سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأربعاء، 2 أبريل 2014

القصة القصيرة: كؤوس العصيــــان بقلم/ محجوبة صغير الجزائر

لا تفارقه زجاجته ..يعانقها.. يحكم قبضته عليها ، يتمنى أن يموت في حضنها ، أغنته عن شريكة حياته التي أضحت في عداد المطرودين في يوم ماطر أسود ، كم ترجّته وأرادت تقبيل رجليه لأجل أن يبقيها تبيت تلك اللّيلة مع صغيريها حتّى لا يفترسها جنون الليل ، لكنّه رفض واستبدلها بمعاقرة نشوة الخمر وما تمليه عليه من ملذات ، حينها قرّر أن ينافس الليل ويُمضيه مع رفقاء سوء ،جلبهم لذات الغاية ، يحتسي ويحتسي حتى يتدفق المشروب على ملابسه الرثّة ، يضحك طويلا ويُغنّي في حركة دائريّة هستيريّة بحجرته المزيّنة بآيات الذكر الحكيم .لا تشفع له ولا يهتم لها ، يغمض عينيه كلّما رآها ، ففطرته تأبى الدنس أمّا شيطانه يودّ ذلك .يتوقف هنيهة من دورانه الذي أرهقه ، أمّا رفقة الســوء فتتمادى في جلبتها واحتسائها لكؤوس العصيان. ثمّ يواصل عربدته ويفتح زجاجة أخرى ، ودون وعي منه يميل جسده بترنّح ناحية طاولة في أحد زوايا الحجرة ..يشرف على السقوط فيستنجد بها ، حينها تقع عيناه على كتاب مفتوح فوق لوح مزخرفة حروفه ..مبهر رسمها ..تخطف الأبصار ، تخاطبه دون اصدار صوت :" يَاأيُّهَا الذينَ آمَنُوا إنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسرُ والانْصَاب والأزْلاَم رجْسٌ منْ عَمَلِ الشَّيْطَان فاجْتَنِبُوه لَعَلّكُم تُفْلحُونَ."..صعقته فأردته أرضا ، ينظر في كلّ الجهات ويتعجب من وجود جماعة رجال في حضن بيته ، تفاجئه الدموع ، وتغسل آثار نشوته وبحركة مدروسة يحمل زجاجة العصيان ويكسرها على الجدران ، ينتبه من كان نشوانا ونائما ، مستغربين فعلته ، وبلا سابق انذار يحاول اخراجهم

بكلّ ما أوتي من قوّة وسط صراخهم وترنّحهم : " اخرجوا ..أنذال ..سكارى .اخرجوا ."

يتمكن من اخراجهم وغلق الباب وهو يبكي بحرقة ، يستشعر التوبة ، لا يتوانى في الذهاب إلى الحمام ..يفتح رشاش الماء وفي نيته غسل جسمه وروحه من دنس الذنوب .

جلطة دماغيّة:

ّأنهى شيخ المسجد درسه الديني المعتاد وهمّ بسماع أسئلة المجتمعين .فقال له أحدهم :" هل يجوز قتل الحشرات في رمضان ؟." ، لم يصمد الشيخ وسقط صريعا وسط الحلقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق