سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

شعر: عامية - فصحى: وداعا سليمان خاطر بقلم/ مصطفى المأمور

سليمان كان جنديا

حين كان صبيا

عرف من أوراق ناصر

كيف يكون وفيا

تعلم أن التراب أغلي من الدماء

و أن الرصاص من الأعداء

شرف سخيا

و عن طريق الخطأ

كان جنديا في الزمان الخطأ

سليمان من جند الأقصى

فتح مع صلاح الدين و ضحى

في يديه خطوط سرية

و رموز البرية

معه مفاتيح العروبة

و العزة المفقودة

سيفه سيف الوليد

و بأسه بأس الحديد

و لم يتوان بالفراسة

حين كلفه الذئب بالحراسة

و أعطاه بندقية

ليحرس حدودنا الشرقية

وقف يرتل الآيات

و ينشد الأبيات :

بلادي بلادي بلادي

لكي حبي و فؤادي

و كل الأغاني الوطنية

فلمح بالأفق يهود

يعبرون الحدود

فجال في خاطره أمجاد الجدود

و حذر الأوغاد من العبور

و تبعات المرور

فلم يبالوا و استباحوا

و مروا و راحوا

فرد سليمان عليهم بالتباهي

لا تدنسوا أرض بلادي

فسخروا و فجروا

و تمادوا و عبروا

فأرداهم سليمان قتلى

قرودا و حمقى

شكرا سليمان خاطر

حميت مصر من المخاطر

فانتظر النياشين

و الورود و الرياحين

و ثناء قائدك الأمين

ننتظرك سليمان علي قلعة صلاح الدين

و سنحكي حكاياتك على ضفاف النيل

النساء و الأطفال و الفلاحين

فاليوم تعود إلى قاهرة المعز

بنصر مبين

و سيهديك الخليفة قمرا

و ستهديك العروبة قنديل

عفوا سليمان

الخليفة الآن مشغول

بأمور الحكم مسئول

لا تغضب إن وضعوك بزنزانة

و ألبسوك ثوب المهانة

إنها سليمان السياسة

و أسواق النخاسة

و العملاء و المأجورين

فصهيون الآن غاضب

و حبل الوداد ناضب

و جحافل السلطان مجتمعة

للطغيان مستمعة

عفوا سليمان فربما

يأتي الغيث حيثما

نهض الشعب من ثباته

و نهر السلطان بذاته

و ستأتي قريش بسيفها

و جنود الرشيد ببأسها

و يحرروك من براثن فرعون و هامان

و يلبسوك ثوب الرهبان

و يغمدون السيف في قلب الشيطان

عفوا سليمان لم يأتي أحد

و لم ينهض أحد

فالعروبة في حيضها تنتحب

بالراقصات تصطحب

و كؤوس الغواني بالحانات قبلة

و موائد القمار بالصالات قبلة

إلى متى أرض العروبة بالعاهات مأوى

تلفظ الأسود و للكلاب تهوى

ما عاش عليك رعديدا

إلا و كانت له جدوى

عفوا سليمان لم يأتي أحد

فالشيطان مع الطغيان قد اتحد

فأهدوك مكان الوسام حبلا

كيف تشنقون سليمان مهلا

عل بالأمر التباس

فهل فقدنا الشعور و الإحساس

و هل تشنق الهوية

و أصولنا العربية

كيف تقتلون البطولة في أرضها

كيف تسحقون الرجولة في مهدها

عار علينا في وجه الزمن

كيف نكون الضحايا و ندفع الثمن

وداعا سليمان

علمتنا كيف نكون من بني الإنسان

و أن التراب أغلي من الأثمان

وداعا سليمان و سامحنا

فطيفك دوما يطاردنا

يقاتلنا

يذكرنا بأننا شنقنا الهوية

و أصولنا العربية

في أرضها و في مهدها ..

وداعا سليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق