سيخطفك أشرف الخمايسي في ميكروباص أبيض من موقف أحمد حلمي متجها إلى الصعيد وفارضاً عليك الجلوس في كامل تركيزك ومتتبعاً للأفكار التى يضخها كثيراً ومتتالياً في روايته ... باحثاً عن حقيقة كثيراً ما تشغل بال كل البشر.
ستحب سوسن .. وتتمنى أنت الآخر لقاؤها في حميمية مسروقة.
وسترى رجولة وكرامة ياسر مبروك في نفسك.
وستتخيل أبو أميرة ممسكاً بمقود السيارة.
وستشعر أنك تجلس بين القسيس والشيخ تستمع لذروة تفكيرهم.
أما نوال بقميصها وجسدها اللؤلؤي فستتمناه ولكنك ستخاف من خميس و طوريته.
بينما المجري يتهافت تفكيره داخل نفسه موضحا ومعبراً عن دواخلنا.
ستفتح أولى صفحات الرواية محاولاً التطلع إليها وتتلقف عدة كلمات وجمل في أولى صفحاتها لتحكم عليها بطبيعة حالتك النفسية الحالية ألا أنك ستدخل إليها وتعيش عالم يصوره في الرواية بحنكة محكمة من ناحية السرد والتشويق واستخدام التراكيب اللفظية والجمل البلاغية والألفاظ الفصحى الغير معقدة والتى تخرجك خارج أطار الحبكة والمضمون وتوصيل الفكرة وستجلس أنت الآخر بينهم داخل الميكروباص وستتحول إلى شبح يطير داخل نفوسهم وماضيهم وأحلامهم وأفكارهم التى تتلاقي وتتجمع في نقطة ما وسيقشعر بدنك من كثرة المعايشة لتقبل النهاية التى كتبت وسردت وخطت حتى تفتح لك آفاق تفكيرية فلسفية لعقلك الخاص.
--------------------------------------------
كلمات من داخل الرواية ـــــــــــــــــــــ
- فالخيانة تخطف من روح الإنسان ما لايمكن استعادته
- من يعيش يومه لأجل يومه لا ترواده أحلام يحسب من أجلها كم مر من الأيام وكم سيمر لا يفكر في الغد ولا يستشعر مرور الزمن.
- المكاسب تستحق المغامرة والخسارة تستحق الخوف لكن جنون الهوى إذا عصف لا توقفه الجبال الشم.
- لا يفعل الإنسان كل شيء من ـجل فائدة ما وحماقاته المتتالية تؤكد أن الجدوى ليست دائماً هي أهم اعتباراته وكثيراً ما يكون مجرد إشباع الفضول هو أسمى الغايات.
- وجود ينتهي بموت وجود عير مكتمل وسمتضي البشرية إلى خلود الفناء طالما جماجم القديسين محافظ العقول الغبية.
- هناك لحظات مقتطعة من الجبروت تمر بالإنسان فتدهس قيمه وثوابته الأخلاقية ولو كانت راسخة في يقينه رسوخ الجبال الشاهقة
----------------------
أجدت تماماً يا خمايسي ... واستطعت تشكيل قطعة فنية باقية في تاريخ الثقافة والأدب ............
وأدعو كل قارئ لاقتناء مثل تلك الرواية لما لها من قيمة عميقة جداً أدبياً وفكرياً وفلسفياً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق