سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 9 أبريل 2014

المقالات الاجتماعية: بقي لوحده يبكي بقلم/ بنيحيى علي عزاوي

لا شيء يقلقني يقول خطيب الجمعة في المسجد، لا شئ يقلقني في هذه الدنيا الفانية مادام الموت واحد أوحد يحصد أرواح الجميع وكل الناس عنده سواسية كأسنان المشط ،يدرككم الموت في كل مكان وزمان ولو كنتم في روج مشيدة ...،يقول خطيب الجمعة:لا شئ يقلقني مادام الفقراء صابرين على فقرهم وحتى في احتجاجاتهم ومظاهراتهم حضارية تؤنب ضمائر الأغنياء وهم في قصورهم يضحكون،...لا شئ يقلقني أيها الفقراء مادمتم تتناسلون وتتكاثرون وتعلموا أبناؤكم الصبر الصابر الذي علمه لنا سيدنا أيوب الذي يعتبر آية في الصبر الصبور كالصبار الذي يثمر بحرارة الأرض....يقول خطيب الجمعة بصوت بهيج:لا شئ يقلقني مادام التعليم عندنا في تحسن أفضل وأحسن مما كان عليه أيام استعمار لفرانسيس،يضحك أحد المصلين جهرة، تلتفت إليه الوجوه الشاحبة المكفهرة تريد العيون الجاحظة قتله لأنه قاطع الخطيب. قال المصلي الضاحك : تريدوني أن أبكي،؟...سكت الجميع وقال الخطيب: أنا اعرفه جيدا أيها الناس، هذا الرجل كان مقاوما أيام الاستعمار ربما تذكر الدولة لم تنتبه إليه وتكافئه فهو معنا صابرا...يواصل الخطيب: لاشئ يقلقني أيها الناس مادام مجلس الأمن شرطيا نزيها وعادلا في كل شئ حتى سكوته عن الفوضى الخلاقة في أوطاننا ربما له حكمة يجب علينا دراستها مستقبلا في الجامعة العربية..لاشئ يقلقني على الإطلاق أيها الناس إلا كثرة العوانس أصبحت ظاهرة يحسدنا عليها الغرب على تكاثرنا لأن مناعة الجنسية قوية عندنا والحمد لله.. جميع المصلين يضحكون إلا الضاحك الأول سكت، انتبه إليه الخطيب وقال له لماذا لم تضحك أنت لوحدك أصبحت ساكتا...شهق بالبكاء وخرج من المسجد يجري...قال الخطيب أصابه صرع الجنون الحمراء قولوا معي: اللهم استرنا...الجميع رددوا: آمين... لهذا أقول لكم أيها الناس يواصل الخطيب بصوت قوي مفعم بالغضب: تناكحوا وتناسلوا وتزوجوا حتى لا تعم الفوضى من جديد في بيوتنا وأعراضنا، لأن السجون العربية امتلأت بالمحرمات وهتك عرض المحارم، عيب والله حرام..نحن مجتمعات مجوفة ومتآكلة من الداخل على التعاطي مع مصطلح "الفضيحة" بحذر شديد يدفع البعض منا إلى دفن رؤوسهم بالرمال كما تفعل النعامة، لإخفاء العار الناجم عن "زنا المحارم" بعد أن غض المجتمع 
طرفه عن الأسباب الحقيقية التي أدت مثل هذه المخاطر التي تستهدف البيوت من الداخل مؤججة للغرائز ومثيرة للشهوات المحرمة بين الحارم...خرج جميع المصلين وبقي الخطيب لوحده يبكي...
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق