سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الثلاثاء، 22 يوليو 2014

مقالات أدبية: معانى الحب المختلفة (1) بقلم/ أسماء صبرى

هل هناك حب حقيقى و حب مزيف ؟!. هل تملكتك مشاعر عشق من قبل و أرتعد جسدك حينها؟, هناك شىء ما يبدو غير طبيعى أو غير مناسب لتلك المقاييس المتعارف عليها لدى البشر ". حيث تحذيرات العقل الدائمة الملحة و المرعبة " سيقابل بالرفض"
هل قرأت من قبل عما يسمى بمشاعر الطرح أو التحول التى تحدث فى العلاقات و يكون سببها إسقاطى; أى أنها فى حقيقة الأمر مشاعر مكبوتة غير ناضجة ناتجة عن خبرات سابقة أثمرت آلام شديدة ناتجة عن احتياجات لم تلبى, أو رغبات دفينة لم يتم إشباعها, أو انفعالات لم يتم التنفيس عنها؟
هل مررت بذلك؟, هل قارنت بين هذه المشاعر و تلك المشاعر الناتجة من نوعى الحب السابق ذكرهما؟, قارنت بين ذلك الحب الرومانسى المألوف لدى الكثيرين بمشاعر التحول و بذلك الشعور الروحانى المدهش و الغامض فى الوقت ذاته, و وجدت أختلافاً عميقاً بين الثلاث حالات. إن جاز المسمى بتسمية الحب حالة ؟!

هل شعرت بالسعادة المبرحة و الشرود الهائم ثم وجدت خلسات من الرعب تتخلل بين هذه الحالة الرائعة و تتطفل بين الحين و الآخر ؟!

و الأن هيا بنا نبحر فى أهم معانى أو حالات الحب.

هو أحلاهم مذاق و أخطرهم على النفس على الأطلاق. فذاك هو الحب الروحانى الذى يتخطى كل الحدود و المسافات و الاختلافات بل يتخطى حتى العقل و المنطق. نعم فكل شىء فى هذا الحب مباح و له ما يبرره بقوة. نستمد منه أعظم شعور ممكن أن يشعره أى كائن حى على وجه الأرض. لأنه يتعلق بالروح. .ذلك هو الغموض, السحر الرائع الذى يسبح فى فضاء شاسع فسيح لا نهايات له و لا قواعد, فقط زمان بلا توقيت, و مكان بلا مساحات, و أشخاص بلا أجساد, فتلك هى الروح.

تشعر بالجاذبية الشديدة و كلما زادت كلما فقدت تعلقك بالواقع الذى يؤمن و يعترف بكل ما هو ملموس و يتقيد بحدود صارمة, و حسابات و أعمال و هموم لا طائل منها.

هل مررت بتجربة يوماً ما, سواء كانت واقعية أم أنك أطلقت العنان لخيالك بمحض إرادتك لاختلاقها. و التى فيها تتحدث مع شخص تجهله عبر الهاتف أو من خلال الشبكة العنكبوتية أو بأى وسيلة أخرى, و تعلقت به كثيراً بل أحببته حباً لم تصدق أن هذا سيحدث معك أو أنه موجود بالفعل فى هذه الحياة..... ينصت إليك و يواسيك تارة, و يمدحك و يغازلك تارة أخرى,  يبادلك الكثير من المشاعر, يفيض إليك بفيض غزير من الماء العزب الجميل لتلك الروح البور العطشى الضعيفة الهزيلة و التى تلهث على أى قطرة ماء تراها بعيدة حتى و إن بدت سراب؟!

نشعر أن الدنيا أصبحت لنا وحدنا و أنه لا يوجد سوانا نحن. نتجاهل كل الأصوات و الأشياء التى حولنا. لدرجة أننا نفقد حتى شعورنا بالاحتياجات الجسدية المادية مثل الجوع و العطش. فالأرتواء الروحانى أعظم من أى أرتواء فى الدنيا.. تتسامى معه كل الاحتياجات.
حينما يتحدث تشعر بتراقص نغمات صوته على مسامعك عبر الهاتف؟, أنك لا تسمعه كشخص عادى بل ترتوى بمتعة الغناء الشجى و أرتواء روحك الخفاقة. تشعر بها ليست كأى كلمات من تلك التى يتبادلها البشر... أنها روح جميلة ساحرة تغزو الجسد بأكمله بمتعة لا متناهية.

و بعد هذا الغزو يأتى التسليم و الاستسلام........... فلا يوجد رفض و لا شك و لا خوف بل أمان مطلق, ثقة بلا حدود, حب و عشق و متعة آسرة.  أنه لا يرسل فقط كلمات بل أنه يفتح أبواب الجنة على مصراعيها. فهو ليس ببشر.
و من هنا تأتى الطامة الكبرى!..حينما نوجه هذا الشعور الرائع إلى بشر و يخيل إلينا أن هذا الشعور المفاجىء العظيم ذهب لشخص هو ما بشخص و نبدأ وصفه بالملاك الطاهر, الطيف البارق, النسمة الشافية, و كثير من الصفات التى لا تعقل أن تطلق على بشر. فهو لا يخطىء و لا يوجد بداخله أى ذرة من الرغبات أو سوء نية.

لذا و لأنه فى المكان الغير مناسب, يتسلل الخوف و الرعب إلى قلوبنا. من أين أتى ذلك الشعور الكريه القاسى إلينا بعد كل هذه المتعة؟!

و نشعر برغبة جامحة فى محاربته, و لكن للأسف  بلا جدوى. و على النقيض تماماً فكلما زادت المقاومة كلما زاد تملكه لى. و زاد حرمانى من المتعة الجميلة التى شعرتها. و الأسوأ هو بداية انتقال المعارك إلى الآخرين الذين يدعمون هذا الخوف و يتوحدون معه فى جبهة واحدة. و كذلك تقوى جبهة الخوف و تزداد حمى المعارك الطاحنة. أنها المواجهة و الصراع و فى النهاية يبدو على المشهد الصمت الرهيب, بقايا أشلاء محطمة, روائح نيران حارقة, أنها الهزيمة الساحقة. أنه الاستسلام للواقع و النزول من عالم الخيال الجميل. أنها الصدمة الأليمة بعد الغضب و الثورة و الجهاد المستميت.

يأتى الإنهاك. مرحلة اللاصراع و اللاقبول,  يأتينا متسلل من تلك الأماكن التى كانت منذ قليل مأهولة بآخر. أنه الوعى, أنه الواقع بما فيه من حدود مادية و قواعد وضعية و نواهى دينية. و بعد فترة من الرفض بلا مقاومة يأتى الاستسلام و التعود و تظل القصة تنتقل من المتعة و السعادة إلى الهزيمة و الإنكسار, ماهى ألا مجرد ذكرى جميلة و أليمة فى نفس الوقت.

و السؤال هنا, لماذا ؟!, لما حدث كل هذا؟, و كيف بدى لى كل هذا الزيف, حقيقى لهذه الدرجة؟!, و كذلك العديد من الأسئلة المنهالة تجر بعضها بعضاً واحدة تلو الأخرى دون ترتيب أو انتظار لأى إجابة.

و الاجابة هنا بسيطة جدا. و التى ذكرتها فى البداية.. انه الحب الذى لا يمكن ان يكون لبشر انه الحب الروحانى.........انه الحب الالهى. انه الحب الذى لا يمكن ان نشعر به الا مع الله. ز اذا اخطأنا الاتجاه سنلاقى حتما حتفنا بالخوف و الرعب و الصراع و الهزيمة .

فلا يوجد حب مطلق بلا حدود الا لله .توجد متعة مبرحة دون الم . لا = توجد اى مشاعر فياضة جميلة دون خوف الا مع الله.

الحب الذى تسمو معه النفس و تطهر به الروح و تتمتع من خلاله الجوارح.........

حب الله هو الحب الحقيقى ...الحب الروحانى .................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق