السلطات ... سلطات الدولة والتنظيم، والحزب والحركة والفصيل، كاذبة وإن صدقت، وهي ظالمة وإن ادعت العدل، وهي عنصرية وإن نادت بالمساواة، وهي دنسة وإن بدت طاهرة، ومذنبة وإن تظاهرت بالقداسة، وهي سارقة وإن روجت للعفة، وأعلنت أنها شفافة ونزيهة، وصادقة وأمينة، والقائمون عليها ليسوا أهلاً للمسؤولية، ولا عنوناً للواجب، وإن ظهروا أنهم رجال المرحلة، ورواد المسيرة.
فلا تصدقوا روايتها، ولا تنخدعوا برجالها، ولا يأخذكم بريق شعاراتها، ولا رنين كلماتها، وبهرج حديثها، ولا تركنوا إلى وعودها، ولا تطمئنوا إلى أقوالها، ولا تأمنوا شرها، ولا تستندوا إلى عدلها، ولا تستظلوا بظلها، ولا تنتظروا فيئها، ولا تقبلوا عذرها.
بل ابذلوا جهودكم لتكشفوا عورتها، وتبينوا أخطاءها، وتفضحوا عيوبها، وتعروا المخطئين فيها، والمجرمين منهم، والمنحرفين من بينهم، ثم انزعوا الثقة منها بسلميةٍ ووفق الأسس الديمقراطية، واسحبوا الشرعية منها أصولاً، ولا ترتكبوا في سبيل ذلك أخطاءً تبرر جرمهم، وتطيل في عمرهم، وتعمق جذورهم، بل كونوا عقلاء فطنين، واعين ومدركين، فهم يخططون لتخطئوا، ويعملون لتزل أقدامكم وتنحرفوا، بل إنهم يزرعون بينكم مجرمين وقتلة، وسفاكين وسفلة، لينفذوا ارادتهم، ويصلوا بهم إلى غايتهم.
كونوا ثوريين واعين كي لا تجددوا لهم العهد إن استطعتم، لتخلصوا اليلاد والعباد منهم، فتلك بطولةٌ ما بعدها بطولة، وتحدي وإرادة تنحني لها الجباه تقديراً ووفاءً، وتتضائل أمامها النضالات والتحديات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق