سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الخميس، 9 يناير 2014

مقالات اجتماعية: ويقولون أنهم أطباء ..؟!! بقلم / حامد أبوعمرة

ومن نوادر وطرائف الأطباء في بلاد العرب أوطاني أن شهريار ،حدثه أحد تنابلته ممن يثق بهم حيث قال : بلغني أيها الملك السعيد ذو العقل الرشيد أنه يحكى أن أحد المرضى ذهب إلى إحدى المستشفيات لعمل جراحة عاجلة وطارئة بالزائدة الدودية ،من الغريب أنه قابل هناك أحد جيرانه ،والذي يتشابه اسمه معه ،حيث دخلا الاثنان غرفة العمليات في آن واحد لإجراء نفس العملية ،المهم جاره قد غادر المشفى ،أما هو بعد إجراء العملية اضطر للرقود بالمشفى تبعا لقرار الطبيب ، لأنه كانت هناك بعض المضاعفات التي نجمت عن تلك الجراحة ،والتي من المفروض أن يجريها طالب بكلية الطب بنجاح،وليس طبيبا من أهل الاختصاص والخبرة كما يقال ، ولما راجع الطبيب المعالج بعد مرور يومين ..قال له الطبيب هناك خبر بكل أسف مزعج لكن عليك أن تتحمله وتصبر فلا مفر من الكتمان ..عليك بعد المغادرة أن تحافظ على نفسك جيدا من طعام وشراب ونوم عليك بالراحة وعدم بذل أي جهد عندئذ أحس ذاك المريض بالقلق والخوف ، والارتباك حيث قال للطبيب بصوت مرتعب هل من شيء يا دكتور..؟! فرد عليه الطبيب على عجالة وكأنه قد اكتشف كهف أهل الكهف حيث قال: نعم تبين من صور الأشعة أن لك كليه واحدة خلقه لذلك كن حذر ..حينها اصفرت ملامحه ،وخيمت عليه الكآبة والضجر والفزع.. فقال بعفوية لكن.. يا دكتور أنا تصورت كثيرا ولم يقل لي أحد غيرك أني لي كلية واحدة ..!! ،عندها انهال عليه طاقم التمريض ، وبعض الأطباء الموجودين بالمكان بوابل من الشتائم ،وكادوا أن يضربوه أو يصلبوه فيستخرجوا تلك الكليه تصديقا لقولهم .. فمنهم من قال بتعجرف اخرس هذا ليس من شأنك ،ومنهم من قال أتفهم أكثر من الطبيب ياجاهل ؟ّ! إن ذلك المشهد يامولاي شهريار قد ذكّره بفيلم "الكرنك " المأخوذ عن الروائي والأديب نجيب محفوظ ..حيث تذكر عندما كان يزج بالأبرياء في السجون ، والمعتقلات ليس لأنهم لهم سوابق إجرامية أو تقولوا في السياسة وإنما لأنهم كانوا في مكان الحدث لحظة القبض على مطلوبين ،لهم تنظيمات مناهضة للنظام الحاكم آنذاك ،وأنهم لاذوا بالفرار أساسا ،وعندما دافعوا أولئك المساكين الأبرياء عن أنفسهم ، قيل لهم بعد العذاب الجسدي، والنفسي لن تروا الشمس إلا إذا اعترفتم ..!!
لذلك يامولاي شهريار التزم ذاك المريض المسكين بكلام الطبيب وكتم أنفاسه وجراحاته بل اقتنع حقا أن له كليه واحدة من هول الهجوم الباطل كما هو الحال ،عندما يقتل الأبرياء ،دون أدنى ذنب اقترفوه ، وتقيد قضاياهم ضد مجهول ،وما أكثر المجهولين في بلاد العرب أوطاني ..وأول شيء فعله فور رجوعه للبيت قال لأخيه بصوت خافق مهموس،والأسى يعتصره أوصيك بأولادي فقال له أخيه ولما تقول هكذا ،وبينما هو يحكي معه دق الباب فقام ليفتح الباب ،وعندها رأى جاره المريض والذي له نفس اسمه حيث قال وابتسامة عريضة ترتسم على شفتيه كعادته : تصور الطبيب أخطأ في إعطائي صور الأشعة لما خرجت من المشفى ،وعرفت ذلك لما راجعت أحد الأطباء حيث قال لي أن صور الأشعة تبين أن الكليتان في وضع جيد حينها ،فقط علمت أن هناك خطئا حدث وقبل أن يكمل ..وحينها أدرك شهريار الصباح فسكت ذاك التنبل عن الكلام المباح ..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق