصغيرة أسرار الشوق
والكون قاطبة رجع صدى
تبارك...............تبارك
مولاي تبارك
هل يصل 'إسرافيل '
مملكة الله إستان
قبل أن يدركها أيلول الحالك
هل يمنح مدن الصفيح الصدئ الزمان
أفلس.....الطين
أفلس.................الطين
وما عاد لمعنى البيت خدر
نلاعب في خلوته قوّة السنين
أفلس....الطين
وما بقي من حنين الوعد
سوى ما يصنع ثمالة القلب
وبكلّ حبّ يفضح ألوان الذلّ
ويركب على عجل دنياه
"
ولا تأخذ إلاّ غلابا"
قيل في الأمثال
أو يروّي من ـ سطنة ـ  تعب الياسمين
لتكون للأحاجي مدادا
كن بدد...يا هذا الليل المبهر
كن بددا
كن للذي يرسم ظلّ قلبي على حبّات المطر
بما يكفي لسرد الحكاية ولو نتفا
فإسرافيل... ما عاد من غلس الخوابي
ومن رميم الراحلين في حزنهم يعمهون
وهذا القلب من ألق ... حرّ
حرّ ولو على قلق
يرتمس في الهمّ
ويسعى لاكتشاف موطن اللون الحقيقي لوجهي
فأسبح له بالحبّ
وبالحبّ............وبالكلمات
حرّ ولو على قلق
أنزل من غرغرة الحبر العتيق
لأعانق رضابها
أطرق باب الهرب إلى بابها
فيمتصني خيط القول شططا... أهيج
يوزّعني الماء على مباهج... عذراء الدّهر
وأدبّج بأنامل الرّعب زغب الشهوة
فيعبق من بين فخذيها أريج الموت
أحكّ جلدي بعين الشمس منيفا
وأسكب سكيب الوجد
على بيوت الله الجنوبية
حتى لا يساورني الشكّ في الصخر
فآلهة الليل من خوابيها
تغربل جسد الحزن الرّحب
والعمر بلا قصة حب
عمر مهزوم...مهزوم...مهزوم
أبلا سبب هذا لأبجر الرّكض في واحة الموت
أراه كظيم...
يسابق فحيح الأزمنة ...أراه عظيم
يحشر خلق الحكايات البسيطة
في لغة ضريرة
أتراه وحده عليم ...؟
يرسم بطبشور الكيد على شروح ـ التهافت ـ
عطش النديم ؟
يفسّر شكل الختام بخبر السؤال
أما كان كرب الجوع أهون يا كليمي ؟
مادام لي أيلول أزوج فيه الأيام
وقميص المشقّة في المراثي
لألا تضحك آلهة الخوابي الزّرق
من شرّ العصب
أو من واضح تعبي
وهي التي عمّدت 'إسرافيل'
ملك الريح
"
ونفّاثات العقد"
وابتعدت في ناقلات الرّسل
داست على بطون صهاريج الخوف
فتضارتط آياتنا عجاف
عجاف.....والجفاف فخّ الحبّ الذي
خان الثدي
وتعكّز على خفاف الرّيش مفاخرة
حتى لا يشاركه الخريف التغوّط على أغصان سدرة الوحي
والجدول المسخ ينوح
فيلوح توق
هو الحبّ سيدتي
هو الحبّ توق ....فشوق
والعمر قطوف
أي إسرافيل لا تخشى ذهابي بعيدا في الوصف
رأيتك مع كلّ ريح تنحني لرسمي
وقد كنت بك عطوفا
صالحت لأجلك حتى البغاث المستنسرة وكنت
كنت ... كنت بك شغوفا
مددت يداي إلى كلّ جهات الأرض لأمنحك
حبّا حليما رءوفا...
وأنت كم كنت دائما ............سخيفا
وأنت أيتها الخوابي الحيض غربلينا
هل فينا .... ما يحمل للعمر سكينة ؟
هل فينا ما يغرينا بالحبّ؟
أو حتى بالغضب؟
أترانا نقوى على حمل الضغينة؟
أيتها السنين الحيض أرسلينا إلى خاتمة أخرى ... غربلينا
لا شيء يمكن أن ينسينا ...
بأن ّ زهر اللوز نرجسي
يعشق المرايا ... ومراقصة الهوس
يا هذي الحزينة ...
البحر حين لعق دمعتك ... غرق في بحره
وحين دقّ القيض بابه
أهمل عمره رهينة للذي بالغربة يسلّينا
سيدتي ... لم يبق فينا ...
ما يجعل يدينا معبر فرح متغنّج
أو يرمينا...
إلى غربة ترجئ موتنا الموقوف
يقتلنا حبّا...يقتلنا
ثمّ بصحوة الختام يحينا
فمن الذي تكفيه هذي اللغة ليقول
الحبّ كلّه ... ليقول
ما ليس له صدى في الخوابي ؟
من ذا الذي يتمرّن على الموت في جسد حيّ
سوى "الملك الظليل"
من البارع في التواري بوضوح في الغياب
وسبك العجب من ماء أملس وحنين يابس ؟
أو متفحّم سيان؟
من سواه؟
يذيف الطّيب في عرق نهديها اليائستين من الصرف
ويصلّي ... يتهجّد ... يتسر مد
سيّدتي .. سقط النهار ولا مجير لحيرتي
من ملاحقة السؤال .. والشكّ في المطلق
وأن نشيد 'سليمان' لا تتعرّى كنوزه
إلاّ 'لشو لميت' فقط
وأنّ غموض القلب هو عزّ الوضوح
فكن إسرافيل الآن ... كن
ما يحملنا من ظلّ نخلة
إلى خطيئة الرّجوع إلى زمان..بلا مكان
ولا أمان
وهذا أيلول العائد ... نصب خيمة الميعاد
تحت القدم الشرقية
فاخرج من خوابي الظنّ اسمان فقط
أفلس...الطين أي إسرافيل
أفلس ...الطين
أي شعب فلسطين
فكن الآن ...كن الآن
كن الآن لوح الوصايا
قبل أن يقطف عمرك النسيان...هللويا
مالضير في أن نرقص الليل كلّه على دفئ شمعة
أو دمعة يارفاقي
ثمّ ننتهي رميم أرض يرقص فوقها العابرون الجدد؟
هل سيوجعنا دوس النعل أو الدّبك
يا هذي الخوابي سلّمينا للرّوح التي فينا
تتقمّص روحها على مضض
حتى تغرينا بالخلود...
فالموجود أنا...وأنا الوجود
هللويا
لاشيء بعد الآن يمكن أن يصدم ضدّه
والحدّ حدّه وحده
ولحده...
لا شيء يمكن أن يفتتنا على الساعات
ويفاجئنا بالغياب سوى الحبّ
كيف لي أن أقيس هامة الصّوت المارق
وليس لي حتى ما يشبه العينين يا رفيقي؟
كم تلقفنا الخطى
وكم من كمّ
كأنه العدم
وكم أسكرنا قطر الندى
وكم حلم أسرنا
فبدّدنا كمّ الذكريات على السأم
وكم جاوزنا مقيت النّدم
حتى فقع مرارتنا النّدم
وهذا إسرافيل المتلألئ فيما طمثته السماء
يرتاح الليل وحيدا
في شوارع المنّ والسلوى
وفي كلّ نهار يطلّ
يلفّ أجسادنا المضمخة بريح السموم
يعصرها شبقا
يرسم وحشته في الصدر تكتّما
ويكنّس حكايات البحر العارية
بجنون الواله
حتى تراه الخوابي حزينا ...
سيدتي ودّعينا لأجله ... ودّعينا
أخرجي من مسامات الرّوح الأزلية التي فينا
تعشش كاليأس الضالع في المسخ
دعي الكأس المقدّسة تتجلّى
دعينا ... دعينا
لا شيء يمكن أن يحكم الموت سيدتي
سوى القصيدة التي لا تخفينا
فتمّمي إعداد قلبي ماء وهجين وقت
حتى أبلل عاهات التأويل..بهزال اللغة التي...
من سفر طويل ترسينا
أزوجني والختام... طاب المقام قلتي ؟
ما طاب أبدا لنا مقام
لكن علينا السلام...وعليهم سلام
والسّلام

         الحركة الثانية

سيدتي هذي السّماء أفترت
وقائد الشعراء يمشي إلى النار الهوينة
بين الحشد.....
يخمّر حزنه المكلوم
في ماسورة القلب الدّنس
ويمزّق الصمت المتكدّس على جبّة ـ ذي الشرى ـ
يصدى
دمعة مسحوقة
يغترف من تقاسيم اللحظات الجذلة
ما يسكر الخلق...
قلت في خشوع:
يا قائدنا أغترب الكون أغترب
وها نحن جاورنا مدن الظلّ
ولم يبق لوصولنا ملكوت ألله إستان
سوى بعض قدح
يا قائدنا .. وقد أوغرت النّفس
فتزاحم البلاء والعزاء ومن بغت من الصّدف
البائسة لتطوينا طيا...
وها أني أعترف بأني وما علمت
فإني في هذي الدنيا لا أعلم شيا
فلا فرق عندي بين التحطم على صدر أنثى
أو نكاح النطيحة والعرجاء
أو كلمة مضمّخة بغبطة غبية
يا قائدنا إلى النار
أغترب الكون أغترب
هرب
ممّا ليس له صدى في الخوابي
فأنقذنا من ـ عدن ـ ومن عدم
أي قائدنا
يا منجدنا
يا مرشدنا
يا مولانا
يا سيدنا
يا مهدينا
يا حامينا
يا منجينا من شرب كأس الحياة بذلّة
ها أني قلت
وإن لم أكتفي بعد
فسأوهمني بأني اكتفيت
وسأضع وجهي على الخرقة
وأطفئ مع التبغ كلّ الذكريات البسيطة
عسا الجوع يكشفني للرجوع إلى
جريمة الخلق الأولى
الكلمة
يامولانا الكلمة
فأسري بنا إلى حيث عطارد والزّهراء اختصما
فاقتسما الطبع والطابع سنن الحيوية الأولى
ونشاء الرمز
من إجتراحات العناصر الموبوءة
فتكسّر الجانرك الحامض
صار سربا من عطور الثلج
سرابا
ما كان سرابا
جرينا
بكينا
ضحكنا
ضحكنا
حتى نكون برغم الحزن الطاعن فينا
نحن من ضحك في الآخر
يا قائد لواء الشعراء إلى النار
هاك القلم
علّم من لا يعلم الأسماء
وأكتب ما يصلح للتشيىء ... فالظلال إزدهتنا
وأوغلت في القول لوهلة
ومضت سنابك الكلمات
تدكّ حصون الخيالات البرّية
تركض
تركض
تركض
خلف حطام القلب عبثا
"
ولا تزر وازرة وزر أخرى"
قيل في الكتب
وهذي أم الليل تخون في العتمة سوادها المنكود
وتلبس ثوب الخذلان باكرا
لكني أهوى قلبها المفقود
يا قائدنا إلى النار
أما تصغي للأشكال المروّضة تضبح
تتأرجح على كفّ عفريت
لكأنّها الوشق
فتمسي وتصبح على قلق
وكذالك تمسي وتصبح
تقسو على نفسها وتسأل
أما في القسوة بعض جمال ؟
حتى يهدهدنا الفرح؟
نفرح
نمرح
نتقرّح
يا قائدنا يا مرشدنا
يا سيدنا
يا منجدنا
يا حامينا
يا منجينا من شرب كأس الحياة بذلّة
أين العزوة والعزّ؟
ها أنيّ هيئت ـ كأس الحنظل ـ
والشكّ سيد السؤال
يا مولانا أغبطك
أغبطك كم لم أغبط في الكون إنسانا
فالنار بك تعتزّ
وعرش القول سيهتزّ
والزبانية وقوفا يبكون رحيلك
وقروحك فينا تنزّ
ستندمل ويعزّ عزّك
عزّ ما بعده عزّ
فأخطو خطوك في العالم السفلي بترنّح
عاشق ثمل
إنّ ما تحت الشمس مولاي يقزّز
أي منقذي من أسر اللحظات المعتوهة
يا ناموس الروح
أخبرني عن الفاني
حين يجزع من شدّ الوتر المهجور
أينقر بمنقار غربته سحنة الأيام العمياء؟
ويتجرّع ملح صوته في السرّ
حتى لا يكشفه الحبّ؟
فتخضّل عيناه . ويتنهد من سقم الرّؤيا
ويكون من فرط ناموس الشيب
في حبّه مغدور
مغرور...
مغرور مولاي نطفة الطين هذا
وسيبق أبدا مغرور
ينجب الترياق من رحم الموت
وينحني لجدار صامت شكور
وعمره يا مولانا مهدور
مهدور

 الحركة الثالثة
أي قائدنا هل هو الغيب الذي يقطّع
جثث الأزمنة الرخوة؟
ويحرّك دفّة القلب مخنّسا؟
نحو جهات الوسواس الملتهب
 
هل هو الحب سبب السبب؟
مولاي أجبني؟
هل من أنا ترحل من هنا ؟
ومن أنا الآن؟
تترجّل رحيلها فيما ليس يثريه سوى الحزن
المقدّد على أقساط مؤهلة للسداد
عند أول أيلول المتردّد
ترحل في ألتوق
ترحل في ضريح مسيح مجزئ في الشوق
أي قائدنا إلى النار
يزمجر فينا الرحيل
فننتهي في الحلول
ندرّب الكلمات على ما لا يخدعها انعطافا
ونعدّل سرعة المطر
فإن هذي الأرض أبدا فينا انحرافا
أو انجرافا نحو الجوّافة
ما الدّعي إذا لمسخ الصوت بالأفيون؟
وهذا الجنون كاف لنكاح العور والبرص
لماذا ننقش فواتير الرّوح في اتجاه السهم؟
ونحن نعرف مسبقا أن ـ إسطرلابنا ـ صدئ؟
فكن بددا يا قلب
كن بددا
كن بددا

 الحركة الرابعة
أي مولاي ...
آن أوان الفروغ من قدّاس الرّوح
وقوّة التخمين
لأزيح من على خدّ الجهات لضى القلب
في قبلة الصفح ثم أندثر
فما كان القلب ليبرع في البكاء
لولا انحسار المدى
        
سيدي...
فكن بددا اقلب ...كن بددا
مولاي...
هوذا ـ نيسان ـ اقترب
من الصوت الممدّد
على وتد النسيان
ويل للهرب...
أتراه ابتعد أم تراه اغترب
أم تراه يحقن الساعات حين يقترب؟
بما يذوب في الكأس المسكوبة على جلد المغني؟
يفتح نافذة الخلد مصححا ما أغفله التجنّي
ويغنّي
يغنّي
يغنّي...
نضوب الشوق من دنان التمنّي
أم تراه مولاي
لرجسه صروف
ولحبّه حروف
ولقدحه يتم مذروف
على عبرات التاريخ المحتلم على بزّة الصّلف
هو ذا ـ نيسان ـ الأرض
يسلك وهن الخواطر
ظمآن على طريق اليراع
يؤمن مثلي ومثل كلّ الجياع
بأن الحبّ ضياع
فأعدّي لي حضنا لتأصيل اليتم أيتها المقبرة
و استخرج عقار الخروج مولاي
من حقائب الشتات
إذ ما برع بارع إلا وفي قلبه حبّ خانق يعرّيه
وخفقة فوضى تعتريه
في كلّ ـ نيسان ـ الناس
مولاي...
ها أنا أغسل أوجاع الكون قاطبة
بدمي الخرافي
وأعقد لواء الشعر لمن في كلّ "وادي يهيمون"
مولاي...
سمعتك في وثبة روح تأمرني بأن :
تزهّد مريدي تزهّد
...
تزهّدت مولاي تزهّدت...
فماذا جنيت؟
ألعنة الأيام والدنيا ؟
أم لعبي بجمر الأحلام الحقودة؟
على باب المدن الحاوية؟
أسمعك ترتعد في جثّة جبّتك صارخا:
تعدّد مريدي تعدّد
...
تعدّدت مولاي تعدّدت...
وفقدت
فقدت
مشيت على ظلّي في عزّ القيظ ... مشيت
وحدي مشيت
مشيت
ارتديت حجم المفردات
وما دريت بأنّي
حين رجعت إلى وطني كنت...
كنت...
كنت قد متت...
مولاي...
أخبرني عن مريديك قبلي
أكانوا في الهوى غفل؟
أم أن مساحيق شهوة النضج عبثت بشمس
النفس الآبقة؟
فغيرت كوابت المطلق فينا
ثوابت المطلق فيك؟
مولاي...
أخبرني عن مريديك ؟
هل شكّ الفوري برمح الخارق ما اكتمل من تعاليك؟
هل تلطّخت يوما بالحبّ؟
وبإكليل الرّميم الواقفة عليه رجليك؟
فجاهرك الحجر بحقيقة تواريك؟
ورسوت على غيبوبة ناسفة تشفيك؟
أخبرني عن مريديك؟
ثم تمرّغ على الحصى كم تشاء
علّ السماء تكشف ليك الحجب
أما أنا
فدعني أمانع البكاء
حياء ليس إلاّ
تلحّف يا أنت
بكلّ الحيل الكفيلة بتهشيم النمط
وحصر السلالة
فيما تراه عينيك فقط
والآن ... وما بقي من الله إستان سواي
أردّ وهج الأغلس عن برق الشكل
حتى لا تلتهم الغربة حقوق الاستدراك
وتدرك معبودتي
كيف يمكن أن ندافع عن عرس متخيّل
في الجحيم
ومفتاح الإيقاع ينام مطمئنا
في رحم الزمن
لتشحن أرزئك بالحظّ
وتتأبّط العلل المدنسة
وتسابيح المعلوم في الأرصاد للنحس
مولاي...
كذا قصيدتي مريمية تلوح
وبعشقها لمعبوداتي تفوح
يرعن سحرها فتسيح
كم نخلة الله وسقياها
فندمدم ... الله
الله
هي آه مني
آه ليك
ولا آه تمور فيّ
ولا تخلد آهتك
لو كان قدري هو قدرك
أترك المرايا تكشفنا لنا
لو عمري هو رهينة عمرك
أترك...
الوصايا تجمعنا
لو كان اسمي هو اسمك
أخرج من قارعة الرّوح
إلى الانصياع
واصدمنا
اصدمنا ... نحن نحبّ الصدم
أشتمنا
أشتمنا ... نحن نشتهي حدّ الوله الشتم
حطّمنا... نحن ـ نموت في ـ الهدم
لكن لا تتركنا
فنحن بلا بركات ما ...
همّ ووهم
وهم
مولاي...
مولاي هل انهار البحر على جفني مبصر؟
حتّى ندّعي بأن علامات القيامة ظهرت؟
ونقيّد رائحة الرحيل في طعم الخلّ؟
في ليل مكفّن بتقاسيم النبيذ؟
في الصبر المتضخّم
في الوجه المتفحّم
في الصبّار الموحش
في صمت المتردّم
وما من نديم يردّ عليّ السؤال بسؤال على عادتنا في الحوار
مولاي...
مولاي يا قائدنا
يا مرشدنا
يا سيدنا
يا منجدنا
يا حامينا
يا منجينا من شرب كأس الحياة بذلّة
مرّ لساني
وعاشق على البرّ احترق
ما الذي يترف اللّغة على أيامي؟
والقلب يموت كمدا
كن بددا
مولاي كن بددا
فالماء حتى الماء داسه المهرّجون تفاخرا
وصرع المجرى من وطأ الظنون
ملعون أبو القدر ـ أي اله إستان ـ
ملعون
ملعون هذا القلب المتفحّم
الملول
المنعقد
يرطن لغة تغرّم السكون
ويشفق على قينه من يتم ـ زقّ زامله ـ
وهواجسه لا تريم
يسكب صوته ماء أبكم
ليمتحن حمقه زمن التوتر
علّه يسهوا
ويموج في عينيه ضباب الأقاليم
مولاي أفق هذي الطرق
أنظر إليّ كيف أشرق
ها هو الحبّ العظيم ينطق
فأشفق...
على الأعذاق
والأعناق
من لسع شمس الديجور
كنت أرتدي الدّاجي... وأسعى في الكون
هزّني هتاف هاتف
سجدت
في مقبرة الأمس الجنوبية
عند أقدام امرأة جنونية الحبّ
أشكوها غربتين
ويتم يومي
عسى تصفح عن شطحاتي...وتمنحني حلما
حتى بلغة الموتى الأبدية
كان الهاتف يأمرني :
..."
يا كاتب الكتبة ...إن كتبت لغيري محوتك
من كتابي ' وإن عبّرت بغير عباراتي أخرجتك
من خطابي..."...1...
مولاي
لحظتها صار الدمع شرابي
وشواهد صوتي لها روح بدوية
هاجت أشباح أحبابي الموتى كلّهم
من حولي تعانقني
تباركني
تحرّكني
تدثّرني
تغرقني حبّا
تكثرني
تكثرني
تكثرني
كان عرقي مدرار التفصّد
والحمى تقاسمني الهموم
هل أغار من الحمام؟
حين أهمّ بتمزيق غلالة السكون؟
وأجرّد المستحيل من انبهارنا بال"خيام"؟
صدحت من كوّات الأيام الخؤونة هسهسة ذليلة
تمهل الشاجي بندم
 
حتى ـ ضرب القداح ـ
فأشار قدح الألم
بأن نعم
إنه العدم
العدم................
"
مسخرة"
مولاي ...
حرثنا الموج وكان لنا نثره
وملحه العقوق
رتّلنا للغوب الوهم
فركبنا الشجن
ورواحل الضيق
فهل نأتمر بأمر الظعن
وننضو إلى غياض السطور؟
هل فيك من الحبور ما يجعلك سعيدا
إلى هذا الحدّ بأوزاري؟
أراك تغذّ السير في هزيعي
وتضخّ أصوات ضريمة الغلّة
يتكسّر صوتك من مرار
لكأنّه من فخّار
على دفئ الجبّة العتيدة
ولئن أمسيت على شوق
فإني يا أنت
أصبحت على أغنية سعيدة
وها هوذا أيلول يزيحك من ألله إستان
ريح لأيلول
مطر تغسل وجه الأيام يا أنت
روح لأيلول
حتى وإن خلأت لبرهة
لن تبكي عيون العوذ المطافيل
ستهبهم مواويل الشتاء والصيف
وتهبهم روح القصيدة
كوني سعيدة معبودتي
كوني سعيدة أي ألله إستان
كوني سعيدة يا أم
كوني سعيدة
وأنت أيها المولى
هيّئ نهارك لصلاتك المتوجّسة
ومزّق الليل كم تشاء
وزّعه على الحزن
أطرد قنوطك الهجوع من مزامير الأمس
واختفي...
لهفي على الموت بدونك
على من بعدك يسند جوعه؟
ويحطّ حمله؟
ويشتكي لمن أوجاع نهاره؟
أيّها المولى بلا نصير ليك
أراك الانهيار ذاته
فدعني أفتي في خلقي الجميل
وأذهب
كم نهبت من روحي مما إعتلج فيها
من هبّات  فرح بخيل
اذهب ليس بعيدا عنك
عليّ أن أتحمل معبوداتي لباقي الوقت
وأتأمّل الصمت الكافر ثم أمضي
قبل أن تكنسني الوصايا
ويقتلني النسّيان
قبل أن أتوضّئ بندى ليل المرافئ ا لبعيدة
كوني سعيدة سيدتي
كوني في كلّ ليل جديدة
فإني كرهت ترتيق الذي لا يرقأ
كرهت غسيل انهيارات النّساء               
في ابتسامة متطفّلة
على ما يرشح من عزلتي
ومن الأسئلة
بدون أن أستريح من وعثاء الطرق
ولا قليل عندي حتى
أنعش بهي أحلامي الطريدة
كوني سعيدة
معبودتي كوني سعيدة
كوني القصيدة
كوني تغريده عمري الأبله
كوني الذي يحمي الأيام من التآكل في أزمنة بليدة
كوني سعيدة كوني
سعيدة
......................................
"
شطحات "
ورع ...
ورع أبارز الذي يراني
ولا أراه
وأسكب
سكيب الرّوح
في خلا الكلمات
أعوذ بالكأس المقدّسة
لأكتشف الخيانات المدسوسة
في جيوب اللغة
وسحر البيان
في الأحكام الخفية
ورع ...
ورع أبصر الجنوب
فلا غروب لشمسه بعد اليوم
رميت بخور لساني على الرميم
فجاء النهر وبايعني
وجاء الجبل وبايعني
وجاء الليل وبايعني
ـ والتين والزيتون ـ
جاء النخل
وجاء البحر
كنت أعرف أنّه يخدعني
راقصته شطحة وجد
تألب على الصمت
وبايعني مغتبطا
أرسل إلى جهات الكون موجاته العقوق
مبشرة بالحرية
وبالحرية
وبالحرية
رمتني روح الفيض إلى جنوبي
وكنت كذا
في أعينهم حواريا
كائنا خرافيا
كائنا أثيريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق