سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 10 مايو 2012

القصة القصيرة: سماعة التليفون بقلم/ أميمه محمد


27 _5_2011

هي : ألو ..... ألو ........ ألو
هو : ................. صوت أنفاس وتنهدات في سماعة التليفون .........
وفجأة ... أقفلت السماعة في وجهه
هي : لا أدري ما هذا , لقد تكررت تلك الرنات الغريبة ولا أسمع غير تلك الأنفاس .... لعلها تنهداته هو ... أعلم ذلك .... فلماذا جاء الأن ... ولماذا تذكرني الأن؟
ألا يكفيه ماسببه لي من آلام ودموع.. ألا يكفيه ... آه يا ألهي أتوسل إليك أن تعينني علي ما أنا فيه ....؟ ألا يعلم أن ما كان بيننا قد فات وأندثر للأبد ؟؟
لا ... لن أسمح له أن يهدم حياتي الأن ... فأنني ولأول مرة أشعر بالحب.
تتنهد وتنظر إلي صورة زفافها المعلقة على الجدار ... وتبتسم... وتفتح النافذه فيهب نسيم أول النهار الخفيف فتستنشق الهواء العليل وهي تبتسم ممدده ذراعيها لأعلي ورقبتها لأعلي .
هو : لا أعلم لماذا لا أقوي علي التحدث إليها .... أو أنطق بكلمة واحدة في وجودها ... أريد فقط أن أسمع صوتها من خلال الهاتف ....
ولماذا أريدها أن تحنو علي الأن ... وأن تتوسل إلي كما كانت تفعل من قبل أن أتركها .... ولماذا كان هناك إمرأة أخري بديلا لها ... كيف فعلت هذا ؟؟ ... أعلم أنني أخطأت ...وتسرعت ...ولكن كيف ,؟ لقد كنت واثقا من أن كل شئ في حياتي سيسير علي ما يرام..... من دونها بالطبع ...أعلم أنني لم أراعي مشاعرها بتاتا ....ولم أسمع لبكائها في الليالي الطوال ....
وأعلم أنني أقفلت الهاتف في وجهها مرات عديدة...فلماذا أنزعج الأن؟ ....ولماذا أريد منها أن تسامحني ليس علي أثم اقترفته هي.....
بل علي أخطاء كثيرة مني ....
كيف لي أن أتركها و أنا أعلم جيدا أنها الأفضل لي ....يا ويلاتي ...هي الأن بجانب إنسان آخر .... يعتصرني الألم وغصة في حلقي ....
آه.. أريد أن أسالها الأن هل أحببتيه بقدر ما أحببتني أم نسيتني الأن .؟... و أعلم أنها ستكون علي حق ... لطالما كانت.... ....
لعله هو الأفضل لها علي كل حال .... لقد كنت أعلم أنني الأول في حياتها و وكنت متأكدا بخبراتي الكثيرة أنها تعشقني و أنني أول من يدق أبواب قلبها .. وكنت أعلم مدي تعلقها بي ومشاكلها الكثيرة وفضفضاتها بالساعات معي ... وكنت أنا الأقرب إليها من الجميع فلقد كنت ملجأها وملاذها الوحيد
لا أعلم إذا كنت أغار عليها حتي الأن ... أأغار لأنها فقط استطاعت أن تحب غيري وتعيش معه في هناء .... و أنا حياتي تداعت وتهدمت .... ليس بسببها ولكن بسببي أنا ... أأغار لأنني مازلت أحبها ....لا أدري ... أأناني أنا أم ماذا؟!
لازلت لا أسامح نفسي .... ولا أعلم ما أفعله بحياتي ... وكيف استمر فيها ... أكانت قوتي مستمدة فقط منها هي!, أم هي التي كانت تضع الطموح والأحلام أمامي وترسم بخيالاتها خطي أيامي ..؟؟ وبدونها تكسرت وتعثرت هذه الأحلام ...أأغار منها لأنها أكملت حياتها أم أغار عليها ؟؟ الأن .... لا أدري ....
لقد نهرتها بكل الحجج اللاواقعية ... واختلقت الاعذار الكثيرة لكي تقدم هي علي هذه الخطوة وتطلب هي ذلك حتي لا أشعر باللوم أو التأنيب الداخلي
أكنت أحب تذللها الكثير لي ... وامتلاكي أرادتها وبكائها المتواصل من أجل أن أغفر لها حججي أنا الواهية اللامنطقية ..... ورسائلها الكثيرة بل الفوق كثيرة التي كانت تتوسل فيها إلي لكي أحدثها وتستعطفني كي أسامحها علي أخطائها التي كنت أنا الذي أتهمها بها وأتحجج بها بدون وجه حق ؟؟!!
أم أنني أغار الأن لأنها أخيرا حسمت قرارها وأغلقت السماعة هي بإرادتها الحرة ....و أنا لن أستطيع أن أغلقها في وجهها بعد الأن
هو : .............. صوت أنفاسه خلال سماعة الهاتف وتنهداته ....
هي : ألو .... ألو ..... تضغط زر الإغلاق ... غير متصل ..... أنتهت المكالمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق