سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الاثنين، 1 سبتمبر 2014

مقالات سياسية: السيسى و سليمان بقلم/ عمر فؤاد - سلسلة مقالات صايع فكر


كنت مستخفا دمي كعادتى السخيفة و أشرع فى إصدار كتابى الساخر الأول ، و قامت الثورة فتعطلت مشاريعي جميعا حتى تتحقق مطالب الثورة ، و بديهيا لم يخرج الكتاب إلى النور ، كان ذلك فى يناير 2011 و مع إنفعالي بالثورة وقتها أفرغت تلك الإنفعلات في مقالات شبه يومية سميتها مقالات الغضب ، تلك المقالات التي أقنعنى ناشر بعد تنحى "مبارك" أن يقوم بتجميعها ليصدرها في "كتاب الغضب" ، هذا الكتاب الذي طالعته منذ يومين لأخرج من مطالعتي مطمئنا لكونى حققت هدفي في أن أصدر كتابا ساخرا ، كل ما فى الكتاب يجعلك تقع على ظهرك غير قادرا على التوقف عن الضحك ، لم أقصد ان يخرج الكتاب ساخرا ، و لكنها سخرية الأقدار.
لم تتحقق من مطالب ثورة يناير سوى ما عرضه "مبارك" – الله يمسيه بالخير- فى خطاباته بالحسنى ، فلقد عرض أن لا يرشح نفسه مرة أخرى ، فرفضنا خشية أن يتولى "جمال" خلفا له ، فعاد ليؤكد انه لن يخلفه ، فرفضنا تحسبا لأن لا يخلفه أحد رموز نظامه و يبقى "كأنك يا أبو زيد ما روحت التحرير ولا جيت" ، عاد ليحذر من الإخوان و مغبة توليهم الحكم ، فإبتسمنا ساخرين " ما بنخافش إحنا من الفزاعات دى ، إلعب غيرها" .
بقية القصة تعرفونها ، و لكن دعونا نعدل في سيناريو الإحداث ، لنقل أننا تخوفنا من الفزاعات و "أكلنا من الكلام ده" و رضخنا لتحذيرات العقلاء الذين سخرت منهم فى كتابي و توخينا الحذر و فضلنا الإستقرار ، النتيجة المفترضة فى تلك الحالة ، هى أن يصدق "مبارك" و يخلفه أحد رموز نظامه ، وقتها كان سيترشح و يفوز إما "عمر سليمان" أو "عمرو موسى" ، لا تنظر لتلك الأسماء بمنظار اليوم و لكن أنظر لها بمقياس الامس لتجد أنه لا فارق كبير بين "سليمان" و"السيسى" ، وقتها كنا نتمنى ان يحكمنا "سليمان" أو حتى "عمرو موسى" ، 
ما وجه الإختلاق الحقيقى بين "عمر سليمان " و "عبد الفتاح السيسى" مع حفظ الألقاب كى لا أجد نفسى متهما بالإساءة للرئيس ، حقا الفارق ليس ضخما ، الفارق الوحيد هو فى تضخم شعبية "المشير" تضخما يستحقه و إقتصار شعبية "اللواء" على همسات المقاهى و الجلسات العائلية بفعل نظام "مبارك" و سياستة التي كانت تذوى كل من يُسمع إسمه مذكورا بسيرة حسنة على لسان أكثر من خمسة مواطنين ، و الضحايا كُثر ، بداية من المشير " أبو غزالة" مرورا ب"الجنزورى" و "عمرو موسى" و وصولا لمحافظ الأسكندرية التاريخي " عبد السلام المحجوب" .
كل من "عمر سليمان" و "عمرو موسى" رشحا نفسهما لتولي الرئاسة و لكنهما رشحا نفسهما في ذلك الوقت الذى كنت أكتب فيه كتابى الكوميدى "كتاب الغضب" وقت أن كنا محملين جميعا بالغضب يعمينا تجاه كل ما يمت لعصر "مبارك" فرفضنا و رفضنا و رفضنا ثم "لبسنا" "مرسى" و "الإخوان" ثم توحدنا مع الرموز المرفوضة و كنا على إستعداد لنتحد مع الشيطان لنتخلص من ما "لبسناه" ، و وقف الجيش وقفته .
و كان "السيسي" بطلا لا جدال ، فأنا لا اكتب هنا ساخرا من "السيسى" و العياذ بالله " يا رب أولع زى باسم يوسف لو كنت أقصد" ، و لكنى أكتب ساخرا من نفسى ، من "كتاب الغضب" ، من ثورة عظيمة لم تحقق مطالبها و لن تحققها بالسهولة و السرعة التي إعتقدناها ، من أشهرا ضاعت لنصل إلى نفس النتيجة ، مع كامل إحترامى لشعبية الرئيس ، فقد كان "سليمان" يملك نسبيا تلك الشعبية ، مع كثير من الإعتراف ببطولة "السيسى" و لكن ل"سليمان" بطولاته فليست كل البطولات ثورات و دور "الفريق السيسى" فى ثورة يونيو لا علاقة له –نظريا- بتنصيب "الرئيس السيسى" و لو نظرنا لها من هذه الزاوية لصدقت تسمية الثورة إنقلابا و هذا ما لا نرتضيه "عشان حتى ما نفرحش فينا إخوانا البُعدا" ، وأخيرا فإن "السيسى" الآن يبلى بلاء حسنا و لكنه لا زال فى بداية الطريق ، تلك البداية التي لا نستطيع أن نحكم فيها على نجاحه من عدمه ، تلك البداية التي أبلى فيها "مبارك" نفس البلاء الحسن و أغلب الظن أن "سليمان" أو "موسى" كانا سيسلكان نفس الطريق الحسن.
فإستهدوا بالله و إجنحوا للسلم ، كما كنت ، عد للصف ، الإخوان جماعة محظورة من جديد ، 6 إبريل خلف القضبان مرة أخرى ، لا زال الحديث عن الرئيس منطقة خطر ، و لا زلنا نتمتع بالحرية فيما دون ذلك ، إرضى بنصيبك بقى و سيب الراجل يشتغل و إستحمل قطع الكهربا و إستمتع بالمشاريع العملاقة و وعودها و إللى هايقول ثورة تالتة ولا رابعة و لا هايهوب ناحية التحرير - إلا عشان ياكل كشرى- يستاهل إللى يجراله ، لا أريد أن أكتب بعد عامين ناعيا "سليمان" و الوقت الضائع.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق