سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 10 مايو 2012

دراسات: نثر - شعر: رائد المقالة الإسلامية وشكسبير العرب...مصطفي صادق الرافعي بقلم/ أميمة محمد


ولد سنه 1880 في قرية بهتيم بالقليوبيه وعاش وترعرع في محافظه طنطا , أبواه من أصل سوري , وينتمي نسبه لعمر بن الخطاب . حفظ القرآن كله قبل أن يتم عشرة سنوات وأصابه مرض التيفود في صغره وأثر علي سمعه بشدة ومع تقدمه في العمر فقد حاسة السمع . وأصبح بذلك يشترك مع طه حسين في الإرادة القوية والتغلب علي العقبات , ولقد عاقه ذلك عن استكمال دراسته ولكنه حصل علي الشهادة الإبتدائية فقط في سن السابعة عشر وبذلك فقد تشابه مع عباس العقاد . وبالرغم من تلك التشابهات بينه وبين هؤلاء الكتاب الكبار ألا أن أكثر نزاعاته وخلافاته كانت معهم حيث ألف مصطفي صادق كتابه المشهور " تحت راية القرآن " ليرد علي أراء طه حسين في كتابه بأسم "في الشعر الجاهلي " حيث تناول الرافعي في كتابه إعجاز القرآن وذلك سنه 1911ميلادية .

وبالرغم من أنه أنضم لمدرسة الأحياء و البعث الذي تزعمه البارودي ألا أنه أول من أطلق صرخه اعتراض علي الشعر العربي التقليدي حيث قال " أن في الشعر العربي قيودا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل مايريد أن يعبر به عن نفسه " وهذه القيود كان يقصد بها الوزن والقافية .
وانتقل الرافعي بعد ذلك إلي مجال النثر الشعري وكتب فيه أعمالا رائعة مثل " حديث القمر " ,"أوراق الورد " , و " السحابة الحمراء ", و" الفقير" ومن كتاباته في الدراسات الأدبية كتاب " تاريخ اللغة العربية " الذي يسر له الطريق لارتقاء درجات المجتمع الأدبي, ولقد وجد الرافعي دعوة التجديد قناعا للنيل من اللغة العربية ويقصد به التشكيك في القرآن الكريم فتصدي لهذه الدعوة بكتابه " تحت رايه القرآن " الذي جاء كأفضل الكتب العربية في النقد ومكافحة الرأي بالرأي .
ومن كتاباته المشهورة " وحي القلم " وهو مجموعة فصول ومقالات وقصص له وفيها :

1 اليمامتان

2 الطفولتان

3 في الربيع الازرق

وسافر الرافعي إلي لبنان عام 1912 وتعرف هناك علي مي زيادة وعندما عاد كتب " حديث القمر " الذي هاجمه طه حسين وقال عنه " اللهم أني أشهد أني لا أفهم شيئا ... ومهما يكن من شئ فأن اللذين يريدون أن يروضوا أنفسهم علي الطلاسم , واقتحام الصعاب , وتجشم العظائم من الأمور يستطيعون أن يجدوا في كتاب الرافعي مايريدون "
ورأي أنصار آخرون للرافعي أن هذا الغموض ماهو ألا " من تحريه صفة الشعر والبيان "
وعندما صار للرافعي جمهور دفعه ذلك إلي التبسيط في أسلوبه والميل إلي الوضوح حيث كان في البداية يكتب لنفسه فقط غير عابئ بموضوع المعني لدي القراء.
أما عن أسلوبه في الكتابة فلقد حافظ علي اللغة العربية في نقاء أسلوبها وبلاغتها حيث يلقب بصاحب الجملة القرآنية . ولقد ساعده في ذلك حفظه للقرآن الكريم منذ الصغر وقراءته في مكتبه الشيخ القصبي ومكتبه الجامع الأحمدي في طنطا وقرأ للجاحظ وابن المقفع وغيرهم .
حتي أنه حفظ نهج البلاغة في سن العشرين وكان يقرأ كل يوم ثماني ساعات متواصلة . وكان الرافعي ملم الفرنسية ويقرأ الآداب الغربية ويعرف عنها الكثير. ولقد أثر ذلك في أسلوبه حيث "تسللت إليه بعض عبارات التراجمة واستعملها من غير ’ن يفطن إلي ما ورائها ,علي الرغم من شدة حساسيته ". وصارت جملته من أجل ذلك في نظر البعض "تشبه الجملة المترجمه أحيانا لفرط تحررها من الانماط القديمة ".

مذهبه في الكتابة يقوم علي :

1- التوسع في مذاهب عربية وعدم الاقتصار علي تقليد القدماء.
2- التجديد الدائم في الاساليب والالفاظ بما يتفق مع قواعد اللغة العربية وأوزانها .
3- العناية بالمجاز المرسل والاستعارة في كتاباته .

ومن الأمثلة علي توسع الرافعي في مذاهب بناء الجملة , استخدامه كلمات لا ينازعه في فصاحتها غيره مثل: اكتشف , الزهور, الورود , واختراعه لكلمه ( أما قبل ) . وله من التراكيب في الجمل مايرفضه الأصل النحوي.
وتأمله في وحي القلم حيث يقول " ههنا خوان في مطعم كمطعم الحاتي مثلا عليه الشواء و الملح والفلفل والكواميخ أصنافا مصنفة ، و آخر في وليمة عرس في قصر و عليه ألوانه وأزهـاره ، ومن فوقه الأشعة ، ومن حوله الأشعة الأخرى من كل مضيئة في القلب بنور وجهها الجميل ، أفترى السهولة كل السهولة إلا في الأول ؟ و هل التعقيد كل التعقيد إلا في الثاني ؟ ولكن أي تعقيد هو ؟ إنه تعقيد فني ليس إلا".
نجده انخرط في التراكيب والعنايه بالالفاظ واحتفل بالموسيقي والرنين في الجملة .
ومن كثرة تميز أسلوبه البليغ أنه كان يكتب في الصحف بدون توقيع فينم أسلوبه عليه , حدث ذلك في مقالات مثل (علي السفود ) والتي كانت ردا علي عباس العقاد , و(جنود سعد)
وحاول الزيات أن يفسر سمه الغموض التي تطال بعض ما كتب الرافعي ، قال ( رحمه الله ) ‍: " كان يحمل الفكرة في ذهنه أياما يعاودها في خلالها الساعة بعد الساعة بالتقليب و التنقيب و الملاحظة و التأمل ، حتى تتشعب في خياله وتتكاثر في خاطره ، و يكون هو لكثرة النظر والإجالة قد سما في فهمها على الذكاء المألوف ، فإذا أراد أن يعطيها الصورة ويكسوها اللفظ ، جلاها على الوضع الماثل في ذهنه ، وأداها بالإيجاز الغالب على فنه ، فتأتي في بعض المواضع غامضة ملتوية وهو يحسبها واضحة في نفسك وضوحها في نفسه "
وبالرغم من كل ذلك ألا أن الرافعي قد نظم ثلاثه من أجمل أناشيد الوطن المصرية .
ويذكر أيضا أنه ألف النشيد الوطني التونسي الذي يعمل به إلي يومنا هذا وهو النشيد المعروف بحماة الحمي .
ولقد توفي الرافعي يوم الاثنين 10 مايو عام 1937 عن عمر يناهز 57 عاما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق