سجل إعجابك بصفحتنا على الفيس بوك لتصلك جميع مقالاتنا

بحث فى الموضوعات

السبت، 2 نوفمبر 2013

المقالات الأجتماعية: حبلك لسه على ظهرك ولا ممسوك ؟ بقلم / هانى عبدالمقصود مراد

الخميس

24/10/2013

كل بيئة لها عاداتها وتقاليدها والفاظها وحتى بعض الامثال الشعبية قد تكون مرتبطة بمكان النشأة ولهجتة اهله واسلوبهم فالحديث والكتابة .
مامضى تمهيد وتوطئة بسيطة وربما اعتذار للبعض عن المعنى المباشر للعنوان وساشرح المعنى الحرفى له الان ثم اخوض فى الحكمة من اختياره .
كان ابى رحمة الله عليه دائما ما يقول للشخص الغير مسؤل او حديث السن الذى يقدم على افعال خرقاء ( انت حبلك لسه على ظهرك ) المهم ظللت استمع للجملة ولا افهم المعنى الحرفى لها ولكنى استوعب وقتها ان الشخص الموجه له تلك الكلمات شخص غير مسؤل ولا يلقى قبول او تقدير والدى وربما كان سخرية .
ظللت اتتبع تلك الجملة حتى سألت وفهمت المعنى وكان معناها الاتى :ــ
الفلاح زمان (طبعا مش فلاح اليومين دول ) كان يُعرف بحماره وبقرته او جاموسته وعجلتها او فحلتها (ولدتها يعنى )فالفحل يطلق على ابن الجاموسة والعجل ابن البقرة (طبقا لتراث بلدتنا الريفية ) وكان الفلاح يركب حماره ذهابا وعودة من الحقل ممسكا بحبل البقرة او الجاموسة الام ويترك اولادها من خلفها يتبعونها فلا يحتاجون لجرهم من الحبل لانهم يتبعون امهم دائما فكان الفلاح يضع حبل الصغار حول رقبتها او على ظهرها حتى يتم ربطها بجوار امها منه فى المربط ( الزريبة ) وعلى ذلك فتلك التى يُلقى بالحبل عل ظهرها هى الصغيرة حديثة السن التى لا تعرف الا امها فتتبعها ولا تتحمل اية مشقة ولا تكبل برباط يحدد مسارها .
وعلى ذلك فإنى كنت اتسائل هل مازلت لا تتحمل المسؤلية ولم تكبلك المشاكل والهموم بعد ام مازلت لا تلقى للحياة بال ؟!
كلما كان الانسان قليل المسؤلية كلما شعر بلذة الحياة ومتعتها وكلما زادت مسؤلياته كلما قلت معها متعته بالحياة حتى فى الاعياد وقت ان كنت تأخذ عديتك من اهلك كنت تنتظر يوم العيد بفارغ الصبر لتلبس الجديد وتحصل على نقود كثيرة لا تحصل عليها بتلك الكثرة ولا تكون لك حرية التصرف فيها الا فى يوم العيد اما الان وبعد ان عدت مسؤلا عن اسرة (زوجة وابناء وربما ام واب مرضى وشيوخ)ملزما بمتطلباتهم من ملابس وخلافه وملزما باقارب وجيران واطفال والخ كل هؤلاء ممن اصبحت ملزما بتوفير السعادة لهم فقد قل اهتمامك بالعيد من حيث السعادة واصبح الاهتمام منصبا على كيفية اسعاد من حولك .
كلما زادت مسؤلية الانسان فى الحياة كلما قل احساسه بجمالها وتلك مشاعر طبيعية لا يستثنى منها احد فلا تلوموا الزمن ولا تتحسروا على جمال ما مضى منه فتلك مرحلة قد مرت عش فيها كلما تذكرتها وابتسم لتلك الفرحة التى تراها فى خيالك لانك كنت وقتها بلا مسؤليات وصدقنى فأبنائك الان يشعرون بتلك السعادة ولا يشعرون بأزمات هذا الزمن التى تعيشها لانهم مازالوا يلقون بسمؤليتهم على عنق غيرهم (وماتزال حبالهم على ظهورهم )ولكل مرحلة من مراحل العمر مميزاتها وعيوبها الا مرحلة الصغر فالغالب كلها مزايا ومرح واذكر هنا قول امير الشعراء احمد بك شوقى عن الطفولة :ـــ ايام لم نعرف من الدنيا سوى مرح السرور ... وتتبع الطير الصغير وقطف تيجان الزهور .... وبناء اكواخ الطفولة تحت اعشاش الطيور ....نبنى فتهدمها الرياح فلا نضج ولا نثور .........الخ كلماته الرائعه عن الطفولة
اتمنى للجميع الا يسخط على الزمن او يلومه فليس للزمن دور فى ذلك بل هى سنن الله فى الكون وكلما كنت كثير الهمّ والمسؤلية فاعلم انك تسعد غيرك بذلك واعلم ان دورك فى الحياة قد نما وكبر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق