سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الأحد، 20 أبريل 2014

دراسات: نثر - شعر: نكهة العبث في مجموعة وش القهوة للكاتب مروان محمد بقلم/ علاء الدين حسو

يصر الكاتب مروان محمد -وهذا ثالث عمل اقرؤه له- على استخدام الفعل المضارع والفعل المضارع لا مكان له في عالم القص ، وإنما مكانه عالم السناريو . وربما هو غاية الكاتب لتأكيد استمرارية الحدث . أو لتشخيص الأحداث كصور عبر الكلمات ، فالفعل المضارع هو سيد الأفعال ومحرك الشخوص فيسير معها القارئ كمن يتابع فيلما من مشاهد تتحرك للأمام ، متجه نحو الحل 

تسود المشاكل والهموم العاطفية أغلب القصص . وأغلب أبطالها من الجيل الشاب ولا يعاني من المشاكل المادية وأنما تنحصر همومه بتحقيق أحلامه العاطفية والقصة الأخيرة في المجموعة تمثل أفضل نموذج وأحكمها في السرد وفق أسلوب السيناريو حيث تم تقطيعها إلى خمسة مشاهد ، كل مشهد قصة قصيرة مرتبطة بالتي بعدها أو قبلها. وهي تحكي حكاية عاطفية غير متبادلة بين شاب وشابة .

قصتنان من هذه المجموعة تختلفان. تشم فيهما رائحة العبث ونكهتها المحيرة والباحثة عن أسئلة كبيرة تتعلق بالحياة والموت والوجود الإنساني . الأولى وقعها بأسم عشرة أصابع فقط. تتحدث عن قاتل مأجور ينتظر ضحيته بأعصاب باردة . ولكنها تطرح أسئلة وجودية هامة ، وفق الكاتب باختيار العنوان الذي اختزل القصة بشكل مدهش حين يفكر القاتل بكيانه وأصابعه لما خلقت عشرة وهذا التساؤل يشير إلى حالة الإنسان ووجوده وتصاغره أمام حقيقة الموت. فحتما أن هناك أسبابا جعلت الضحية ضحية .وقوة القصة تنبع من غموض الضحايا وتصوير عجزها وجذعها حين تتفاجأ بالقاتل الذي يستمتع بسماع توسلاتها. الجو العبثي للقصة يذكرك بقصص غربية عادة لا نراها في القصص العربية التي لا تخلو من روح العاطفة. هنا لا ترى للعاطفة مكانا بعكس القصة الثانية المميزة في المجموعة وهي أنفس القصص ، قصة طويل بدرجة القصر ، من العنوان اللافت إلى مضمون الحكاية وتعتبر أنضج قصة ، مستوفية كل الشروط الفنية للقص . 

تتحدث قصة طويل بدرجة القصر عن عجوز يحاور صور قديمة ولكل صورة حكاية فيقلب عبر الصور الزمن الطويل بساعات قليلة . ويا لها من نهاية رائعة حين يخرج من الغرفة و يطفئ الضوء فيعم الظلام معلنا إسدال الستارة عن حياة كانت طويلة بأفراحها وأحزانها وهي قصيرة قياسا لدورة الحياة الكبرى .

لم يكن المهم معرفة تفاصيل كل صورة . ولكنه استطاع أن يدخلنا اللعبة مع البطل فجعلنا نحس به ونرى في صوره ذكرياتنا و خيباتنا ونجحاتنا والتي في النهاية تتساوى وتصبح مجرد ذكريات نحن إليها دون النظر إلى كونها بيضاء أم سوداء فكل الصفحات تتساوى في العتمة. 

عشرة أصابع وطويل بدرجة القصر قصتان نجحتا بتقديم نكهة مميزة بطعم العبث يذكرنا بمذاق القهوة المر واللذيذ. وينبهنا إلى قصر الحياة رغم طولها وأن لا معنى للتعلق فهي كوش القهوة . ستكنب وتهدر أن لم تنتبه لها .

مجموعة وش القهوة للكاتب مروان محمد ..إصدار حروف منثورة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق