سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 1 فبراير 2012

مقالات دينية: رأى و فكر- قضية الإجبار و الاختيار بقلم/ هانى مراد



17/8/2011

 شغلتنى منذ الصغر فكرة هل الانسان مخير ام مسير؟ كنت استمع كثيرا لكلمات العامة    ( المكتوب عالجبين لازم تشوفه العين...ده قدر ومكتوب...المكتوب ما منه مهروب...الخ تلك الكلمات التى تعبر عن اننا لا نملك حق الاختيار ولا التغيير)
كنت اتسأل دائما مادام الانسان مسير هكذا ولا يملك حق الاختيار فكيف يحاسب على ما اجبر عليه؟؟!!
كانت عقيدتى الايمانية وثقتى فى الله عز وجل تأبى دائما تلك الفكرة( فكرة الاجبار ) وكنت اقنع نفسى ( وعن حق ) بان الله وهو العادل لا يمكن ان يجبرنا ويقدر لنا واقع ويحاسبنا عليه فعدل الله اكبر من ان يجبرنا على المعصية او الشرك حتى ندخل النار وماذا يفعل الله بعذابنا او حتى بايماننا وهو الحق العادل الذى ليس كمثله شىء ، فكنت مقتنع وبدوافع ايمانية لا اكثر من ان الامانة التى عرضها الله على السموات والارض والجبال واشفقنا منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا ماهى الا العقل والاختيار 
اذا فنظرية قدر ومكتوب والمكتوب ما منه مهروب فشلت فى الاقتناع بها واقنعت نفسى دون علم بان الله اكبر من ذلك واعدل من ان يحاسبنا على افعال اجبرنا عليها فما ذنب من خلقه الله لابوين مسيحيين ان يدخل النار حسب عقيدة الاسلام او العكس الا اذا كان لله حجة علينا وهى قطعا اختيارنا ومعرفة الحق من الباطل
كل ذلك لم يعدو اكثر من افكار كانت تدور بخلدى ولم يكن لى فيها سند ولا رأى لعالم كبير من علماؤنا الافاضل حتى استند لرأيه واتكأ عليه واقول بملىء فى ان فلان قال كذا وكذا فى كتاب كذا
اكرمنى الله وانا تلميذ بالسنة الثانية بالمدرسة الثانوية ان اقرأ الاربعين النووية وهى ( عبارة عن اربعين حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم تبدأ بحديث النيات...انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء مانوى...الخ الحديث)
كانت تلك الاحاديث متبعة بشرح للامام النووى رحمة الله عليه لكل حديث وفى شرحه لحديث انما الاعمال بالنيات وجدت ضالتى ومبتغاى وما كنت ابحث عنه طويلا ...فقد ورد فى شرح الحديث ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو بدعاء( اللهم ان كنت كتبتنى شقيا فامحنى واكتبنى سعيدا) تهللت اساريرى ووجدت ضالتى فهاهو رسول الله يؤكد ما كانت فطرتى السليمة ( وقتها واسأل الله ان تكون كذلك الان) ماكانت فطرتى تؤكده داخلى وهو قدرة الانسان على تغيير مصيره واختياره واقتنعت اكثر بان الانسان مسير الى ما خيره الله اليه بمعنى ان الله دفعنا لاختيارين لا ثالث لهما وعندها نختار ايهما نسلك ..دفعنا الله لطريقى الخير والشر وترك لنا الاختيار حتى يكون حجة علينا يوم ان نلقاه
اذهلنى اكثر واشبع رغبتى وثبت عقيدتى مقولة سمعتها للشيخ المرحوم محمد متولى الشعراوى عليه رحمة الله وهو يتحدث فى قضية المكتوب فى اللوح المحفوظ حيث انه فسرها وقتها تفسيرا يتماشى تماما مع ما اعتقده واقتنع به ولم يكن لدى الدليل الكافى والبرهان العقلى المقنع
يقول الامام الشعراوى رحمة الله عليه فى تفسيره لقضية المكتوب باللوح المحفوظ :
ان الله بعلمه وقدرته على الاطلاع على الغيب اطلع على اعمالنا فى المستقبل وذلك لكونه خالق كل شىء ومليكه وبناء على علمه المسبق بما سنقدم عليه فى الاختيار الفلانى كتب اعمالنا فى اللوح المحفوظ وبرهن الامام الشعراوى رحمة الله عليه ذلك بمثل ضربه لنا( ولله المثل الاعلى قطعا)
قال تخيل لو انك شاهدت فيلما منذ فترة وجلست مع اخر لم يشاهده الن تكون تعرف احداث الفيلم على العكس ممن يجلس معك فهو لا يعرف عنه شيئا وذلك لانك اطلعت على احداثه مسبقا وبذلك لديك القدرة ان تحكى احداثه للشخص الجالس بجوارك ووقتها فقط عرفت بالفعل معنى الكتابة فى اللوح المحفوظ واقتنعت تماما انها لا تتعارض مع مبدأ الامانة التى حملها الانسان وهى الاختيار واستقر بعقيدتى اكثر ان عدل الله لا يمكن التشكيك فيه ولا حتى الظن بعكسه والعياذ بالله واقتنعت ان لله علينا حجة اختيارنا لافعالنا مهما تهربنا ومهما قلنا وايقنت ان دعاء الذى لا ينطق عن الهوى سيد الخلق واشرفهم ( اللهم ان كنت كتبتنى شقيا فاحمنى واكتبنى سعيدا) ماهو الا تأكيد على ان الانسان هو من يصنع قدره باعماله ولا يفرض عليه القدر والله اعلى واعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق