سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 11 أبريل 2012

شخصيات: ليوناردو دافنشى مثار جدل و عقل عبقرى بقلم/ مروان محمد




ولد ليوناردو دافنشى فى العام 1452 ميلاديا فى مدينة صغيرة بالقرب من فلورنسا, و لم يعترف أبوه ببنوته, فقد جاء نتيجة لعلاقة غير مشروعة, فالأب موثق عقود مرموق و سليل عائلة احترفت هذه المهنة عبر الاجيال, و أمه كاترينا من أصول شعبية و قد تزوجت الأم بعد ذلك من السيد دى بيرو دل فاكا, فى نفس العام تزوج والد ليوناردو السيد بييرو من السيدة البيرا امادورى و قد احترفت أسرة ليوناردو من جهة الاب توثيق و تسجيل كل الاحداث و قد ورث ليوناردو هذه العادة فكان يدون الكثير من الامرو وصلت إلى تدوين حسابات المنزل و اليدون الصغيرة و قد ساعد كل هذا الدارسين فى التعرف عليه بدرحة كبيرة من الدقة.

فى العام 1857 ينتقل ليوناردو للحياة فى منزل أبيه لان الاب لم يرزق من زوجته الأبناء, عاش ليوناردو فى هذا المنزل و هو فى الأصل منزل جده أنطونيو دى بييرو و يتعلف بزوجة أبيه التى كانت تعطف عليه كابن حقيقى و كان عمرها 21 عاما و قد تم تعميد ليوناردوه فى كنيسة القلب المقدس فى ذلك الوقت و هذا يعنى اعتراف الاب به, ينعم ليوناردو فى هذه الفترة من طفولته بحب الأم البيرا و الجد أنطونيو.

فى العام 1458 يلتحق بالمدرسة الابتدائية مدرسة أباكو يتعلم الحساب و اللاتينية و الهندسة و الموسيقا و يتعلم العزف على الهارب و يبدأ الأب فى الاختمام بموهب أبنه فى الرسم و فى العام 1469 تموت زوحة الأب و هى بعد شابة, و كان ليناردو متعلقا بها. تترك العائلة فنشى و تنتقل إلى فلورنسا مع الجدة و زوجة الأب الثانية فرانشيسكا, ينتعش الوضع الاقتصادى للأب و يصبح مراقبا عاما لأعمال دير أنونتشاتا.

يلتحق ليوناردو بمرسم فيروكيو المعلم الكبير و أهم رسامى فلورنسا و كان صديقا لأبى ليوناردو و أطلع على رسومه و هو صغير, فى العام 1470 يتعرف على الفنان الكبير ساندرو بوتسيللى و لكنه يختلف مع و ينتقد طريقته فى التصوير و يتعرف فى نفس الوقت على الفنان بيروجينو معلم الفنان الكبير روفائيل سانزيو و فى العام 1472يظهر اسم ليوناردو لاول مرة فى سجل الرسامين فى فلورنسا, سجل و فى العام 1473 هى تاريخ أول لوحة مؤكدة نسبها إلى ليوناردو و هى لوحة عذارء الجليد يظهر فى الصورة بوضوح تعلق ليوناردو بالأداء الطليعى فى عصره و خاصة فى أداء المناظر الطبيعية فى خلفية اللوحة و من ثم ينجز لوجة النبوءة الموجودة الان بمتحف اوفيتسى بفلورنسا و يقال أنه فى هذا العام ساعده أستاذه فى لوحة تعميد المسيح و يصل فازارى إلى أن الملاك المرسوم أسف اللوحة على اليسار قد رسم بيد ليوناردوو ان اجزاء من المنظر الطبيعى فى الحلفية تعود أيضا لليوناردو و من الواضح أن هناك اختلافا فى طريقة صياغة الملاك عن باقى أجزاء اللوحة و يبالغ فازارى أيضا عندما يقول بأن المعلم الكبير فيروكيو قرر بعد أن رأى الملاك أن يتوقف عن التصوير تماما و فى العام 1476فى الثامن شهر أبريل يظهر أسم ليوناردو فى فضيحة لواط و قد كانت فلورنسا آنذاك , تعج بانواع شتىمن الشذوذ و على رأسها اللواط, و عل الاتهام فى صحيفة على حائط القصر العتيق و كان الاتهام صادرا من أحد شباب البلد و اسم جوفانى و قد اتهم مجموعة من شباب فلورنسا الاغنياء باعداد حفلات ماجنة و ذكر اسم ليوناردو كأحد الذى ارتبطوا معه بعلاقة شاذة.

فى 6 يونيو من نفس العام أعيدت المحاكمة و قضى ببراءة كل أفراد المجموعة المتعمة سابقا بالشذوذ و يرى البعض أن وراء هذا الاتهام خلافا مع الكنيسة إذ أنهم كانوا يشكلون كشباب الفكر المتحرر و المنطلق و انهم كانوا يخضون فى أمور تغضب الكنيسة مثل مركزية الشمس لا الأرض كما انهم لم يقيموا الشعائر أو يترددوا على الكنيسة و أنهم كانوا يشكلون بنمط حياتهم المنفلت خطرا حقيقيا على النموذج السلوكى الذى تسعى إليه السلطة الدينية وقتها و هناك آراء تقول بأن خروج ليوناردو من فلورنسا و ذهابة إلى ميلانو كان هربا من هذه الفضيحة أو لانه ضاق بتشدد الكنيسة الأخلاقى و الذهنى و الذى كان فى الواقع بداية بزوغ نجم الارهاب الدينى و التطرف على يد الراهب سافونارولا الذى حكم فلورنسا وقتها.

تم تكليف ليوناردو من قبل السنيوريا أمراء فلورنسا برسم واجهة المذبح فى أحدى كنائس فلورنسا و يحصل على مقدم لاتعابه مما يعنى أنه قد استقل وقتها عن ورشة فيروكيو و ينجز لوحة عذراء الزهرة الموجودة الان فى متحف الارميتاج بمدينة بطرسبرج و ينجز فى نفس العام لوحة عذراء الرمان أو عذراء دريفوس الموجودة الآن فى واشنطن فى المتحف الوطنى و هناك شك فى نسب هذه اللوحة إلى ليوناردو و فى العام 1480 يترك بيت أهله فى فلورنسا و فى العام 1481 يكلف ليوناردو من قبل رهبان دير سان دوناتو بعمل لوحة عن عبادة المجوس لوضعها على المذبح الرئيسى لكنيسة الدير و بدأ يعمل ليوناردو كعادته بحماس و دأب ثم توقف بعد سنة واحدة و تركه ناقصا مما دفع الرهبان بعد طول انتظار الى تكليف فنان آخر و هو فيليبوليبى و ذلك فى العام 1496 أى بعد مرور 15 عاما من الامل فى أن يكمل ليوناردو ما بدأه و اللوحة الناقصة موجودة الان فىمتحف اوفتسى فى فلورنسا و تعتبر من أعلى انجازت ليوناردو, و من اهم الاعمال فى تاريخ عصر النهضة كله, بدأ ليوناردو فى توسيع معارفه العلمية كما يتضح من الاوراق التى تركها فى تلك الفترة, يكتشف أن الرياضيات و البصريات يمكن أن تشكلا معا قاعدة للربط بين التصوير و العلوم الوصفية و يتسع اهتمامه بعلوم النبات و التشريح و الفلك و الهيدروليكا و قام بعمل مجموعة من الدراسات عن مدينة فاضلة كل من بها أصحاء يدور بها الهواء و تدخلها الشمس من كل جانب, يحدد ارتفاعات المنازل و عرض الطريق و عدد البشر و لكن هذه الدراسة مثل العديد من أفكاره تظل رهينة الاوراق, و ينضم إلى رهط المهندسين و الفنيين العاملين فى خدمة المورو دوق ميلانو و يكلف من قبل الدوق بعمل تمثال مهيب لأمير ميلانو السابق فرانشسكو سفورزا و يقال أن ليوناردو كان قد انتقل من فلورنسا إلى ميلانو لهذا الغرض, و فى العام 1486 ينجز العديد من الدراسات حول حركة الخيول المتصلة بعمل التمثال المكلف به و من ثم فأن ليوناردو يغرق فى عمل هذه الدراسات التى تأخذه بعيدا عن المنطلق الأول لهذه الدراسات و فى العام 1487 شترك فى اعداد مسرحى فى قلعة ميلانو بمناسبة زواج ايزابيللا ابنة ملك نابولى من الدوق جوفانى قطب العائلة الحاكمة و يعد ليوناردو عرضا مسرحيا يقدم فيه الكواكب السيارة و هى تتحرك و تدور مصحوبة بالشعر و الموسيقى و يرجح البعض الى تلك الفترة ابتكار ليوناردو لفكرة المسرح المتحرك الذى يدور على محور امام المشاهد فيسمح للمشاهد بمشاهدة العرض من جوانب مختلفة دون احتياج لستار مسرحى او تغيير ديكور المسرح.

كما أنه اعد دراسات و رسومات لحمام الدوقة ايزابيللا فيبتكر طريقة لخلط الماء البارد و السخن بنسب متوافقة و للاسف لم يتبق من ذكر هذا الحمام سوى الرسومات و الدراسات و فى العام 1488 ينصرف إلى كتابة عدد كبير من الدراسات حول المنظور فى ذلك الوقت حتى و ان كان ذلك على شكل ملاحظات متفرقة, دون ليوناردو أفكاره بخصوص اللغة و قواعدها و يبدأ فى دراسة اللغة اللاتينية بشغف و يدون أفكاره حول اللغة العامية و يقرأ الشروح و التعليقات عىل كتاب العلامة الاسلامى الكندى فى الرياضيات و أيضا يزور مناجم الحديد فى بريشا و يدون ملاحظاته عن الحفريات التى فحصها فى المناجم و ايضا ينشغل بمجموعة من الاعمال الهندسية و المعمارية و يكثف دراساته عن القنوات و المجارى المائية و الطواحين و يكلف بحل المشاكل المتعلقة بمجرى قناة مارتسانا و يكتب مجموعة من القصص و الحكايات الرمزية و النبواءات و الأقوال و يشارك كمتحدث ملهم فى مناقشات بلاط ميلانو و سهراته و محاوراته و فى العام 1495 يبدأ فى لوحته الخالدة العشاء الاخير فى كنيسة القديسة مريم الرحيمة و سلمت إلى الدير فى 9 فبراير من العام 1498 بعد عدد من المشاكل بين الفنان و كبير الأساقفة و يشاع أن ليوناردو قد رسم كبير الأساقفة فى مكان يهوذا فى اللوحة و قد تعرضت هذه اللوحة إلى العديد من المشاكل يرجع جزء منها إلى طريقة ليوناردو فى اعداد السطح للرسم عليه و فى طبيعة الأداء فلارسم أفريسكو يتطلب من الفنان دقة عالية فى الاعداد المسبق لكافة تفاصيل اللوحة و ليوناردو كان يبرع فى التفاصيل الدقيقة و الاعداد لها و لكنه أيضا كان يقوم بتغير بعض التفاصيل وفقا لما ورد فى ذهنه من أفكار جديدة و كان هذا يتعارض مع طبيعة السطح المعد لذلك و الذى لا يحتمل اعادة التغطية و الاضافة .

و توجد الرسومات التحضيرية لهذا العمل و هى كثيرة, فى متحف و ندسور و فى أكاديمية الفنون بالبندقية و فى متحف اللوفر, و فى أوراق ليوناردو المتفرقة, و فى العام 1495 يقطع العمل فى لوحة العشاء الأخير و يسافر إلى فلورنسا كى يدلى برأيه فى قاعة المجلس الوطنى بفلورنسا و أخيرا يسلم ليوناردو لوحشة العشاء الأخيرة للكنيسة و هناك إشارة كتبها لوقا باتشولى عن اللوحة يقول فيها أن ليوناردوقد طبق فى هذه اللوحة الأفكار التى وضعها فى كتابه نظرية التصوير, يحصل ليوناردو على منحة الدوق لودفيكو المورو و هى عبارة عن 16 هكتارا من الأرض المزروعة بالعنب فى منطقة بورتا فرتشيللينا بالقرب من ميلانوو فى العام 1499 يدخل الفرنسيون بقيادة ملكهم لويس الثانى عشر ميلانو و يهرب الدوق لودفيكو و من هنا تبدأ علاقة ليوناردو بفرنسا و يهجر ليوناردو ميلانو و يعود إلى فلورنسا مع لوقا باتشولىعالم الرياضيات و صديقه الكبير و أنهما كانا مكلفان باعطاء آراء معمارية حول قبة كاتدرائية الدومو بفلورنسا و فى العام 1500 يبدأ ليوناردو فى فلورنسا رسم لوحة العذراء و القديسة أنا و يت مايكل أنجلو فى نفس الوقت بروما تمثاله الخالد الرحمة.

قام الجنود الفرنسيون بتدمير النموذج الضخم لصرح دوق ميلانو و الذى عكف على انجازه ليوناردو تمت إلى 16 عاما, و قد جعل الجنود الجواد هدفا للتنافس بالسهام و الرماح فدمروه تماما و قام ليوناردو بعمل دراسات حول نهر الارنو ليجعله صالحا للملاحة من فلورنسا إلى بيزا و فى العام 1501 يرسم لوحة صغيرة للعذراء لحساب أحد مستشارى الجمهورية و قد فقدت هذه اللوحة أيضا و يعود مايكل انجلو إلى فلورنسا حيث يقيم ليوناردو أنذاك و يبدأ فى عمل تمثاله الشهير داود, لم يتمكن ليوناردو من خلق صداقة او حتى علاقة طيبة بهذا الفنان الكبير و الذى كان بدوره يبادل ليوناردو بسخرية و نقد لاذع و فى تلك الفترة تشبع ليوناردو بأفكار مكيافيللى و فى العام 1502 بدأ فى رسم لوحة الموناليزا أو الجوكوندا و هى صورة شخصية للسيدة موناليزا الزوجة الثالثة للسيد فرنشيسكو دل جوكوندو و قد تزوجها فى العام 1495 و قد أحيطت هذه الصورة أيضا بعديد من الاجتهادات التى وصلت فى بعض الأحيان إلى اعتبارها صورة ذاتية للفنان نفسه على شكل امرأة و لكن هناك تواريخ و وثائق تثبت وجود هذه السيدة بالفعل كما أن ليوناردو رسم صورة لنفسه أيضا و ليست هناك درجة من التشابه تسمح بقيام هذه الافتراضات.

بدأ الصراع بين ليوناردو و أحد الفنانين الألمان و قد كان مقيما معه فى قصر البلفدير و كان ذلك الفنان الألمانى على صلة قرابة بعيدة بالأمير جوليانو إذ أخذ هذا الميكانيكى على حد تعبير ليوناردو فى ملء المكان بقطع الزجاج و المرايا بشكل مزعج, و يرسل ليوناردو رسالة إلى الأمير جوليانو يشكو فيها من الوضع الشاذ الذى وجد نفه فيه حيث أصبح من الصعب عليه من القيام بأعماله و لكنه لا يحصل منه على أجابة مرضية و يقرر جيرانه فى البلفدير التخلص منه فيشى به كل من جورجو و جوفانى إلى البابا ليون العاشر و يصفانه بانه ساحر يمزق أجساد الآدميين فيصدر الفاتيكان أمرا بمنع ليوناردو بمنعه من ممارسة دراساته فى التشريح و يمنع من دخول المستشفى الذى كان يمارس تجاربه فيه و قد أرسل الحاقدين من جيرانه قد أرسلوا خطابا دنيئا إلى إدارة المستشفى ضمن خطتهم لطرده من المكان فبدأ الهجوم على ليوناردوو أبحاثه و ذلك لأنه كان يهجر شعائر الكنيسة و طقوسها و كان يتهكم كثيرا على معجزات القديسين و كان ممنا بمركزية الشمس و لم تكن هذه الهجمة ضد ليوناردو وحده و يضيف بهذه الاتهامات فيفكر فى السفر إلى فرنسا مع الملك فرانسيس الاول و تعتبر هذه السنوات التى قضاها ليوناردو فى روما نقطة انطلاقة خارج الحدود الايطالية, ظل كل من ميلزى و سالاى بجوار ليوناردو حتى عندما سافر إلى إيطاليا و قد بقيا معه إلى أن توفهى هناك و نقلا جتمانه إلى إيطاليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق