سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

دراسات و بحوث: الفكر السلفى بقلم/ مروان محمد



البيئة التى كونت فكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب

تم تأسيس المذهب السلفى على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب و قد نشأ الشيخ محمد عبد الوهاب فى بيئة كانت تمتلىء بالبدع و الاساطير و الخزعبلات و الشعوذة و الدجل و كان هدف الشيخ هو مكافحة كل أشكال البدع و الشرك و الدجل و الشعوذة التى دخلت إلى الإسلام و تنقيته من هذه الشوائب التى لحقت به فى شبه الجزيرة العربية و قد تبين له أن هذا الجانب من الخزعبلات و الدجل و البدع قد أحتل مكانه عظيمة بين عوام أهل شبه الجزيرة العربية و سيطر عليهم سيطرة تامة و قامت أنواع عديدة من الشرك منها التضرع إلى الأولياء و طلب الشفاعة و السؤال و الحاجة من أصحاب الأضرحة و التبرك بهم و لو أن الدكتور محمد الدخيل المفكر الليبرالى السعودى يختلف مع هذه الرؤية و يطرح تصور آخر لسبب قيام الدعوة السلفية و هى نتيجة للشقاق و التصدع القبلى الذى أثمر فكرة الوحدة السياسية من خلال طرح مفهوم التوحيد و الذى كان يمثل الركيزة الأساسية لدعوة الشيخ عبد الوهاب و لكن بالرجوع إلى الأسباب التاريخية التى يرويها أتباع الدعوة الاصلاحية للشيخ عبد الوهاب كما يسمونها كانت خطة الشيخ عبد الوهاب هى القضاء على كل تلك المظاهر السلبية و دعوته من خلال الخطابة الدينية استطاعت أن تحدث حراك دينى فى هذه البيئة الصحراوية و لكنها لم تؤتى الثمار التى كان يرجوها الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأدى ذلك إلى أن يتطور تفكيره من مرحلة الدعوة بالكلمة و تغير المنكر باللسان إلى تغيير المنكر بالقوة و حتى يتسنى له تحقيق هذا الشرط فينبغى له أن يستند إلى قوة عسكرية تعينه على تحقيق مراماه خصوصا و أنه تلقى هجمات شديدة من العديد من رجال الدين وقتها الذين يتبعون الصوفية و بدعها على حد قول اتباع الدعوة السلفية و أيضا تعرض لنبذ و الطرد من مريدي الطرائق الصوفية و كانت الفكرة المحورية و الاصلاحية كما سماها الاتجاه السلفى من اتباع الشيخ فيما بعد تقوم على ركيزة التوحيد و نبذ كل أشكال الشرك بالله و لذلك ألف العديد من الكتب و الرسالات فى مفهوم التوحيد و شهادة لا أله ألا الله و تفسير مختصر لسورة الفاتحة التى أتخذت فيما بعد على يد اتباع المنهج السلفى الركائز الاساسية لمنطلقات الفكر السلفى.

ملامح تكوين الفكر السلفى

أيضاً وصفه الشيخ محمد الغزالى رحمه الله أنه كان شيخ مجتهد و لكنه قليل العلم و ذلك يمكن إرجاعه لظروف عصره و بيئته التى كانت ضحلة فى مجال الاجتهاد الدينى و العلوم الشرعية إينذاك فى شبه الجزيرة العربية و أيضاً تتدخل فى تلك الظروف البيئية التى نشأ فيها جو من الخزعبلات و الدجل و الشعوذة و لا توجد مجامع علمية دينية حقيقية تصحح الافكار على هدى الإسلام الصحيح و كان علماء الدين المتفقهين قلة و ليست لديهم الجرأة الكافية لتصحيح الأعتقاد الدينى و إعادته لمنابعه الصافية و عاب عليه الشيخ محمد الغزالى رحمه الله أنه من جملة الاحاديث الضعيفة التى استند إليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب حديث الغرانيق و هو من الأحاديث الضعيفة التى تشوه صورة الإسلام و تفتح الباب أمام المغرضين و أعداء الإسلام لأن ينالوا من هذا الدين الحنيف و من هذا المنطلق من الممكن أن نلتمس أن نقد الشيخ محمد الغزالى له ينطوى على دليل موضوعى ينم عن قلة علم الشيخ عبد الوهاب و قلة المصادر الموثوقة التى يستقى منها علومه الدينية إينذاك فى شبه الجزيرة العربية, و هذا أدى إلى أنه نشأ فى بيئة ضعيفة من الناحية الدينية فأثر ذلك على مستواه الدينى إلى حد كبير و الكثير من أرائه الدينية و أفكاره الإسلامية و ذلك لاستقواءه بأحاديث ضعيفة فى بعض الأحيان و يرى أتجاه من المنتقدين للشيخ عبد الوهاب أن منطلقاته كلها فى تعليم الدين تقوم على مبدأ التفسير الحرفى للنص بدون الخوض فى علم التأويل فقادت الكثير من أحكامه إلى ترسيخ مبدأ الفهم الحرفى للنص بدون النظر إلى ملابسات النص و ظروف تكوينه و أيضا اعتماده الكلى على المرويات و الاحاديث و جعلها فى المقام الأول المؤسسة لفكره و منهجه و احتلال القرآن كمصدر و حجة المرتبة الثانية فى تراتبها مع الاحاديث و المرويات, و رفض مبدأ إعمال العقل بأى شكل من الأشكال و قدم كل ما هو نقلى على ما هو عقلى و ذلك أدى إلى جمود المذهب السلفى و الاستقواء بالاحاديث و المروايات دون النظر إلى متنها و الاكتفاء بصحة السند فيها فقط و كذلك الاعتماد الكلى على شروحات الاقدمين دون النظر فيها أو جواز نقدها او حتى الإضافة إليها, و يمكن أن نلفت الأنظار أيضا إلى أن الظروف المحيطة بالشيخ عبد الوهاب هى التى حددت منطلقات دعوته و تركزت بشكل أساسى فى نقض كل ما يخالف عقيدة التوحيد من ألوان الشرك و أعمال السحر و الدجل و الشعوذة و التبرك بالأولياء و غيرها من أفعال الجاهلية التى جاء الإسلام ليقضى عليها فكان جل تركيزه على تلك النواحى بأكثر من تركيزه على النواحى الفقهية و الأحكام الشرعية و أحكام العبادات و غيرها من فروع الدين و بالأخص الأحكام الشرعية التى تعنى بالضوابط الاجتماعية لأن السواد الأعظم من فكر الشيخ اعتمد على محاربة كل أشكال الشرك التى كانت منتشرة أينذاك فى شبه الجزيرة العربية و التركيز على مفهوم التوحيد و القاء معظم الضوء عليه دون سائر الموضوعات التى تهم المسلم فى حياته اليومية, و يعلق الدكتور محمد الدخيل على ذلك بأن تركيز الشيخ عبد الوهاب على فكرة التوحيد وحدها و اعطائها جل اهتمامه كان بهدف التخديم على السلطة السياسية المتمثلة وقتها فى حليفه القوى محمد بن سعود و إن فى إرساء فكرة التوحيد فى نفوس العوام هو غرس أيضا لفكرة الحاكم الواحد و الحزب و الواحد و الفكر الواحد و مذهب دينى واحد و نبذ ما عاداه من مناهج أخرى و رفض لمبدأ التعددية باعتبارها مسببة للفتن و أثارة النزاعات و الصراعات ففكرة التوحيد فى العقيدة هى فكرة الأجماع على محمد بن سعود فقط دون غيره و عدم الميل إلى رفضه أو التفكير مستقبلا فى أى شخصية أخرى كبديل لآل سعود, و من جهتى أقول أن فكرة التوحيد التى قامت عليها دعوة الشيخ عبد الوهاب هى التى حددت المنطلقات الفكرية فيما بعد لاتباع الاتجاه السلفى فى نبذ أراء كل الفرق و التيارات الإسلامية الأخرى و نبذ التعددية الفكرية و القبول بمنهج واحد و فكر واحد و هو المنهج و الفكر السلفى فقط كطريق وحيد لفهم الإسلام و ترسيخ أن الحقيقة هى فى يد اتباع المنهج السلفى دون غيرهم,و لذلك أن من أهم الادوات التى يتسلح بها علماء السلف اليوم هى التنقيب و البحث فى أخطاء كل من كان ليس على مذهبهم و محاولة الكشف عن عيوبه و سقاطاته و ذلاته من وجهة نظرهم فوجه علماء السعودية العديد من الهجمات الشرسة فى العقدين الأخريين و الانتقادات اللاذعة للشيوخ الأزهرين فى مصر و أيضا توجيه اتهامات لاذعة للأخوان المسلمين على أساس انهم يظفون الدين فى اللعبة السياسة من أجل الوصول إلى الحكم و تحقيق مصالحهم الشخصية و اسقاط فروض من الدين من وجهة النظر السلفية بغرض ملاطفة اصحاب الاتجاهات العلمانية و الليبرالية و اليسارية و القومية و لكن تغير هذا الفكر بدرجة ملحوظة بعد ثورة 25 يناير و أيضاً لا يمكن أن تجد شيوخ السلف فى السعودية و مصر يدعمون بأى شكل من الأشكال و لو على المستوى المعنوى فقط فى خطاباتهم الدينية المقاومة الفلسطينية الإسلامية حماس لأنها تنتمى إلى الاتجاه الأخوانى و أيضا تخليهم عن رفقائهم السلف الجهاديين بأوامر من النظام الحاكم فى السعودية بعد أن تسلم النظام السعودى أوامر أمريكية برفع يد الدعم عن الجهادية السلفية و أخص هنا بالذكر المجاهدين العرب فى أفغانستان و قليل من علماء السلف هم من يخرجون عن هذا الخط.

تكوين المذهب السلفى: أهم السمات

و من الممكن القول أن المصادر الاساسية التى أعتمد عليها الشيخ محمد عبد الوهاب فى تكوين ملامح الفكر السلفى هى مجموعة من علماء العصور القديمة أمثال ابن تيمية و ابن القيم و سيرة ابن هشام و بعض الصحاح و هى من الواضح فى بنية مجتمع شبه الجزيرة العربية مصادر قليلة لا تتميز بالتنويع و كان هذا هو المتاح تقريبا أمام الشيخ عبد الوهاب و لو كان لديه تنوع فى المصادر لربما استقى منها جميعا أفكاره و توجهاته السلفية و لربما أيضاً تغيرت بعض توجهات و ملامح الفكر السلفى و لكن لقلة المصادر و ندرة تنوعها كان يكتفى ببعض المصادر التى لم تغنى الكثير و لكنها ساهمت أيضا بشكل فعال فى القضاء على الكثير من ألوان الشرك و الخزعبلات التى كانت منتشرة فى شبه الجزيرة العربية و كان الاستاذ الانموذج بالنسبة للشيخ عبد الوهاب هو ابن تيمية و ذلك لأن هذا الشيخ الملقب بحجة الإسلام كان يواجه نفس ظروف الشيخ محمد عبد الوهاب و كان الشيخ ابن تيمية قد لاحظ أن الاتجاه الصوفى فى سوريا قد أحدث الكثير فى الدين و أدخل إلى الدين الكثير من ألوان الشرك و الخزعبلات و تصدى لها شيخ الاسلام ابن تيمية بقوة لمحاربة الصوفية فى سوريا و لذلك اتخذه عبد الوهاب استاذا له نتيجة لتشابه الظروف بين كلا الرجلين و سار اتباع المذهب السلفى على خطى الشيخ محمد عبد الوهاب بدون أضافة أو تعديل أو تطوير للمنهج الفكرى للشيخ محمد بن عبد الوهاب و التزام الخطوط الحمراء التى وضعها لنفسه بدون مراعاة الظروف التى نشأ فيها ذلك الشيخ و قلة العلم الذى تلقاه و اعتمدوا منهج الفهم الحرفى للنصوص فقط و أخذ الكثير من النصوص على ظاهرها بدون تأويل النصوص و فهم دلالات النصوص و الظروف التى نشأت فيها تلك الأحكام أو صدرت فيها تلك التشريعات, و التركيز على الشكليات دون الخوض فى المضمون و لاستبيان الأمور بطريقة أوضح, نرى أن الاتجاه السلفى معنى كثيرا بالقضايا الفرعية دون الاهتمام بقضايا أخرى جوهرية و من أمثلة القضايا الفرعية اطلاق اللحية و لبس الجلباب و تقصير السروال و فرض النقاب على المرأة و جعلوا هذه القضايا الفرعية من أهم السمات التى تميزهم عن سائر التيارات الإسلامية و اطلاق الأحكام على باقى التيارات الإسلامية بعدم سيرها على الطريق الصحيح للإسلام و ذلك لاختلاف سائر التيارات معهم فى مثل تلك القضايا الفرعية. و أيضاً من القضايا الأخرى الخلافية التى يرفض الاتجاه السلفى أن يعترف بأنها من جملة القضايا الخلافية هى الفنون فى جملتها مثل فن التصوير الضوئى و رسم الاشخاص و الحيوانات و الموسيقى و تحريم فن التمثيل و كتابة القصص و اعتمدوا على مرويات مستقاه من الاحاديث النبوية و السيرة النبوية و سير الصحابة و فهم النصوص على ظاهرها دون النظر إلى سياقات النصوص و أسباب احكامها و رفضوا اعتبار مثل هذه القضايا من الأمور الخلافية و لكن النظر إليها باعتبارها قضايا محسومة و عليها إجماع من علماء الامة و فى نظرهم أن علماء الامة التى يقع عندهم الاجماع هم فقط اتباع المنهج السلفى كما يتهمهم البعض و أما من كان خارج هذا التنظيم فهو يسقط من قائمة علماء الامةأو جمهور العلماء, و بشكل خفى غير مباشر سيرا على خطى الشيخ محمد عبد الوهاب يعنى اتباع المذهب السلفى كثيرا بالاحاديث النبوية و اعتبارها مرجعية أولى فى التشريع و فى فهم و تفسير القرآن و إصدار الفتاوى و التثبت من الأحكام و الأوامر و النواهى و أن كانوا لا يقولونها صراحة و لكن من كتابتهم و اجتهاداتهم الفقهية يقدمون السنة على القرآن و يقولون أن بعض الاحاديث تنسخ الآيات القرآنية فى بعض المواضع منها و على سبيل المثال حديث رجم الزانية المحصنة بالاستناد إلى الاحاديث الواردة فى صحيح البخارى و مسلم و أنها نسخت الاية التى تقول: " و اللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن فى البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا" سورة النساء الآية رقم 15 و يرفض القرآنيين حد الرجم الوارد فى السنة استنادا الى هذه الآية و يرفضون تفسير أن ذلك الحديث قد نسخ تلك الآية, و على الرغم من أن الاحاديث ظنية الثبوت و القرآن قطعى الدلالة ألا أنهم يجيزون نسخ الاحاديث لآيات قرآنية و لتحرى الموضوعية هذه ليست مقولة السلفيين وحدهم و لكن مقولة أغلب علماء أهل السنة و الجماعة و لكن لا يفوتنا أن نقول أن الاتجاه السلفى يعظم السنة و يقدمها فى كثير من الأحيان على القرآن و يفسرون أن الاحاديث التى تتعارض صراحة مع القرآن هو مجرد تعارض ظاهرى و لكنه يحتاج إلى تاويل و بذلك يجيزون استخدام علم التأويل فيما خص الاحاديث التى تتعارض مع القرآن فقط و لا يقبلون بتأويل الاحاديث الاخرى و يأخذونها على الظاهر فقط دون البحث فى حيثيات الحديث و الحكم الوارد فيه.

و يمكن تلخيص أهم سمات الاتجاه السلفى فى الأتى:
1- حرمانية الصلاة فى المساجد التى بها قبور أو أضرحة و ذلك من أجل الايضاح يدخل فى باب فقه سد الزرائع و هو الاعتماد على مبدأ التحريم لدرء فتنة محتملة و أهم حديث يعتمد عليه السلف فى هذه القضية و هو خرجه مسلم فى صحيحه يقول فيه النبى صلى الله عليه و سلم: " ألا و إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم و صالحيهم مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فأنى أنهاكم عن ذلك"و يرفضون الاحتجاج بالآية الكريمة المذكور فيها: " قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا"و يعتبرون أن الآية هذه تتحدث عن شرائع كانت موجودة فى الديانات السابقة و جاء الإسلام و نسخها و يعتبرون أن هذا الحديث ينسخ تلك الآية التى تتحدث عن شرائع سابقة و هى قضية خلافية يرفض الاتجاه السلفى اعتبارها قضية خلافية و يتهمون بمن يحتج عليهم بالقرآن بأنه قرآنى منكر للسنة. 2- وجوب اطلاق اللحية بطول قبضة يد مضمومة و فى أقوال أخرى تتجاوز حد القبضة المضمومة و يصل الاختلاف أيضاً إلى حد غريب فى شكل اللحية الواجب اطلاقها, و منها وجوب البعض حلق الشارب و ترك اللحية فقط و ذلك استنادا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذى يقول فيه:" جزوا الشوارب أرخوا اللحى و خالفوا المجوس" و هى من الأمور الجوهرية لدى أتباع المنهج السلفى و قناعتهم بأن تارك اللحية آثم و عاصى لربه لاعتقادهم فى أنها فرض و يرفضون الخلاف الفقهى فى هذا الشأن. 3- وجوب تقصير السروال إلى ما فوق الكعبين و هى من الأمور التى يعتبرونها أمر صريح من الرسول صلى الله عليه و سلم و فى مخالفته آثم و يستندون إلى الحديث المروى عن النبى صلى الله عليه و سلم : " ما تحت الكعبيين من الآزار ففى النار" و يطبقون ذلك الحديث على ملابس من الممكن أن يرتديها الرجل و أهمها السروال و على الرغم من أنه لم يرد فى الاحاديث صراحة لفظ سروال ولكن يأبى شيوخ السلف ألا تطبيقه أيضاً على السروال و تقصيره ما فوق الكعبين. 4- وجوب أن تلزم المرأة البيت و لا تخرج الى الشارع ألا عند الضرورة فقط استنادا إلى الآية الكريمة القائلة: " و قرن فى بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" سورة الأحزاب و منها استنبطوا الحكم بتحريم العمل على المرأة. 5- فرض النقاب على المرأة باعتباره فرض و لكن هناك بعض اتباع المنهج السلفى ينزلون عند هذا الحد إلى السماح بالخمار و ذلك على مضض مع تزييل هذا الترخيص بأن أرتداء المرأة للخمار فقط هو أقل ما يوجبه الشرع و يرون فى أن أرتداء المرأة للنقاب أجماع لعلماء الأمة كما يقول اتباع المنهج السلفى و يأولون آية الحجاب فى القرآن على أن المقصود بها هو النقاب كما جاء فى نص فتوى للشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز. 6- يصل بعض السلفين المتشددين إلى تحريم نزول المرأة للعمل و البعض منهم يجيز نزولها إلى العمل أذا كان لحاجة ماسة يتطلبها البيت و منها أنها العائل الوحيد للأسرة. 7- ترسيخ مبدأ تعدد الزوجات و أنها من السنن المهجورة و تشجيع رجال السلف عليها و ترويض المرأة المنتمية للاتجاه السلفى على تقبل هذه الظاهرة التى ربما تلقى تجاوب فى المجتمعات الخليجية و ذلك لطبيعة المجتمع التى تتقبل ظاهرة تعدد الززجات و لكنها غير موجودة فى سائر المجتمعات العربية المتمدنة.
8- تحريم الغناء و الموسيقى أو المعازف باعتبارها عملا من أعمال الشيطان و أيضا فن التصوير ألا عند الضرورة كالبطاقة الشخصية أو جواز السفر و المعاملات الحكومية المختلفة التى تتطلب صور ضوئية و تحريم رسم الاشخاص و الحيوانات و أيضا فن النحت و يستندون فى تحريم الموسيقى و الغناء و المعازف إلى عدد من الاحاديث التى يحرم فيها الرسول صلى الله عليه و سلم الغناء و المعازف و يطبعون تفسير خاص للآية الكريمة التى تقول: " و من الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين"و يفسرون لهو الحديث بأن المقصود به الغناء و هى أحدى استخدامتهم القليلة لعلم التأويل فى تفسير النصوص الدينية و يدعمون أيضا حكم التحريم بعدد آخر من الأدلة التى ترد فى أكثر من ستة عشر حديث نبوى, نذكر منه الحديث: " ليكونن من أمتى أوأم يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف" و على الرغم من مخالفة شيوخ آخرين لهذا الحكم ألا أن السلف يصرون أن هذا التحريم فيه إجماع من قبل علماء الأمة و للشيخ يوسف القرضاوى قول فى مسألة الغناء و المعازف يخالفه فيه اتباع السلف. 9- تحريم كتابة القصة أو الرواية باعتبارها خبر كاذب 10- التحريض على كره الشيعة و تكذيبهم و عند بعض المتشددين تكفيرهم و وجوب قتالهم و أنهم أشد خطرا على المسلمين السنة من اليهود و المسيحين و إجازة التعامل مع اليهودى أو المسيحى و منع التعامل مع الشيعى منعا باتا و لا يتسع المجال هنا لسرد خطابات كثيرة من علماء السلف فى هذا الصدد فى الحض على كره الشيعة و تكفيرهم و التنبيه من أنهم أشد خطرا من اليهود و النصارى. 11- الاعتداد بعلماء الاتجاه السلفى فقط كعلماء الأمة و التقليل ممن لا ينتمى إلى فكرهم و يصل عند بعض المتشددين إلى حد التحقير و الاتهام الصريح بالجهل الدينى و عدم جواز أخذ العوام عنهم و ترسيخ مبدأ الأخذ عن علماء الاتجاه السلفى فقط و التشديد على هذه النقطة. 12- عدم جواز الخروج على الحاكم حتى و لو كان فاسق فاجر بالاعتماد على فتاوى الماوردى و ابن تيمية و أبو حامد الغزالى. 13- المصدر الاساسى و المرجعية الدينية لدى كل اتباع المنهج السلفى هم أئمة و علماء المملكة العربية السعودية فقط و شرط الإجازة فى الإنتماء للمنهج السلفى من طالبى العلم فى سائر الدول الأخرى أن يتتلمذوا على يد علماء و أئمة الدين فى المملكة العربية السعودية فقط باعتبارها المقصد الأول و لا يجوز نقدهم أو مغالطتهم أبدا با عتبارهم اعلم اهل الأرض فى العصر الحالى. 14- واجب على كل متبع للمنهج السلفى أن يعتنى بتحصيل العلم الدينى و تقديمه على سائر العلوم باعتبار أن عدم التفقه فى الدين عند بعض علماء السلف آثم يلحق بصاحبه أن لم يؤديه و أدنى مراتب التحصيل الدينى المفروض على عوام السلف هو فهم عقيدة التوحيد و الاعتناء الشديد بالأمور الفرعية و ووجوب التفقه فيها مثل اطلاق اللحية و تقصير الثوب و إقامة الشعائر الدينية بالشكل الذى يحدده علماء السلف فقط حتى اختلط على عوام السلف أن ما عادا ما يأمرونهم به علماء السلف هو خطأ و يصل إلى حد إبطال العبادات و من أمثلة ذلك أن الذى يصلى و يداه مرسلتان تبطل صلاته و من يصلى و قد وضع اليمنى فوق اليسرى و كانت فوق سرته ابطلت صلاته و غيرها من الأمور الشكلية و الإجرائية التى يعنى بها عوام السلف و منع علماء السلف عليهم الخوض فيما دون ذلك لقصر فهمهم و عدم قدرتهم على استيعابه و تتراتب بعد ذلك مراتب التحصيل الدينى فيتدرج بعد تشربه لمفهوم التوحيد فهم السنة و من ثم السيرة النبوية و لتمييز عوام السلف عن غيرهم من عوام التيارات الإسلامية الأخرى يفرض عليهم حفظ سور من القرآن و أن ترك حفظ القرآن يجعله آثم و يتعدى الأمر هذا الحد إلى أن حفظ آيات القرآن من غير تشكيل أو فهم لاحكام التجويد هو آثم و يزيد البعض عن ذلك ضرورة حفظ عوام السلف جملة من الاحاديث النبوية و قراءة و دراسة الأربعين النووية .
15- عدم زيارة أضرحة و مقامات الأولياء أو التبرك بهم أو طلب الشفاعة منهم أو سؤالهم الحاجة سواء كان استغاثة أو رزق أو فك كرب باعتباره لون من ألوان الشرك بالله و هذه من الأمور الإيجابية التى تحسب للاتجاه السلفى.
16- عدم جواز مخالطة الكتابيين أو إنشاء علاقة صداقة معهم باعتبار مصادقة الكتابيين هو الاعتراف بالولاء لهم و اتباعهم مما يؤدى إلى الضلال و الشطط و هو يدخل لديهم فى باب الولاء و البراء 17- الهجوم على الصوفيين و اتهامهم بالشطط و الضلال و الخروج عن الطريق المستقيم و إدخال البدع إلى الدين و إحداث فى الدين ما ليس فيه و نبذ الصوفيين و التنفير منهم و أظن أيضا أن هذه من النقاط الإيجابية التى تحسب للسلف و إن كان من المفروض أن يستبدلوا مبدأ التنفير منهم بمحاولة إقامة جسور للتواصل مع التيار الصوفى و محاولة رده إلى جادة الصواب. 17- تحريم التظاهر بكل أشكاله أو انتقاد الحكام فى أى مسلك من سلوكه و على الرغم من موقفهم السلبى من التظاهر أثناء ثورة 25 يناير ألا أن هذا الفكر تغير إلى حد ما بعد الثورة و لكن ليس بالشكل المرجو.
18- تحريم الحديث فى الفتنة الكبرى بين الإمام على و معاوية بن أبى سفيان و أن البحث فى أسباب الفتنة الكبرى هو الخروج عن الخطوط الحمراء و يجلب الذنب و الآثم على صاحبه. 19- صوت المرأة عورة ليس فقط فيما اختص بغناء المرأة و لكن أيضا فى أن تتحدث الى أى رجل أجنبى و أن تبذل كل جهدها فى أن تعتمد على لغة الإشارة بقدر المستطاع و لا تظهر صوتها إلا عند الضرورة القصوى فقط. 20- تحريم مشاركة المرأة فى الانتخابات أو أى مناصب تقوم فيها مقام المدير أو الرئيس باعتبارها ولايات كبرى لا تجوز للمرأة و إن كان الموقف الرافض من مشاركة المرأة بالتصويت فى الانتخابات تغير إلى حد ما بعد الثورة. 21- مكروه لدى رجال الدين السلفيين أن تكون المرأة عالم دين أو متفقه تفتى العوام أو تخطب فيهم فيما خص الدين ألا لو كانت إمراة مثلها و أيضا فى حدود ضيقة. 22- تحريم تعطر المرأة خارج البيت باعتبار المرأة المتعطرة زانية أو أن تضع المكياج أو تزجيج الحواجب أو صبغ الشعر بلون مختلف مع جواز فعل ذلك فى أن تتزين فقط لزوجها فى البيت فقط. 23
- يختلف رجال الدين السلفيين بين الحكم على كل المشتغلين بالالعاب الرياضية بين التحريم و الاستكراه باعتباره لهو يلهى عن ذكر الله و مضيعة للوقت.
هذا كان باختصار أهم سمات و ملامح الفكر السلفى و لربما كان هناك ما هو أكثر من ذلك ليتم سرده و لكن نحن نكتفى فى هذا الصدد بأهم ملامح الفكر السلفى.

دور آل سعود فى نشر المذهب السلفى: النشأة و التطور

و نلاحظ دور آل سعود فى تقوية المذهب السلفى أيضا و إنفاق ملايين الدولارات لنشره فى كل العالم الإسلامى لما له من خلفيات سياسية و تبعية أكيدة و أيضا قديما لاتحاد محمد بن سعود مع الشيخ محمد عبد الوهاب فى حملته ضد الجهل الدينى فى شبه الجزيرة العربية و استخدام محمد بن سعود لمحمد عبد الوهاب كغطاء شرعى و دينى فى حملته العسكرية على كل القبائل العربية فى شبه الجزيرة العربية بحجة مكافحة الجهل الدينى و ألوان الشرك المنتشرة لإخضاع كل هذه القبائل تحت سيطرته و حكمه و إقامة الدولة السعودية الأولى و هو المؤسس الأول للمملكة العربية السعودية و اعتبرها المؤرخين الدولة الأولى فى تاريخ نشأة المملكة التى قضى عليها بكل قوة إبراهيم باشا بن محمد على باشا بأمر من السلطان العثمانى و لكن كل ذلك لم يسهم فى القضاء على المذهب السلفى الذى كان منشأه السعودية أو بلاد الحجاز فيما يعرف قديما و كان محمد بن سعود من الدرعية و كان يسعى إلى السيطرة على شبه الجزيرة العربية كلها بما فيها مكة و المدينة و حتى أن التسمية الغالبة على نجد الأن هى ديار الاسلام باعتبار أن كل ما عادا نجد لم يكن ضمن جملة ديار الاسلام من منطلقات الشيخ محمد عبد الوهاب و أنهم حادوا عن جادة الصواب و الطريق المستقيم و كانت الاستفادة متبادلة بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب و محمد بن سعود فالأول يريد فرض سلطانه على الجميع و الشيخ محمد عبد الوهاب يريد أن يكون الإمام المصلح لكل رعايا شبه الجزيرة العربية و أن يكون هو الإمام الدينى لهذه المنطقة و هو التزاوج التاريخى بين السلطة العسكرية و السلطة الدينية فاجتمعت مصالح الرجلين و هو معنى اعتبارى و أيضا استفادة محمد بن سعود من ذيوع سيط الشيخ عبد الوهاب بين أبناء شبه الجزيرة العربية,فنبذ علماء الدين وقتها الشيخ محمد بن عبد الوهاب و مهاجمة أنصار هؤلاء الشيوخ للشيخ عبد الوهاب استلزم منه أن يرتكن إلى قوة عسكرية تؤهل له إزاحة هؤلاء الشيوخ عن طريقه ليتسيد هو المكانة وحيدا فى ريادة أمة شبة الجزيرة العربية فى المجال الدينى و أيضا السيادة العسكرية لمحمد بن سعود و توسيع رقعة سلطانه لتشمل شبه الجزيرة العربية و إسقاط كل الأمراء وقتئذ ليخلو له المكان للجلوس فوق عرش شبه الجزيرة العربية.

أنتشار المذهب السلفى حديثا

و قامت دولة السعودية الثانية على يد رجل من أسرة آل سعود فى أعقاب الحرب العالمية الأولى بعد أن خطط الاستعمار البريطانى لتقسيم شبه الجزيرة العربية لمجموعة دويلات يحكمها أمراء القبائل بالتنسيق مع المخابرات البريطانية و قادة الاستعمار البريطانى و كانت تلك هى منطلقات نشأة المملكة العربية السعودية الثانية و خروجها عن الحكم العثمانى و ذلك للضعف الذى اعترى الخلافة العثمانية و ظهور الدولة السعودية الثانية و استقوائها أيضا برواد المذهب السلفى اتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذين انتشروا فى شبه الجزيرة العربية و اصبحوا أئمة السلطان الدينى فى تلك المنطقة مما يقتضى تجديد التحالف القديم مرة أخرى بين آل سعود و بين اتباع الشيخ محمد عبد الوهاب ووعود كثيرة بترسيخ مكانة رجال الدين الجدد الذين حلوا مكان الحرس القديم الذى و نتيجة للانتشار السلفى السريع فى أرجاء تلك المنطقة و الفضل يعود فى ذلك أولا إلى التحالف الدينى العسكرى الأول بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب و الأمير محمد بن سعود و بدأ منذ العهد النفطى لدول الخليج أن تتجه أنظار آل سعود إلى صرف ملايين الدولارات على نشر المذهب السلفى فى كافة أرجاء العالم الإسلامى و ذلك فى صراعها المرير مع الدولة الشيعية فى إيران و رغبة منها أيضا فى أن تكون الدولة الرائدة فى العالم السنى وانتزاع هذه المكانة من مصر باعتبار الأزهر الشريف منارة العالم الإسلامى السنى و حاربت كل اشكال تقريب المذاهب بين الأزهر الشريف و مرجعيات الشيعة التى تمت فى عهد الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر سابقا فى العهد الناصرى و استخدم آل سعود نقود النفط للصرف على نشر المذهب السلفى عن طريق شرائط الكاسيت لشيوخ السلف السعوديين و طباعة كتب الشيوخ السعودين السلفيين طباعات فاخرة فى سبعنيات و ثمانينات و تسعنيات القرن المنصرم و إهداء آلاف النسخ إلى المقيمين على أراضيها من كافة الدول العربية و بالأخص بنشره بين المصريين و نجح المذهب السلفى فى أن ينتشر فى مصر بقوة و خاصة على يد المصريين العاملين بالمملكة العربية السعودية الذين قاموا بنشر الفكر السلفى و ظهرت اقتصاديات سلفية قوية فى مصر فى حقبة الثمانينات تتمثل فى الريان و الشريف و السعيد و غيرهم ليعلنوا عن تكتل اقتصادى سلفى قوى و لكن قامت أجهزة الأمن المصرية بالقضاء على تلك الكيانات الاقتصادية و لكنها لم تقضى على التيار السلفى الذى انتشر بين العوام و خاصة بين الطبقات الاجتماعية الفقيرة فى مصر و الطبقة المتوسطة و أصبح هناك اتباع للتيار السلفى فى مصر و تكون فى مصر فى نهايات القرن العشرين و بدايات القرن الحادى و العشرين نواة جيدة من شيوخ بارزين تتلمذوا على يد شيوخ سعوديين أمثال ابن العثيمين و بن باز و من أمثال هؤلاء الشيوخ المصريين السلفيين محمود المصرى و محمد حسين يعقوب و محمد أسماعيل المقدم و أبو اسحاق الحوينى و الشيخ محمد حسان و ياسر برهامى و أيضا انفقت السعودية ملايين الدولارات على إنشاء مدارس دينية فى باكستان و أفغانستان لمحاربة التواجد الشيعى فى كل من أفغانستان و باكستان و لفرض التبعية للملكة العربية السعودية عن طريق نشر المذهب السلفى فى كلا الدولتين و ظهرت على أثرها مدارس طالبان التى أدت إلى نشأة حركة طالبان الدينية و تكوين سلفية جهادية على يد المحاربين العرب فى افغانستان و بالأخص قوامها الاساسى من السعودين إيبان الاحتلال السوفيتى لافغانستان و دعم المجاهدين الافغان والعرب هناك بضوء أخضر من الولايات المتحدة الامريكية و دعم أمريكى أيضا واضح فى ظل الحرب الباردة بين قطبى العالم وقتها الاتحاد السوفيتى و الولايات المتحدة الأمريكية.

أنقلاب بعض رموز التيار السلفى على الراعى

انقلب بعض من رموز التيار السلفى على الحكم الملكى فى السعودية أو آل سعود على وجه الدقة حلفاء الماضى و أعداء اليوم الذى كان يرعاهم و يتعهد بنشر مذهبهم السلفى كما كان معهود فى القرن العشرين و لكن حدث اختلاف فى المصالح و الرؤى بعد دخول الامريكين لمنطقة الخليج و إنشاء قواعد عسكرية فى المملكة العربية السعودية عقب حرب الخليج عام 1991 و أيضا تأزمت العلاقة بين التيار السلفى و الأسرة المالكة الحاكمة فى أعقاب تفجير 11 ستمبر 2001 و غزو الأمريكان لافغانستان و إنشاء جبهة ما يسمى بمكافحة الأرهاب المعروفة بأسمها الآخر الجهادية السلفية الذى كان يتم برعاية سعودية للقاعدة و طالبان فى فترة الاحتلال السوفيتى لافغانستان و أطلاق مصطلح منظمات أرهابية على تلك الحركات التى كانت تدعمها الحكومة السعودية أيضا فى الشيشان و تخلت الحكومة السعودية بأوامر أمريكية عن مساعدة التيارات الجهادية السلفية فى افغانستان و باكستان و الشيشان و أيضا الصراع المرير الذى خاضته أجهزة الامن المصرية ضد الجهادية السلفية فى مصر التى كانت متمثلة فى "الجهاد" و "التكفير و الهجرة" و "التبليغ و الدعوة" و غيرها من الحركات الإسلامية المسلحة و صراع المملكة العربية السعودية فى العقد الأول من القرن الواحد و العشرين مع تنظيم القاعدة فى السعودية, ذلك الصراع العسكرى الذى صحبه تفجيرات لمقرات أمنية سعودية و مجمعات سكنية للرعايا الأجانب الامريكان, كل تلك العوامل أدت الى انشقاق فى صفوف التيار السلفى فى العقود الثلاثة الأخيرة و هو تيار جهادى سلفى و تيار سلفى آخر مسالم و موالى للنظام الحاكم و يكفل أيضا له غطاء شرعى لوجوده فى الحكم و يكتفى التيار السلفى المسالم بخطوط حمراء وضعها له النظام الحاكم لا تتجاوز العبادات و الاخلاق و الدخول فى نفق الخلافات الشكلية مثل اللحية و الجلباب و النقاب و انخراط التيار السلفى فى الصراع الشكلى فقط مع باقى التيارات الإسلامية الغير سلفية و أيضا فى صراعه الثانوى مع الصوفية و صراعه الاساسى مع الاتجاه الشيعى الإيرانى الحالى لأن النظام الحاكم فى السعودية يوجه كل طاقات الاتجاه السلفى الموالى للنظام على محاربة الفكر الشيعى و تكفيرهم و شحذ مشاعر الكراهية ضدهم و محاربة الجزء السلفى الجهادى المنشق عن النظام الحاكم السعودى بالتآزر و التحالف مع القوى الأمريكية و الغربية و إن كان هناك وجهة نظر معتبرة فى محاربة الفكر الشيعى التى تحاول الثورة الإسلامية فى إيران تصديره إلى العالم العربى السنى ألا أنها فى الاساس غطاء للأسرة الحاكم فى السعودية فى صراع سياسى خفى مع النظام الإيرانى و لقد انتج هذا الفكر من رفع حالة الاستعداء ضد الفكر الشيعى ان غرقت العراق فى مستنقع الطائفية بين السنة و الشيعة و لا يفوتنا فى هذا المقام أن نذكر أيضا فى هذا المقام أن العقيدة الأثنى عشرية أو الامامية الشيعية تجيز قتل المسلم السنى و تكفره و تسبيح ماله و عرضه و لكن لهذا المقام مقال آخر نتناول فيه الفكر الشيعى المؤسس على تكفير السنة و استعدائهم أيضا و الحض على كراهيتهم و نبذهم إلى حد صادم و مؤسف إلى أقصى حد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق