سؤال طالما دأب علماء الفلك على البحث عن إجابة له و تعددت الدراسات و النظريات العلمية التى تحاول الإجابة على هذا السؤال , هل من الممكن أن يكون القمر سببا فى حدوث الزلازل الأرضية؟, و تعددت الأراء و النظريات حول كيفية صياغة هذه الإجابة الهامة و نعرض هنا فى هذا المقال للعلماء الذين تناولوا بالبحث الإجابة عن هذا السؤال, وفقا لما ورد فى الموسوعة الأمريكية للعالمين أ. فايجر و هـ. تسمرمان, إن القمر هو التابع الوحيد لكوكب الأرض يدور حولها دورة اقترانية كل نحو 29.53 يوم أرضى و دورة نجمية كل 27.32 يوم أرضى و يدور القمر حول كوكب الأرض فى مدار أهليجى و تقع الأرض فى إحدى بؤرتى هذا المدار بمسافة متوسطة نحو 284000 كليومتر.
و يدور القمر فى هذا المدار البيضاوى بسرعة 1.02 كم/ ثانية و مستوى مدار القمر يصنع زاوية تقدر بنحو 5 درجات مع مستوى مدار الأرض حول الشمس, كما ذكر فى موسوعة جينيس فى علم الفلك, للعالم باترك موور, و القمر يقابل الأرض بوجه واحد فقط و الوجه الآخر مختلف دائما بسبب أن زمن دورانه حول نفسه متساو مع دورانه حوله الأرض.
و حركة القمر حول الأرض يحكمها قانون الجذب العام الذى اكشتفه نيوتن العالم الإنجليزى, و الذى يحكم الحركة الكونية للأجرام السماوية فى شتى أرجاء الكون و الشمس و القمر و الكواكب و النجوم و المجرات و السدم و غيرها من مكونات الكون و قانون الجذب العام يعطى العلاقة بين القوة المتبادلة بين كتلتين ماديتين و المسافة بينهما بحيث أن قوة الجذب المتبادلة تتناسب طرديا مع كتلتيهما و عكسيا فى مربع المسافة بينهما, و هذه القوة يؤثر كل منهما فى الأخرى.
و من هنا فإن كوكب الأرض يؤثر فى القمر بنفس القوة التى يؤثر بها القمر فى الأرض و من مظاهر قوة الجاذبية المتبادلة بين الأرض و القمر ما نراه فى ظاهرة المد و الجزر فى البحار و المحيطات من ارتفاع المياه فى دورتين متتاليتين كل يوم و تؤثر الشمس فى الأرض و القمر بقوة الجاذبية المتبادلة بينهما أيضا بحيث تكون محصلة قوة الجاذبية للشمس و القمر على كوكب الأرض أقصى ما يمكن فى منتصفات و أوائل الشهور القمرية بحيث يكون القمر و الأرض و الشمس على خط مستقيم تقريبا و أقصى ما يمكن عندما يمر القمر بالعقد القمرية لمستوى تقاطع مدار الأرض و القمر و تحدث بسببها ظاهرة الكسوف و الخسوف, و ذلك للشمس و القمر.
و إذا كان القمر يؤثر على مياه البحار و المحيطات بالتعاون مع الشمس تحدث ظاهرة المد و الجزر التى نراها و نشاهدها , منهنا انطلق السؤال الذى يحاول أن يجيب عنه العلماء " لماذا لا يؤثر القمر على اليابسة و يحدث لها جزر و مد أيضا؟" لقد اكتشف عالم الفيزياء الأمريكى متشلسون بالقياسات الدقيقة أن المناطق الأرضية التى يمر بها تأثير القمر على كوكب الأرض ترتفع بما عليها من مبان و طرق و خلافه بنحو 34 سم عن مستواها الاعتيادى كما ذكر أيضا فى كتاب العلم فى دنيانا تأليف ويليام.سى.فيرجارا إن جاذبية القمر تتسبب أيضا فى حركة القلب الداخلى لكوكب الأرض و الغلاف الغازى لكوكب الأرض يتأثر بجاذبية القمر و هذا معناه أن القمر يؤثر على كوكب الأرض بجميع مشتملاته و مكوناته من ماء و نبات و إنسان و حيوان و جماد و الغلاف الغازى لهذا الكوكب.
و الملاحظ و المتتبع للزلازل على كوكب الأرض يجد أن أقواها و أغلبها يحدث فى منتصفات و أوائل الشهور القمرية حيث التأثير الأقوى لقوى الجاذبية المتبادلة بين الأرض و القمر و على سبيل المثال حدوث زلزال أكتوبر 1992 فى مصر فى منتصف الشهر القمرى و كثير من الزلالزل الآخرى فى شتى أنحاء العالم.
و قد سجل العالم الأمريكى بيفام.م. فرنش فى كتابه أسرار القمر حدوث زلازل على سطح القمر المواجه للأرض عندما يكون القمر فى طور البدر فى منتصف الشهر القمرى, و الزلازل تحدث على كوكب الأرض لعدة عوامل يتم تحفيزها من خلال علاقة قوى الجذب المتبادلة بين القمر و الأرض و هى كالأتى:
1- تراكم الطاقة الحرارية داخل باطن الأرض إلى أقصى ما يمكن, و هى ما تدعى بالنهاية العظمى.
2- منطقة ضعيفة فى القشرة الأرضية تكون سمكها قليلا نسبيا
3- قوة تساعد هذين العاملين و هذه القوة متوفرة فى قوة الجاذبية بين الأرض و القمر فتتحرر الطاقة الداخلية الحبيسة على صورة زلازل و هزات أرضية قوية أو متوسطة أو ضعيفة حسب قوى الجذب المتبادلة بين الأرض و القمر و سمك القشرة الأرضية و مقدار الطاقة الداخلية المتراكمة داخل كوكب الأرض فى هذه المنطقة
4- و هناك عوامل أخرى تتسبب فى حدوث الزلازل على الأرض فى دورة مستمرة مثل كوكب الزهرة و المشترى و زحل و المريخ, و كذلك حركة كوكب الأرض حول الشمس و اقترابه منها و ابتعاده عنها. و تغير سرعة الأرض فى مدارها البيضاوى حول الشمس و تغير قوى الجاذبية المؤثرة على الأرض بسبب الأشكال الدورية للكواكب فى مداراتها حول الشمس و وضع الأرض, مثل اصطفاف الكواكب فى مداراتها بالنسبة للأرض و ذلك ما يحدث من تغيير مركز ثقل جاذبية المجموعة الشمسية و تأثيرها على كوكب الأرض و حدوث الزلازل عليها و كذلك البراكين.
إذن فأن التفسير الإضافى الذى من الممكن أن يكون أحد العوامل أو العامل الرئيسى المسبب للزلازل على سطح الأرض كما حاولت أن أوضح فى المقال هو يعتمد على العلاقة المتبادلة بين قوى الجذب القمرية الأرضية و التى تتم بقدر متساو و هى تحدث فى الغالب فى منتصف الشهور القمرية و أيضا فى أوائل الشهور القمرية و يتم البرهنة على ذلك من خلال تأثير القمر على ظاهرة المد و الجزر التى تحدث للمحيطات و البحار و تبقى هذه أطروحات علمية جديرة بالاعتبار و لكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة.
هل يمكن أن تذكر لي مصدر المقال اخي الكريم، أحتاج لهذه المعلومات باللغة الأصلية
ردحذف