استيقظت مبكرا على غير العادة ، ذكرت الله ووجدت قلبى منشرحا ، نظرت فى المرآة ،وقلت لنفسى من هذا الشخص المبتسم للحياه ، المتفائل ، هل هذا أنا حقا ؟
يبدوا كذلك ، ولكن ما الذى حدث لى وغير حالى ؟
ورحت أبحث عن السبب الذى حولنى من حالة الكآبة التى كانت تلازمنى إلى هذه الحالة الجديدة ...
هل هى ابتسامتها لى بالأمس ؟
ربما ، فعندما ابتسمت لى فكأن شمسا أشرقت فى ظلمات النفس ، لكنه ليس هو السبب .
هل مقابلة زميل الدراسة والذى جعلنى أتذكر أيام طفولتى وأستنشق رائحة الماضى الجميل ؟
ربما ، لكنه ليس السبب أيضا .
هل مساعدتى ذلك الرجل العجوز بالأمس فى حمل أمتعته ؟
نعم لقد جعلنى هذا الموقف أستشعر بأننى ما زلت إنسانا وأن فى قلبى بقايا خير ، ولكنه ليس هو السبب أيضا .
ظللت أطرح على نفسى سؤالا تلو سؤال وأفتش عن السبب ، وفجأة تذكرت بقوة ما كان منى بالأمس ، فبعد صلاة العشاء فى المسجد عدت إلى المنزل وصليت السنة وجلست أدعوا الله عز وجل :
اللهم لا تجعل فى قلبى حسداًَ ولا حقداً لأحد من عبادك .
نعم نعم ، هذا هو السبب ، صفاء القلب وخلوه من الأحقاد والكراهية وملؤه بالحب للناس ...
نظرت إلى السماء وقلت : الحمد لله ، اللهم ادمها نعمة واحفظها من الزوال ..
الإسكندرية فى 15 / 3 / 2014
قراءتي لهذه القصة ذكرتني ببيت شعري للشاعر إيليا أبو ماضي يقول فيه : أيهذا الشاكي و ما بك داء كن جميلا ً ترى الوجود جميلا ً،فبطل قصتنا هنا طيب النفس يكثر من خصال و فعال الخير و مع كثرتها يجد سعادة في نفسه احتار في سببها و رغم أنّ كلّ ما ذكر هي أفعال تبعث على السعادة إلا أنّ حقيقة سعادته جاءت ممـّا هو أبسط من ذلك.اللهم وفـّقنا لنكون هذا الإنسان الجديد . معاني سامية قليلٌ ما تجدها في كتابات أي أحد.سعيد بقراءتي لقصة إنسان جديد لإسلام الحلو . و أنتظر الجديد دائما ً على صفحتي الأولى حروف منثورة
ردحذف