23\7\2011م
22\11\1432 هـ
تختلف عادات المسلمين في شهر رمضان باختلاف الدولة التي ينتمون لها ، حيث تفرض الخلفية الثقافية ظلالها على أجواء الاحتفال ، ففي اندونيسيا تُمنح أجازة للتلاميذ في الأسبوع الأول من شهر رمضان للتعود علي الصيام، وفي باكستان يزف الطفل الذي يصوم لأول مرة كأنه عريس، أما ماليزيا فتطوف السيدات بالمنازل لقراءة القرآن الكريم ما بين الإفطار والسحور، ويقرأ أهل موريتانيا القرآن الكريم كله في ليلة واحدة.
رمضان في مصر
أهم ما يميز رمضان في مصر مدفع الإفطار حيث تؤكد كثير من الروايات التاريخية أن والي مصر "محمد علي الكبير" كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويًّا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة الكائنة حاليًا في نفس مكانها في حي مصر القديمة جنوب القاهرة، فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه، وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور، فوافق، وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًّا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام، ولم تتوقف إلا خلال فترات الحروب العالمية.
ويستقر المدفع الآن فوق هضبة المقطم، وهي منطقة قريبة من القلعة، ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية.
وما يميز مصر أيضا موائد الرحمن التي يبدأ العمل فيها قبل رمضان بعدة أيام لتكون جاهزة لاستقبال ضيوفها من الصائمين مع أول أيام شهر رمضان الكريم؛ حيث تقام الخيام القماشية مستندة على أوتار من الخشب، ويتم تصميمها بحيث تسمح بالتهوية وتمنع المارة من رؤية روادها.
وهذه العادات الجميلة بما لها وما عليها لابد وأن تتحول من كونها مجرد عادات إلى عبادات وخصوصا في هذا الشهر الكريم شهر البر والخير والغفران
والذي يحول الأعمال العادية إلى أعمال يؤجر المرء عليها وتبقى في صحيفة أعماله هو النية الصالحة، كأن ينوي بأكله وشربه التقوي على طاعة الله أو يزواجه إعفاف نفسه وإعفاف زوجته عن الزنى، وينوي طلب الولد الصالح الذي يعبد الله، ويدعو إلى الله لقوله صلى الله عليه وسلم " إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة " رواه البخاري وفي البخاري أن معاذاً قال لأبي موسى: أما أنا فأقوم وأنام وأرجو في نومتي ما أرجو في قومتي، وفي رواية: أحتسب في نومتي ما أحتسب في قومتي.
قال الحافظ: وحاصله أنه يرجو الأجر من ترويح نفسه بالنوم ليكون أنشط عند القيام وفي الحديث من الفوائد..
أن المباحات يؤجر عليها بالنية إذا صارت وسائل للمقاصد الواجبة أو المندوبة أو تكميلاً لشيء منهما الفتح 12/364.
أحبتي في الله أحب أن أوجه إلى نفسي أولا وإليكم رسائل عسى الله أن نكون من أهلها وأن ننتفع بها :
أحبتي في الله :
هاهو رمضان قد عاد.
بعد عام كامل ليذكرك نعمة الله عليك.. إذ بلغك هذا الشهر الكريم وقطع الأجل والمرض عنه أناس كثير.. هم تحت أطباق الثرى أو على الأسرة البيضاء...فاغتنم بلوغك إياه... فلعله إليك لايعود!!
أحبتي في الله :
هاهو رمضان قد عاد.
بعد عام كامل ليخبرك أنه نقص من عمرك عام كامل..وأنك قد اقتربت من الآخرة عاما.. وعما قليل ستلاقي ماقدمت من عمل..فماذا أودعت من العمل في عام مضى...؟؟ فاغتنم أيامه ولياليه... فلعله إليك لايعود...!!
أحبتي في الله :
هاهو رمضان قد عادلتفتّح فيه أبواب الجنان.. وتغلّق فيه أبواب النار.. وتصفد الشياطين.. ويناد مناد ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أقصر.. ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة..فهلاّ اغتنمت هذه الليالي.. فلعلك إليها لاتعود !!
أحبتي في الله :
هاهو رمضان قد عادليذكرك نعمة الله عليك بالأمن والأمان.. ورغد العيش والمعافاة.. وإخوان لك هنا وهناك فقدوا الأمن والأمان..فهم يصبحون على ازيز الطائرات.. ويمسون على دوي المدافع والقاذفات...يتسحرون على أنين الجرحى..ويفطرون على أشلاء القتلى.
فهل شكرت هذه النعمة..؟؟ فلعلها إليك لاتعود..!! أو لعلك إليها لاتعود..!!
لتفتح أبواب السماء للدعاء.. في قنوت وسجود وعند إفطار وسحر.. فهل تأملت آيات الصيام ؟؟ ألم تلمح منبينها نداء الرحمن (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) البقرة فماذا سألت الكريم؟؟ وهو منك قريب.. وقد وعدك أن يجيب دعوتك..؟؟ فهذا هو شهر الدعاء فلعلك إليه لاتعود..!!
ليستعطف قلبك ويذكرك بالاكباد الجائعة.. والوجوه الملفوحة بهجير الصيف.. ومس الجوع والعطش..تستطعمك تمرة.. وتستسقيك شربة ماء أو مذقة لبن... لتفوز بأجرك وأجرها في تفطير الصائمين...فماذا أطعمتهم ؟؟ فلعلك إليهم لاتعود..!!
شهر القرآن والصيام والقيام.. لتخشع بين يدي ربك تتدبر الآيات.. وتحرك بها القلب وتتعرض لنفحات الرب.. لعله يكتب لك قيام ليلة.. وتفوز بفضل ربك بالعتق من الن.
فأنصت يارعاك الله لما يتلى في المحراب... فلعلك إليه لاتعود..!!
أسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق .... وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ورمضان كريم
ولكن الله أكرم الأكرمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق