سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 30 يونيو 2013

مقالات سياسية: المسألة الديمقراطيّة في الوطن العربي بقلم/ مختار الأحولى

" صحفى تونسى"تعمار العراق تحت مظلّة الديمقراطيّة الجديدة

من الأكيد أنّ الأنظمة العربيّة كلّها دكتاتوريّة وأثبّت كلمة (كلّها على الإطلاق وليس بعضها وسنبين تدريجيّا هذه الجدوى والحجّة من الدكترة المفروضة قسرا على هذه الأمة بتجزئتها). ولا مجال للنقاش في مسألة قتل الحرّيات في هذه الدول الكيانات. والأجزاء المنفصلة. لكن لماذا العراق كان نقطة البداية؟هل هو العقاب الذي جنته من ضرب إسرائيل في حرب 1991؟(وهنا وجب أن أنبّه لمسألة التشابه بين سوريا والعراق ليس في الأنظمة الحاكمة ومبادئها لكن في أساليب تعاملها مع مسألة الحرّيات وحججها في ذلك وهو العنصر الذي مثّل دائرة اختراق الجبهة الداخليّة للعراق ثم سوريا أيضا).العراق ومنذ ما قبل تولّي البعث الحكم بعد الانقلاب على الشيوعيين وبمعونة خارجيّة كان يعيش حالة حرب دائمة انطلقت من تحوّلاته الداخليّة حتى وصول الحرب التي أضطر على خوضها مع إيران. لذلك وجب بناء سند وسدّا اجتماعيا لهذه الحرب(الجبهة الداخلية) وهي أحد أهم معطيات لربح أي حرب. سواء عسكريّة. أو حتى اقتصادية ثوريّة. فبلا جبهة داخليّة أو من خلال إرباكها(خصوصا من خلال الإعلام الموجّه)الذي يثير الانقسام فيها. يسهل اختراقها. وبالتالي خسارة كلّ شيء. وحتى الوجود والاستقلال. لذلك كان إختراق ومن ثمّة احتلاله سهلا في 2003 بينما استعصى ذلك في 1991 لتماسك الجبهة الداخليّة وشبه انعدام عنصر الخيانة القاتلة. 
وتحدّد مسألة الحرّيات في داخل هذه الدول التي يراد استعادتها كمستعمرة كاملة لا جزئيّة بشعار واحد"معي كلّيا لا جزئيا أو ضدّي وبالتالي وجب الإقصاء(وهنا الإقصاء يتمّ عبر العقاب الأقصى بأصنافه) حفاظا على وحدة الصفّ في حجّتهم. وبالتالي ضمان أكبر قدر ممكن من الإقناع بوجوب التغاضي عن كلّ الأخطاء مقابل بلوغ الانتصار المنشود ثم نتحاسب. حسب شعار "نفّذ ثم نتناقش "وهذا ما ينشده كلّ نظام يعيش حالة حرب أو حصار أو مهدّد أو خائف أو متواطئ بأي شكل من أشكال التهديد والحصار والإرهاب بأشكاله التي برعت فيها القوى الاستعماريّة وعلى رأسها أمريكا.
ولأنهم يعرفون كلّ هذه المعطيات. ووجدوا فيها معطى مهمّ. خصوصا بطول مدّة الضغط على الجماهير والتي كانت مقصودة سلفا لبلوغ حالة الاضطراب الداخلي الكلّي. وكسر تماسك هذه الجبهة واختراقها من خلال الحلقة الأضعف أو التي تضعف أكثر لأسباب تتعدّد(منها في الحالة العراقيّة تحريك القوميات أو أيضا اللعب على التباينات المذهبية وتوصيل فكرة أنهم مقموعين"مثل الشيعة" رغم أنهم أغلبية"والحقيقة أنهم كانوا ممثلين في السلطة على قلّة هذه التمثيلية من ناحية.وغياب مبادراتهم للقطيعة التي نتجت من تجاوزات السلطة الخائفة من التواصل المذهبي بين شيعة العراق وإيران التي تمثّل لهم حلم الحكم والسلطة. وأيضا خطئ تعويل القيادة على القبلية والمذهبية وليس المرجعيّة الفكريّة الإيديولوجية. خوفا من الخيانة من خلال تعاطف مذهبيّ" وهذا الضعف يجعلها مستعدّة للخيانة. وهذا ما حصل فعلا نتيجة عدم تغذية الفكر(رغم أن الشعب متعلّم وله نخب ترتبط بالحزب بروابط الخوف وليس الاقتناع نتيجة ترسّب الأفكار القمعيّة والانتهازيّة في أغلب عناصرها. وتطوّر الفكر لدى بعض آخر نحو التحاور وعودة الأطراف السياسية العلميّة والعقلية التوجّه. بما كان أن يكون رافدا للجبهة وليس عكسه إن استخدم في إطاره. فالفكر لا يمكن أن يكون لا وطنيا بما أنه ينبع من تصور للوطنية وللوطن كيف نتصوره. لكن القمع الوحشيّ والدمويّ. يولّد البحث عن حماية برع المستعمر في توفيرها وتطويعها لمصالحه وتجنيدها لاستعمار البلاد. و كان يمكن التعاطي معها من خلال مراقبة أي انحراف يطرأ على سيره. أي درجة ارتباطه بعموم الفكر إنسانيا. مما ينبئ بتبعيّة تتحوّل إلى خدمة للمستعمر. هنا يمكن أن تتدخّل هذه السلطة الموصوفة بالدكتاتوريّة. وما الصراع الفكري سوى إثراء وغناء للمبادرة الوطنيّة. وتنويع السبل والطرق لتجاوز الأزمات. وتعدّد الأسلحة لمجابهة أمهات المشاكل. وهنا يكمن التنوع وتعدّد الرؤى في الفكر الاشتراكي داخل المنظومة الفكرية لذلك هي لا تموت كما يدّعون.إمّا حسب التجارب التي تثير الجدل أو عبر التصور والابتكار النظري الذي حتما يمرّ هو الآخر عبر الجدل.
إن الدكتاتوريّة رغم أنها ثابتة إلاّ أنها في العراق وسوريا(وسنعود لسوريا بالتخصيص في مسألة ما يسمى ثورة سوريا) ليست كما السودان الذي قسّم حسب رغبة إسرائيل"كمرحلة أولى".ولا كما في تونس ومصر. وليست كما في دول الخليج وهذا محكوم بنقاط أساسية أهمها الاقتراب من خطّ النار أو المجال الحيويّ مع العدوّ(وما يفرضه من تسلّح وتوجّه في العلاقات مع (السوفيات سابقا التي تحولت إلى روسيا الفيدراليّة. والصين كساند وداعم. لما تمثّلانه من قوّة عالميّة). مع التقارب الفكري وما يفرضه من عداء وتوتّر دائم مع العدوّ. وما يتوفّر لدى العراق خصوصا من قدرات مالية قادرة على أن تكون محطّة تعبئة ضدّ العدوّ) أما بالنسبة لمصر وبعد أن تغلغلت الامبريالية فكريّا وعمليّا على الساحة بكلّ تفاصيلها منذ عصور خلت. وحتى في صفوف معارضتها" وما نتج عنه من معاهدات كان آخرها وليس آخرا توقيع معاهدة كامب ديفيد". والحال غيره بالنسبة لخليج من المفترض أن يكون خاليا من العداوة حتى وإن تورط بعض زمن في القضيّة الفلسطينيّة وما خوفه من إيران إلاّ زراعة زرعها من يخشى على النفط. من تحوّل وجهة التحكم في جريانه. وجريان نهر عائداته معا. فما يدعى بالعداوة التاريخيّة المذهبيّة. هي عمليّة تخويف لحكّام مرعوبين من ممثلي تلك المذاهب من بني جلدتهم. وهم الذين يعيشون الدرك الأسفل. رغم ما وهب الله تلك الأرض من ما يحيي الموتى وهي رميم. من خيرات نفطيّة. فهم ومن خلال فتاوى تجّار الدين ممن أباحوا لأنفسهم تجزئة ما جاء في القرآن ليأخذوا ما يصلح للحاكم ويغيّبوا(وإن تمكّنوا لأحرقوا الباقي) حتى يعيش هؤلاء الطغاة في نعم ومال مكنوز. كان الأجدر أن تكون شعوبهم هي أكثر شعوب الأرض حكمة. وعلما. ودراية. ومثالا للناس على ما يمكن أن ينفع المال في وجود الإنسان، ككائن قبل أن تكون
الحجارة الشاهقة التي لم يخططوها ولم يبنوها حتى. بل كلّ ما عليها(وهو فان مع الزمن) من صنع"هندسة تجريبية غربيّة ويد عاملة فقيرة تعامل في أفضل الحالات سخرة" وأهل الدار مقسّمين بين معدمين وفقراء نتيجة مرجعيته المذهبيّة أو ملّته. ودرجة قبيلته في سوق القبائل. فميسور ثم غنيّ ثم ثريّ بدرجة قربه للحاكم وولائه المطلق واللا مشروط.من خلال القبيلة أو الخدمة التي يوفّرها لبقاء هذا الحاكم"وهي إعانة على وئد أي رغبة في التحرّر عند فقراءهم" وما حصل في البحرين دليل على شراسة حكّام قريش حين يتعلّق الأمر بالحكم(حيث أرسلوا عونهم القاتل للشعب البحريني المضطهد على خلفية مذهبه)بتلك السرايا الحربيّة التأديبية وحين تراها نخالها متوجّهة بعتادها ذاك لفتح فلسطين وليس لكسر رغبة فئة فقيرة معدمة ومحكومة على خلفية مذهبها بالإعدام أحياءا. وطبعا مسحوا دم السكين في ثوب إيران على أنها الدافع وراء تحرّك هؤلاء وليس لأسباب أخرى.(وهم بطريقتهم تلك يدفعونهم للاحتماء واللجوء لإيران فعلا) ولن أتحدث عن فضائح أهل الحكم ومقرّبيه في بلادهم أو خارجها "من تحليل ما حرّم الخالق على المخلوق" ويدّعون أن الشيوعيين هم أهل الزندقة والكفر والفسوق والفجور والمجون. وملفّاتهم المخزية تملأ أرشيف المخابرات العالميّة العدو لحين ميسرة.يفضح منها من يجب أن يلغى من خارطة القصر ودوائره من حكّام العمالة وأعوانهم الخلّص.والأكثر من ذلك. وحتى لا يكون للقذارة باب واحد. وجب أن تقذّر أمّة بأكملها. من فقرائها إلى أغنيائها. من بسطاء ساكنيها إلى مثقّفيها وعلماءها. "حتى وإن كانوا من أصل ومعدن شريف"(وهم أوّل القائمة). من خلال إتباع نهج. خلنا أن باب الاجتهاد أغلق تماما ونهائيّا. لكنه فتح على غفلة محسوبة وأعيد غلقه عمليّا ليبق بعض المهرّجين يزيدون ويزايدون بلا علم وعن جهل في فضحه بفتاوى مضحكة مبكية ليصحّ فينا قول الشاعر: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم: إذا فإن دكتاتورية الخليج مبنيّة على ثلاث مفاصل الحاكم والخدم والعبيد(ويدخل في خانة العبيد كلّ خلق الله بلا تمييز في فقرهم. لكن السيد الأوحد صاحب العلم الثابت والأصل الضارب في تاريخهم الذي تعلّموه. ومثالهم الأعلى هو أمريكا واليهود. وحجّتهم في ذلك أن الرسول(صلعم) أباح الاتجار معهم وما علموا عن الرسول غير هذه الفكرة. بدون وضعها في إطارها الزمني الذي فرض عليه هذا التعامل وحدود هذا التعامل والمبتغى منه.وهذا غيض من فيض.
لكن لزيادة تعميق الجهل وتكميم الأفواه غرسوا في كلّ أرض العرب أشياع وتبّع لهم. دعموهم بالمال وما يفيد في قتل الفكر أولا وأساسا. يزرعون في العقول البسيطة جهلهم "وهي فئة تمثّل ثقل عربيّ نتيجة الفقر المدقع التي تعيشه غصبا عنها". وبدعم وتوصيل ووسائل منحت بسعرها وثمنها. من طرف المستفيد الأول(اليهود الذين لا ولن يرضوا عنك مهما فعلت لهم...)وأمّا "رباط الخيل" فقد أعدّ للسوفيتي في أفغانستان والنظام الشيوعي في صربيا وكوسوفو وغيرها من رقاع يوغسلافيا الجديدة. وغيرها من الأماكن في العالم...وإسرائيل ليست سوى بلد شقيق وصديق وحليف سرّي لديمومة الكرسيّ... 
فكانت التربة الحاضنة الأولى لضرب الكفر في الأرض ورمزه الشيوعية وأصلها السوفيتي في أرض الإسلام وأرض الله قاطبة(أنشئت القاعدة في أفغانستان وجمع فيها شمل من غرّر بهم من خيرة شباب العرب في حرب. قادتها وقادتهم فيها، ورعتهم أمريكا والصهيونيّة. ثمّ وحتى الآن يستخدمون ليس ورقة ضغط فقط وإنما الصفّ الأمام أمامي. لتهيئة الأرض لمصلحة أمريكا والصهيونيّة. وتوظّفهم في كلّ مستنقع يريدون بث الرعب فيه. ليصلوا إلى استجداء هؤلاء المرعوبين لهم ليحموهم(أو دعمهم بالسلاح والمعلومات. أمّا المال فتتكفّل به الدول النفطيّة. فهم رعاياها وأهل ملّتها والخارجين من جبّتها). 
ثم جاء تحوّل هو الدرس بعينه(وأعني قضيّة سرايفو) هنا المعركة في أوروبا إذا فالمال يكفي مع الحشد الجماهيري الداعم بصوته. أما أوروبيينا فنؤدبهم نحن. ونحميهم نحن. فلا قاعدة ولا استثناء. كلّ هذا والنفط يموّل الحروب. ثم جاءت نقطة تسريع وتيرة التاريخ القذر للصهيونيّة حين أوهموا العالم أن القاعدة الممثل الشرعي والوحيد للإسلام بضرب برجي "الحمام" في أمريكا.(وهنا أسأل ما دخل العراق وامتلاكه للأسلحة النووية أو الكيماوية في برجي حمام أمريكا وفي القاعدة؟ لتكون فيما بعد وبتحوّل أرصدة الحجّة عند مقارعتها وطرحها على المجتمع الدولي والرأي العام الإنساني الذي تفطّن في وقت متأخّر نسبيا لكذبة امتلاك العراق لأسلحة نوويّة.فتحوّلت وتحركت واجهة الحرب الحديثة"الإعلام" لنشر كذبة جديدة هي مشكلة جلب الديمقراطيّة لشعب مضطهد في العراق وعلى ظهر الدبّابات(أي ديمقراطيّة هذه التي يجيء بها الموت والخراب والدمار؟) وكان معلوما منذ بريمر من سيحكم. ومساحة حكمه على الأرض. وبأي شروط. ولكن للمقاومة كلمتها التي حوّلت الكثير من الحسابات وأعطت زخما بعملياتها للحدّ من تمكن الاستعمار من تنفيذ مخططه ولو بدرجات متفاوتة. وهنا وجب أن أوضّح أن إيران حتى الآن هي ملتزمة رغم ما يمكن أن تصل إليه في العراق بعدم التورّط المباشر. وتحريك اللعبة السياسية مع القليل من الضغط العملي النوعي على الميدان. لتحمي وجودها فقط. فبحساب الأحداث كان يمكن أن تكون معارك أو معركة على الأقل(خصوصا وأن الجيش الأمريكي بين فكي الكماشة عسكريّا واستراتيجيا وإمدادا لوجستيا). لكن خيرت المناورة السياسية حفاظا على سلامتها وسلامة شعبها وبالتالي المنطقة ككلّ وأولها العراق. لكنّها وللتشفّي قامت بأكبر عمل قذر وهو الإسهام في شنق صدام حسين يوم عيد إسلاميّ عام لكلّ الطوائف والمذاهب. وهذا ما بحثت عنه أمريكا. كحجّة على بشاعة الشيعة ولا إنسانيتهم. (ومس ذلك المسلمين عامة على اختلاف مذاهبهم وحتى عند الرأي العام الغربي والأمريكي) وكلّ ما من شأنه أن يرعب حكّام الخوف والتبوّل في السراويل من إيران على أنها عدوّهم الرئيسي وليس الصهيونية وإسرائيل.لكن لا يمكن أن نتحدّث عن العراق دون تدوين أخطاء القيادة العراقيّة وعلى رأسها صدّام حسين. ولن نتحدّث عن خطئ دخوله للكويت وخطئ خروجه منها. لكن على المستويين الداخلي والخارجي في إدارة الأزمة وهذا ما جعل الصفّ الذي تماسك طيلة الحرب الأولى(1991). ينهار سريعا في الثانية. فالحصار الاقتصادي، أنتج تعاملا هو على حدود التماس بين الخطأ والصواب. في كيفيّة التعامل مع(البرجوازيّة الوطنيّة في أثرهم الفكري) وأثرياء الحرب في الواقع. والسيطرة عليهم حتى لا يغرقوا القدرة الشرائيّة للمواطن العراقي الذي عاش خلال ردح من الزمن في(اقتصاد الحرب) وحتى السنتين من السلم التي عاشها الشعب العراقي كانت مأزومة. حيث لم يجد متنفّسا لتفريغ الشحنة الكامنة فيه. نتيجة تواصل حرب إيران لفترة زمنيّة طويلة كان الكبت فيها(وإن كان مجبرا النظام العراقي على تطبيقه لكن ليس بتلك الحدّة والشراسة. في محاربة الأفكار التي تتجدد بتجدد دماء الشعب. وتعيش في الكامن فيه حتى تنفجر في أول مفترق)وهذا ما فهمه العدوّ وأسس عليه. فعوض التعامل مع الأفكار والتعويل على المبادئ. وإن اختلفت سبلها فهي حتما تصبّ في وعاء واحد هو الوطن. الذي نجتمع فيه لنبنيه. وكان من الأجدر التركيز على احتواء هذه الأفكار ومنحها المتنفّس والثقة في الوجود كعنصر فاعل فالعقل بالنهاية يحمي الشعب ولا تحميه عاطفة واهية أو مستخرجة من ما باد من التاريخ حتى وإن كانت بعض مظاهره لازالت تعيش معنا كما فعل حاكموا العراق حين استمالوا القبيلة ظنّا منهم أنها لا تزال تعني للخليجين شيء(خصوصا إذا علمنا أن القبائل العربيّة في العراق لها امتدادها وروابطها الدموية مع قبائل الخليج التاريخية)لكن هذه الأمة العربيّة التي نريد أن تتوحّد ليس على مسار قبلي. وهذه أحد الركائز النظريّة التي من المفروض كان يبشّر بها العراق. أما رسالتها الخالدة فسبق وأن تحدّثنا وإن لا يكفي لكن نكتفي لحدود المجال وأهمّية النتائج وأصل المبحث.
وأذكر وكنت في تلك الفترة في العراق (1991) أن جريدة رسميّة وناطق إعلامي لمسار ورأي العراق حكّاما. تسرّعت فورّطت نظاما ومن وراءه شعبا بأكمله. حين لم تنتظر نتائج الانقلاب العسكري في روسيا ساعتها. وأخرجت عدد مسائيا على غير العادة يمجّد ويشيد بالجيش الروسي الأحمر. والزعماء السوفيت التاريخيين كخورتشيف وصورة حذائه على طاولة الأمم المتحدة. لكن فشل الانقلاب. كان ضربة للعلاقات. وضربة للدعم الذي كان يمكن أن يكون مماثلا لما نراه اليوم بالنسبة لسوريا. 
وعوض أن يستثمر هذا الخطاء داخليّا(ونحن نعرف بوجود الفكر الشيوعي على الأقل عند نخب معيّنة) إلاّ أنه أدار ظهره سريعا لفكرة ظهرت محتشمة في الساحة السياسية آنذاك وهي سياسة الانفتاح على الفكر الحرّ الوطني وهو يعني أصلا الشيوعيين العراقيين. وكما أسلفنا سارع إلى حضن القبيلة غير مباليا ولا حتى متمسّكا بمقولات فكره في ما صنع الاستعمار بالتقسيم(أي الخارطة الجغرافيّا وفعل الزمن في أهلها المقسّمين) من تباعد وولاء.زد على ذلك الحضور الفعلي الدائم واليومي للمخابرات والإعلام الموجّه للعدوّ على مرّ الزمن حتى لا يترك مجالا لأي خطئ من هذا النوع من التقارب الكارثيّ بالنسبة لوجوده. لذلك كان أول أسلحته التخويف من العراق المسلّح القويّ والمعادي لثراء ووجود هذه العائلات الحاكمة التي تعيق وجود كيان عربيّ. مثلما يفعلون الآن مع إيران ولو أن الملفّات تختلف في درجة الخطورة(وسنناقش الأمر في فقرة خاصة).
وكان دخول بغداد فاتحة الحرب الفعليّة وبداية وضع قدم. في موطئ القدم. على الأرض المفتاح. لكن الرأي العام الأمريكي. ورغم الأرباح التي جناها خاصته القياديّة. وتطوّر الإنتاج وتسارع وتيرة الأحداث. مع زيادة في الاستهلاك على أرض المعركة. ومع تمويل عربيّ متفاني وسريع و سخيّ. إلاّ أن كلّ مقاتل أمريكي يموت خارج الديار هو ورقة انتخابيّة وليس روحا بشريّة. ومع تزايد العمليات النوعية للمقاومة العراقية تزايدت الأصوات المنهوبة في ضرائبها والمسروقة في رزقها المموّل عربيّا(أي استئثار نخبة معيّنة بمشاريع إعادة أعمار ما دمّروه وبدم الشعب العراقي هذه المرّة) 
والمحصّلة أنه(أي الشعب العراقي) خرج من دكتاتوريّة تشبع وربّما لا تغني. إلى دكتاتوريّة لا تشبعا بل وتقتل وتنهب وتسرق وتجهّل بالجملة. وهذه هي الديمقراطيّة الامبرياليّة الصهيونيّة المشتهاة. وكم من عالم اغتيل أو جنّد لمخابر العدوّ قسرا. 
وحتى لا أطيل وأسقط في التكرار. أواصل بانيا على ما سبق خطورة الأخطاء التي وقع فيها(صقور بوش) في الوسائل واختيار المواقع الأولى لوضع الخطوة والقدم الأولى فالاقتراب من الهدف يكون تدريجيّا وتفاعليّا على رأي غريمه في الانتخابات الذي سيفرض رأيه من خلال إقناع الصديق الحليف و(العدوّ) الحليف في الداخل الأمريكيّ الصهيونيّ ببرنامجه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق